من الآن فصاعدًا سيتوصّلُ المرضى الذين يرتادون عيادة الطبيب ببلادنا بوصفة طبية، مكتوب عليها" يجب الإمتناع عن مشاهدة جلسات البرلمان على التلفاز" ،تنضاف إلى قائمة الأدوية الطويلة التي ألفتها أجساد كل من تمدّدَ على سرير الفحص الطبّي. لأن المشاهد الصّادمة لمصارعي الثيران داخل باحة البرلمان تصدّرت أسباب الإصابة بالجلطة الدماغية ، و ارتفاع الضغط و السكتة القلبية... ، فلو أُجريت دراسة علمية حول أسباب التوتر لدى المغاربة لكان النقل المُباشر لجولات المصارعة الحُرّة بين مُصارعي نوادي 'كمال الأجسام' أحد أهم تلك العوامل. لقد تعوّدنا كمشاهدين لتلك اللقطات ' الهيتشكوكية' على لجم غضبنا حتى لا تستقر أحديتنا داخل شاشة التلفزة من شدّة الحنق على تردّي العمل السياسي، الذي فشل في إستقطاب قلوب الملايين، ممن فضّلوا كيّ إبهامهم حسرة على المشاركة في مهزلة مجتمعية إسمها الإنتخابات. لقد أغفل أبطال المُصارعة البرلمانية أن عراكهم العبثي لا يعني في شيء الأغلبية السّاحقة من المعدومين الذين لم يترك لهم ثمن السُّكّر و الشّاي المُلتهبين أدنى قُدرة على الإعتكاف أمام شاشة عوّدتهم مِرارًا على تجرُّع علقم التواجد خارج التغطية. وحتى لا نستيقظ ذات يوم على رقم 30 مليون مغربي مُصاب بالإكتئاب، ندعو الحكومة إلى وقف بث جلسات ' المُصارعة الحُرّة ' على الهواء مباشرة، أو على الأقل تفعيل مقص حذف المشاهد الخادشة للكبرياء و الكرامة. يوسف عيادي.