لم تلتحق التلميذات الداخليات اللواتي تم نقلهن من الثانوية التأهيلية "فاطمة الزهراء" إلى ثانوية "أجدير" في بداية الموسم الحالي بعد بمقاعد الدراسة رغم مرور شهر على بدايتها رسميا، بسبب التأخر في تجهيز القسم الداخلي المحدث مؤخرا بثانوية "أجدير". وقد تطلب إيجاد صيغة لإيوائهن عدة أسابيع كانت كافية لإرهاق آبائهن وأمهاتهن بسبب الضبابية والارتجال في تدبير شأن هؤلاء التلميذات القادمات من الوسط القروي والبالغ عددهن 96 تلميذة، لمتابعة دراستهن في السنة الأولى إعدادي. وبالنظر لعدم وجود السلك الإعدادي بالمؤسسة المستضيفة، فقد تم توجيههن للتسجيل في الثانوية الإعدادية "ابن عبدون" التي تبعد بأزيد من كيلومتر عن مقر إقامتهن بالثانوية التأهيلية "أجدير" الواقعة في الضاحية الشمالية لمدينة خنيفرة، وهو ما يثير مخاوف آبائهن وأمهاتهن من أن يتعرضن للاعتداءات على الطريق خصوصا في فصل الشتاء حيث سيضطرن للعودة إلى مقر إقامتهن بعد حلول الظلام. وتجدر الإشارة إلى أن التلميذات الممنوحات القادمات من الجماعات القروية المتواجدة غرب مدينة خنيفرة يتم توجيههن عادة إلى الثانوية التأهيلية "فاطمة الزهراء" التي تتوفر على قسم داخلي بالإضافة إلى السلك الإعدادي مما يمكنهن من متابعة دراستهن دون تحمل عناء التنقل إلى مؤسسات أخرى. إلا أنه مع بداية الموسم الحالي، لم تكن الطاقة الاستيعابية للقسم الخارجي بهذه المؤسسة كافية لاستقبال كل الوافدين، وهو ما دفع المصالح النيابية بخنيفرة إلى توجيه عدد كبير من التلميذات الممنوحات إلى القسم الداخلي بالثانوية التأهيلية "أجدير" ومتابعة دراستهن في الثانوية الإعدادية "ابن عبدون" كما سلف ذكره. إلا أن آباء وأمهات التلميذات المعنيات بهذا القرار عبروا عن استيائهم من هذه الطريقة في تدبير ملف بناتهم، خصوصا وأنه يتوجب على القيمين على هذا الشأن في المصالح النيابية إيجاد حلول لهذه المشاكل في آجال معقولة لتفادي الهدر الذي تتعرض له التلميذات والتفكير في صيغ تمكنهن من متابعة دراستهن في الوقت المحدد لانطلاق الدراسة وفي مؤسسة تتوفر على قسم داخلي وسلك إعدادي. وفي هذا الصدد، اقترح الآباء نقل تلميذات الثانوي التأهيلي من الثانوية التأهيلية "فاطمة الزهراء" إلى الثانوية التأهيلية "أجدير" والإبقاء على تلميذات السلك الإعدادي في مؤسستهن الأصلية. مما لاشك فيه أن هذه المشاكل المتراكمة والمتعلقة بتدبير شأن التلميذات الداخليات والتأخر في توفير ظروف الإيواء بالقسم الداخلي بالثانوية التأهيلية "أجدير" سيؤثر سلبا على مسارهن الدراسي، خصوصا وأن فترة إنجاز الفروض ستبدأ عما قريب وسيكون مستحيلا تمكن هؤلاء التلميذات من الإجابة على الأسئلة ومسايرة إيقاع الدروس بسبب هذا التأخر في الالتحاق بالدراسة وبسبب كذلك مستواهن المتدني أصلا لما يعرفه الوسط القروي من رداءة في التعليم.