CNSS: الاستفادة من معاش الشيخوخة ابتداء من فاتح ماي 2025    بنعلي يؤكد بطلان رقم "13 مليار درهم" المروج حول دعم استيراد الأضاحي    الصحافة الإسبانية تكشف مستجدات نفق المخدرات بسبتة المحتلة    بعد تسريب الممنوعات في عيد الفطر.. المندوبية العامة للسجون تتوعد باتخاذ إجراءات صارمة لحماية المؤسسات السجنية    «نفس الله» عمل روائي لعبد السلام بوطيب .. رحلة عميقة في متاهات الذاكرة والنسيان    السلطات الصحية البريطانية تحقق في إصابة بفيروس (إمبوكس) غير معروفة الأسباب    موكوينا يتشبث بمنصبه كمدرب للوداد    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على انخفاض حاد    النشاط الصناعي.. بنك المغرب: ركود في الإنتاج وارتفاع في المبيعات خلال فبراير 2025    "من أجل غزة".. صوت التلاميذ والطلبة المغاربة يصدح ضد الإبادة والتطبيع    يحتضنه المغرب في سابقة بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط .. ندوة تقديمية للمنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا اليوم بالرباط    موسم أصيلة الثقافي الدولي 46 في دورته الربيعية    دول الساحل تتهم الجزائر برعاية الإرهاب.. والجزائر ترفض "الادعاءات الباطلة"    مضاعفات الحمل والولادة تؤدي إلى وفاة امرأة كل دقيقتين    أصغر من حبة الأرز.. جيل جديد من أجهزة تنظيم ضربات القلب يذوب في الجسم    "الإبادة في غزة" تطارد إسرائيل.. طرد سفيرها من مؤتمر إفريقي    وزارة الصحة المغربية تُخلّد اليوم العالمي للصحة وتطلق حملة للتحسيس بأهمية زيارات تتبع الحمل    أزيد من 700 عارض خلال الدورة ال30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب    وزارة العلاقات مع البرلمان تقدم الدليل المرجعي للمستشارين في الشؤون البرلمانية    المنتزه الوطني للحسيمة .. الذئب الذهبي الإفريقي مفترس يضبط التوازن البيئي    الذهب يهبط لأدنى مستوى    ولد الرشيد يؤكد أن الأمم المتحدة "الإطار الشرعي الوحيد" لمعالجة النزاع حول الصحراء المغربية    الفرحة تعود لمنزل سلطان الطرب جورج وسوف (صور)    المعارضة تدعو لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن دعم استيراد المواشي والأبقار بمليارات الدراهم    النيابة العامة بابتدائية الرباط: منع المعطي منجب من السفر يدخل ضمن مسطرة قضائية جارية بشأن شبهة غسل أموال    بعد طردها من مايكروسوفت…ابتهال المغربية تتوصل بعرض عمل من ملياردير كويتي    الدكتورة غزلان توضح ل "رسالة 24": الفرق بين الحساسية الموسمية والحساسية المزمنة    الاستفادة من معاش الشيخوخة ابتداء من فاتح ماي 2025 (الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي)    تعزيز الشراكة العسكرية بين المغرب والناتو: زيارة وفد بحري رفيع المستوى إلى المملكة    أوزود تستعد لإطلاق النسخة الأولى من "الترايل الدولي" الأحد المقبل    علوم اجتماعية تحت الطلب    مزراوي يحظى بإشادة جماهير مانشستر يونايتد    مبابي: "أفضل الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا على أن الكرة الذهبية"    أمن إنزكان يوقف شاباً ألحق خسائر بممتلكات الغير    أغنية "تماسيح" جديد الشاب بلال تحتل المرتبة العاشرة في "الطوندونس" المغربي    النيابة العامة تتحدث عن مسطرة قضائية جديدة في مواجهة المعطي منجب أدت إلى منعه من السفر    تراجع طفيف في سعر الغازوال والإبقاء على ثمن البنزين في 13,05 درهما    انهيار في مداولات البورصات الأوروبية بعد تراجع كبير في البورصات الآسيوية والخليجية الأحد    كأس إفريقيا للأمم لأقل من 17 سنة: المنتخب الوطني يتأهل لدور الربع بتغلبه على نظيره التنزاني    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين    مهمّة حاسمة للركراكي.. جولة أوروبية لتفقد مواهب المهجر استعداداً لتعزيز صفوف المنتخب    "الاثنين الأسود".. حرب الرسوم الجمركية تُفقد بورصة وول ستريت 5 تريليونات دولار    طقس الإثنين .. أجواء قليلة السحب مع تشكل كتل ضبابية    الرئيس البرازيلي السابق "بولسونارو" يتظاهر في الشارع    القاهرة ترفع ستار مهرجان الفضاءات المسرحية المتعددة    المغرب.. قوة معدنية صاعدة تفتح شهية المستثمرين الأجانب    ابتهال أبو السعد.. مهندسة مغربية تهز العالم بشجاعتها وتنتصر لفلسطين    ماراثون مكناس الدولي "الأبواب العتيقة" ينعقد في ماي المقبل    الولايات المتحدة الأمريكية تحظر منتوج ملاحة في كوريا    روعة مركب الامير مولاي عبد الله بالرباط …    تفاعلا مع الورش الملكي لإصلاح المنظومة الصحية.. مهنيو الصحة 'الأحرار' يناقشون مواكبتهم لإصلاح القطاع    النظام الجزائري.. تحولات السياسة الروسية من حليف إلى خصم في مواجهة الساحل الإفريقي    توضيحات تنفي ادعاءات فرنسا وبلجيكا الموجهة للمغرب..    العيد: بين الألم والأمل دعوة للسلام والتسامح    أجواء روحانية في صلاة العيد بالعيون    طواسينُ الخير    تعرف على كيفية أداء صلاة العيد ووقتها الشرعي حسب الهدي النبوي    الكسوف الجزئي يحجب أشعة الشمس بنسبة تقل عن 18% في المغرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدارجة في مواجهة عظمة و قداسة اللغة العربية
نشر في خنيفرة أون لاين يوم 23 - 03 - 2014

أستاذي الكريم السيد يوسف أبريك.لقد اطلعت على مقالك الذي نشرته جريدة "الأ خبار" تحت عنوان : عيوش "مول الريكلام " فأسرعت إلى قراءته لعلني أجني بعض الفائدة.وماجنيت إلا السب والقذف والشتم والإهانة والحقد... فما معنى أن تصف الرجل بمول الريكلام؟ إ ذا كنت تقصد الإستخفاف بعمله ألا تعلم أن الراحل الحسن الثاني قال في من يستخف بمهن الناس"لا يوجد عمل سخيف إنما يوجد أناس سخفاء".
