الكل يتذكر ماذا وقع بالضبط بعد البيان الأمازيغي الشهير لمحمد شفيق ,المناضل الامازيغي القريب جدا من القصر . هذه المبادرة كانت قابلة لكل التأويلات و قيل ما قيل فيها . فهناك من تصورها مبادرة من المخزن من اجل إيقاف زحف النضال الأمازيغي في ذلك الوقت , فتم تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية , الذي استوعب كل الموارد البشرية التي كانت تزخر بها الحركة الأمازيغية , و بالفعل يمكن أن نقول أن المخزن نجح في لجم صراخ الأمازيغية عبر التلبية الشكلية لكل المطالب الأمازيغية التي جاءت في ميثاق اكادير. و لحدود السنوات الأخيرة عرف النضال الأمازيغي جمودا محتشما و لم يعرف إلا بعض المبادرات الخجولة التي أعطت لأعداء الأمازيغية بعض الوقت للحسم معها عبر سن سياسات تجاهلية يبقى معها الفعل الأمازيغي غير قادر على الإنتاج بعدما تم استنفاد المطالب الأمازيغية و لم يبقى للاما زيغ ما يطالبون بها . لكن مؤخرا و قبل 2011 بدأ الفعل الأمازيغي ينتعش شيئا فشيئا خاصة مع الإعلان و الإعداد للتعديل الدستوري , الذي بالفعل سيعلن عن كون الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب العربية . سيبقى هذا الإعلان دون تفعيل و تنزيل , اعتبارا لطبيعة الحكومة التي هي في نفس الوقت خائفة و غير قادرة لتفعيل مقتضياته الخاصة بالأمازيغية. في هذه الفترة بدأت مجموعة من الشرارات لتنظيمات أمازيغية تظهر في الأفق تسعى إلى ترسيخ جيل جديد من النضالات تكتسي طابعا دوليا و وطنيا تسعى من خلالها للضغط على الدولة من اجل تفعيل حقيقي لرسمية الأمازيغية , خارج الاستغلالات السياسوية للمكونات السياسية المغربية خاصة الأحزاب و بالضبط التي قبلت الأمازيغية رغما عنها . إذن مع الفعل الأمازيغي الجديد و بمطالب جديدة , لا أظن أن الدولة ستبقى مكتوفة الأيدي و ما أخافه هو أن يتم إنتاج ما تم إنتاجه في 2002 بعد البيان الأمازيغي لمحمد شفيق . لماذا ؟ لأنني أرى نفس المعطيات تتكرر في هذا الوقت بالضبط : إن اللقاء الأخير لحسن أوريد في اكادير من خلال الندوة التي أكد المنظمون على نجاحها الكبير , تذكرني بميثاق اكادير و بيان محمد شفيق في نفس الوقت . فالسيد حسن أوريد أكد أن الأمازيغية في خطر إن لم تنتقل من النضال الثقافي إلى النضال السياسي , و هذا الخطاب في نظري ليس بالجديد فهو تقريبا ما أشار إليه محمد شفيق في بيانه و لا ننسى كل المحاولات و المبادرات التي سعت إلى تسييس الأمازيغية و الكل يعلم كيف أجهضت تجربة الحزب الدمقراطي الأمازيغي ؟ من خلال هذه المعطيات من حقي أن أتساءل : هل نداء حسن أوريد داخل في ترتيبات الدولة من اجل تفعيل دسترة الأمازيغية ؟ هل حسن أوريد يعطي إشارات إلى الدولة من خلال انضمامه للفعل الأمازيغي , على انه رجل المرحلة ؟ ما لا نتمناه هو أن لا تكون الأمازيغية ضحية مرة أخرى لتثبيت موازين القوى . نتمنى أن لا يتم تشتيت جهود ايمازيغن في صراعات جهوية , سياسية و مواقعية .