بعد ' نكبة' الإنتخابات الرئاسية المصرية ، التي كان الفوز فيها على مرّ التّاريخ حليف أبناء المُؤسسة العسكرية بفضل ' الضّربة القاضية' ، سيدخل 'الجنرال الخارق ' السيسي " قصر الإتحادية" من أوسع أبوابه كأحد الفاتحين المماليك الذين طهّروا قلاع المحروسة من "التّتار المُدمرين" . بعد هذا "المأتم الديمقراطي" المهيب هل تبقّى للعرب من شيء يفتخرون بهم أمام الأمم الأخرى سوى نسب مَنفوخة مُسبقا في" ورشات الحدادة" لعدد الناخبين المُشاركين في كبريات المهزلات الديمقراطية العالمية؟ أين إختفت حناجر مثقفينا التي عوّدتنا على العويل كلما أصيبت مكتسبات الوطن بالعُطل؟ هل تكسرت أقلام الشّرفاء فلم يعودوا يخطّون العبارات الغزيرة إلا خلال مواسم الهرج والمرج وذلك بعد شروق الضوء الأخضر؟ لقد كانت أحلام الأحرار على إمتداد الوطن العربي واهمة حين اعتقدوا أن غيوم الفساد والظلم قد ولّت بدون رجعة غداة أُفول مُذَنّبات 'مجرّة مبارك " . لأنهم توهّموا بسذاجة أن إستئصال الأورام الظاهرة بالعين المُجرّدة كان كافيا لشفاء أرض الكنانة من مُصابها ، ونسوا أن جدور السرطان لا تجتثها المحاليل الكيماوية فحسب بل تتجاوز ذلك إلى تغيير كامل لخلايا الجسم عبر طفرة جينية . فمرة أخرى يُخفق العرب موعدا مع التاريخ لأنهم ليسوا على ما يبدو بذلك المُستوى من النضج المطلوب للتعامل مع حدث جلل بحجم ثورة 25 ينايرالخادة. لتظل آمال الشعوب العربية بالانعتاق من قُمْقُمِ التّخَلُّف خارج شبكة التغطية الدولية.