اختتمت الدورة التاسعة لمهرجان سينما الشعوب ، التي احتضن فعالياتها المركب الثقافي لمدينة ايموزار كندر من فاتح الى رابع نونبر الجاري ، بعرضين سينمائيين الأول للفيلم المغربي القصير «نوح » من توقيع الراحل محمد مزيان والثاني للفيلم الفرنسي الطويل «رجال وآلهة » من اخراج كزافيي بوفوى . وقبل عرضهما بعد زوال يوم الأحد رابع نونبر احتضن أحد الفنادق صباح نفس اليوم لقاء حميميا بين أعضاء نادي ايموزار للسينما ، الجهة المنظمة للمهرجان ، وثلة من النقاد والباحثين وضيوف المهرجان ومدعميه تم خلاله التعريف بالاصدار السادس من منشورات نادي ايموزار للسينما الموسوم ب «الجمالي والايديولوجي في السينما المغاربية» وابداء ملاحظات شكلية حوله وتقديم اقتراحات لتطوير الاصدارات القادمة شكلا ومحتوى . وبعد الاستماع الى كل المتدخلين والى ردود المشرفين على منشورات النادي تم توقيع عدد من النسخ وتوزيعها على الحاضرين . هذا، وقد تميز حفل افتتاح الدورة التاسعة لمهرجان سينما الشعوب ، الذي نشطه الممثل الشاب هشام الوالي ، بالاضافة الى تأثيثه بلوحات تراثية محلية من فن أحيدوس رقصا وغناء وبكلمات الجهات المنظمة والمدعمة : مدير المهرجان وممثل المجلس البلدي لايموزار كندر و ممثلة بلدية مدينة ماكسيفيل الفرنسية ومدير المعهد الفرنسي بفاس ، بتكريم وجهين سينمائيين أسدى كل منهما من موقعه خدمات جليلة للسينما ابداعا أوفرجة . يتعلق الأمر بالسينمائي الجزائري المتعدد الاختصاصات رشيد بنعلال وبالجمعوي المغربي عبد الرزاق غازي فخر ، أحد رواد حركة الأندية السينمائية بالمغرب . ألقى المخرج المغربي عبد الكريم الدرقاوى شهادة في حق المكرم الجزائري تحدث فيها عن أهمية المونطاج في السينما واعترف بأن بنعلال ساعده مجانا في انهاء فيلمه الروائي «زنقة القاهرة» الذي واجهته بعد تصويره سنة 1997 مصاعب كثيرة وأنه لن ينسى له أبدا هذا الجميل . وفي كلمته عبر الموضب والمخرج بنعلال عن شكره للمغاربة على هذا التكريم معتبرا نفسه مغربيا وجزائريا في آن واحد وقال : لقد مسني تكريمكم بعمق ولن أنسى ما حييت يوم هذا التكريم لأنه سيظل محفورا في ذاكرتي .. أنا أحبكم كثيرا .. وأتمنى أن أشارك في أفلام مغربية أخرى . بعد ذلك تسلم المكرم الأول هدية التكريم الرمزية من عامل صاحب الجلالة على اقليمصفرو . وبعد حفل شاي على شرف المدعوين وضيوف المهرجان ألقيت شهادة في حق المكرم الثاني الأستاذ عبد الرزاق غازي ، الذي لم تسعفه ظروفه الصحية الصعبة على الحضور، من طرف الناقد والصحافي السينمائي أحمد سيجلماسي الذي ذكر من خلالها ببعض تضحيات غازي في سبيل نشر الثقافة السينمائية عبر الأفلام التي كان يشرف على توزيعها على مختلف الأندية السينمائية في ربوع المملكة ابان العصر الذهبي للجامعة الوطنية للأتدية السينمائية بالمغرب ، ونيابة عن أبيه شكر محمد غازي المنظمين على هذه الالتفاتة التكريمية في حق والده وتسلم من يد سيجلماسي هدية التكريم الرمزية تحت تصفيقات الحاضرين . وقد شكلت ندوة « دلالة المقدس في السينما المغاربية » أقوى لحظات برنامج الدورة التاسعة لمهرجان سينما الشعوب نظرا لعدد المتدخلين فيها ونظرا كذلك لعمق المداخلات والمناقشات والتعقيبات وتكاملها ، الشيء الذي أمتع وأفاد المتتبعين بأفكار ومقاربات وتحديدات مفاهيمية وقراءات متنوعة لعينة من الأفلام والتجارب السينمائية المغاربية . وهكذا تم الاستماع تباعا الى مداخلات النقاد والباحثين التالية أسماؤهم : الجزائري الياس بوخموشة، وهو أستاذ متخصص في السينما بجامعة جيلالي ليابس بولاية سيدي بلعباس ، الذي تناول موضوع «ملامح المقدس في السينما الجزائرية»، والمغاربة عز الدين الخطابي / تجليات المقدس في السينما المغربية ومحمد زروال / تجليات المقدس في بعض الأفلام الناطقة بالأمازيغية ومحمد البوعيادي / المقدس في فيلم فريدة بنليزيد «باب السماء مفتوح»و ابراهيم زرقاني / المقدس في فيلم التونسي ناصر لخمير «بابا عزيز» و سعيد شملال / المقدس في سينما حكيم بلعباس و مولاي ادريس الجعيدي / مقاربة جزئية و محمد اشويكة / السينما والمقدس : تمفصلات المرئي واللامرئي و يوسف آيت همو / الصورة ، الفلسفة والدين : جدلية العشق والكراهية و حميد اتباتو / المقدس في السينما المغاربية: بنياته ودلالاتها . ومما يحسب لدورة 2012 من المهرجان هو برمجة وعرض أفلام مغاربية لها ارتباط وثيق بموضوع الندوة ك «الرحلة الكبرى» لاسماعيل فروخي و«أشلاء» لحكيم بلعباس و«الزفت» للطيب الصديقي و «باب السماء مفتوح» لفريدة بتليزيد و«رشيدة » ليامنة الشويخ و «نوح» للراحل محمد مزيان. وكان لبعض المهتمين وعينة من أطر نادي ايموزار للسينما لقاء مفتوح صباح الجمعة ثاني نونبر بالمركب الثقافي مع المخرج المغربي الشاب ابراهيم الادريسي ، المتخرج من جامعة سان بيتر سبورغ للسينما والتلفزيون بروسيا سنة 2011، في اطار ورشة تكوينية حول خصوصيات السينما الروسية قبل وبعد المبدع الكبير أندري طاركوفسكي . تحدث المؤطر في البداية عن تاريخ السينما الروسية من خلال محطات رئيسية ثم ركز عمليا على مفهوم الاخراج في السينما من خلال عرض ومناقشة ومقارنة مشاهد منتقاة من أفلام روسية وغير روسية وأظهر كذلك الأهمية التي تحظى بها الصورة وعناصر تشكيلها في التجربة السينمائية الروسية.