نظم الاتحاد المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل حفلا تابينيا للراحل الأستاذ مولاي امحمد ادريسي الذي وافته المنية بتاريخ 5 ابريل 2014،وذلك مساء يوم السبت 17 ماي 2014 بغرفة الصناعة والتجارة والخدمات بخنيفرة. تميز الحفل بحضور عدة فعاليات نقابية وطنية وجهوية ومحلية، والكثير من النشطاء الجمعويين والسياسيين وأفراد عائلة الفقيد وأصدقائه . في ورقة تعريفية بالراحل قدمها الأستاذ مصطفى قنوش أشار إلى أن الراحل ولد بزاوية إنجيل أيت لحسن بإقليم بولمان سنة 1960، وتابع دراسته الابتدائية و الإعدادية بمدينة ميدلت و الدراسة الثانوية بمدينة أزرو، أما التعليم العالي فقد استقبلته كلية العلوم بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بمدينة فاس، وحصل على إجازة في العلوم الفيزيائية منها، ليلتحق بعد ذلك بمركز تكوين المعلمين والمعلمات بمدينة خنيفرة موسم 1988 _ 1989 . اشتغل الراحل بعدة مؤسسات تعليمية آخرها مدرسة علال بن عبد الله بخنيفرة التي توفي فيها أثناء مزوالته لعمله بسكتة قلبية. افتتح الحفل بايات قرانية، ثم أعطيت الكلمة بعد ذلك للتنظيمات والإطارات النقابية والسياسية والجمعوية وأصدقاء الراحل لتقديم شهادات في حق الفقيد. وقد أجمعت كل التدخلات على الخصال الحميدة له و كشفت للحضور عن روحه النضالية، حيث انخرط منذ صغره في الشبيبة الاتحادية حين كان تلميذا بمدينة ميدلت ، كما كان عضوا نشيطا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في فصيل رفاق الشهداء ، وهو ما كلفه ستة أشهر وراء القضبان في سجن عين قادوس سنة 1984. أكدت شهادات المتدخلين على أن الرجل كان نموذجا ومثالا للمناضلين الشرفاء الذين حملوا على عاتقهم كل هموم الشعب المغربي والطيقة الكادحة بالخصوص ولم يكن من الساعين للمقاعد والنفوذ. قال أحد أصدقائه أنه رغم تكوينه العلمي إلا أنه كان قارئا نهما للروايات باللغة العربية، وكان ذو تكوين فكري متميز ساعده ذلك في امتلاك حس منهجي وأسلوب إقناعي قل نظيرهما. كل هذه المؤهلات المنهجية والفكرية والسياسية والنقابية والجمعوية جعلت من الأستاذ الراحل مرجعا للكثير من الذي عاشروه في كل القضايا والإشكالات التي يواجهونها، فقد أكد الأستاذ محمد بوعنان الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم بجهة مكناس تافيلالت أن الراحل كان ينجح في تقريب الرؤى بين المناضلين عندما يختلفون حول إحدى القضايا أو الإشكالات في الاجتماعات التي يحضرها. الشهادات التي ألقيت في حق الأستاذ مولاي امحمد ادريسي اعتبرت وفاته خسارة كبرى للجسم النقابي والتعليمي والسياسي بمنطقة خنيفرة. التي أكد الأستاذ لسن جريلي وصديقه حقي عبد الحق في قصيدة شعرية مغناة بالة الوتار باللغة الأمازيغية أنه أحبها ، ولم يغادرها إلى مسقط رأسه مثلما يفعل الكثيرون. بل إنه قرر مواصلة النضال بها وفاء للتضحيات التي قدمها رجال المقاومة المسلحة وكافة المناضلين بعد الاستقلال، هذه المنطقة المهمشة والمقصية التي تشبث بها الراحل منذ وطأتها أقدامه مثلما جاء في شهادة الأستاذ محمد زهير الكاتب الجهوي لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي . ألقيت أيضا بالمناسبة قصائد شعرية رثائية في حق الفقيد تغنت بخصاله و أخلاقه و سلوكاته الانسانية الراقية، و شارك الشابان ياسين بلحجام وتومادير بلمكي بأغنية ملتزمة بالمناسبة. كانت الشهادة الأخيرة لطفل الراحل مروان ادريسي الذي حيى كل رفاق والده وأصدقائه الذين ازروهم و كانوا إلى جانهم في مصابهم الجلل، و بالمناسبة قدم الاتحاد المحلي لزوجته صورة للراحل، وعلى إيقاع النشيد الكنفدرالي انتهى حفل تأبين الاستاذ مولاي محمد ادريسي مع متمنيات الجميع أن ترقد روحه الطاهرة بسلام