وهذا الأسلوب المشين هو سلاح الضعفاء، ومع الأسف الشديد هو ما يلجأ إليه كل الذين يتظاهرون بالد فاع عن اللغة العربية، لأنهم غير قادرين على الحوار و مقارعة الحجة بالحجة والإحتكام إلى المنطق و العقل السليم، فيلجأون إلى العنف بشكليه؛ المادي والمعنوي.وهذا ما تعرض له الكثير من أصحاب العقول النيرة.منهم على سبيل المثال لا الحصر؛ عميد الأدب العربي طه حسين حينما تجرأ على مناقشة أساتذته في الأزهرأثناء اجتيازه الإمتحان، فضاق صدرهم ولم يقووا على تحمله فعملوا على قمعه بقول أحدهم له"كفى يأعمى، لقد أخذنا العلم أصاغر عن أكابر ولم نناقش فيه أحدا".فحرموه من شهادته، انتقاما منه على إبداء رأيه.كما فعلوا نفس الشئ مع علي عبد الرازق و هو من خريجي جامعة الأزهر و علمائها حينما كتب كتابه"نظام الحكم في الإسلام "فجردوه من شهادته وعزلوه من وظيفته كقاضي و كفروه فطلقوا منه زوجته وحرموا الأبناء من حنان و رعاية أمهم.
أليس الشيطان هو الذي يفرق بين المرء وزوجه؟ فعوض أن يناقشوا ما ورد في الكتاب من أفكار لجأوا إلى هذا الأسلوب الدنئ، وقد نهجوا نفس النهج مع حامد أبو زيد، فاضطر إلى مغادرة مصر متوجها إلى هولندا، بلاد الحرية والتسامح حيث احتضنته جامعاتها لأنها تعرف مكانته العلمية. وهكذا استفاد منه طلبتها وحرم منه الطلبة المصريين بسبب مواقف الظلاميين، أصحاب الفكرالأحادي ، الذين يملكون الحقيقة المطلقة و مفاتح الجنة والنار المتعصبين الرافضين لكل فكر متنور.وذهبوا إلى أبعد من ذلك فأقدموا على اغتيا ل المفكر المصري فرج فودة، بسبب كتابه"الحقيقة الغائبة".والغريب أن الذي قتله لم يطلع عليه ولم يعرف فحواه.كما حاولوا اغتيال الكاتب نجيب محفوظ بسبب رواية كتبها منذ أزيد من ثلاثة عقود، لكن عناية الله نجته من موت محقق.كما قتلوا عمر بن جلون والبراهمي و شكري بلعيد.إن كهنة التكفير لم و لن يتوقفوا عن تكفير العقل. فلقد كفر من قبل إمام التكفيريين ابن تيمية علماء و فلاسفة، كابن سينا و الفارابي و الكندي و الخوارزمي.قطعوا أوصال ابن المقفع وحاولوا إرغامه على أكلها.أخرجوا جثة ابن رشد وعبثوا بها وأحرقوا كتبه.قتلوا عدة علماء.التكفيري ابن تيمية ، حرم قراءةكتبهم وأراق دماءهم.
يغيضك أن المغاربة و المصريين يكتبون لوحاتهم الإشهارية بدارجة كل منهم. هل تريد أن تنصب نفسك وصيا على الشعبين؟ إن الشعوب حرة في اختيار وسائل تواصلها،وليس من حق أي كان أن يجبرها على الخضوع لإملاءاته.قلت أنك لم تصد ق ما رأيت، نعم لأنك لا تريد أن ترى الحقيقة الساطعة،فهي ظلام بالنسبة إليك .وهذا دأب الظلاميين.إنكم تهابون النور لأنه يعمي أبصاركم وقلت أنها مؤامرة وأن هناك أيادي خفية تتحرك ضد لغة الضاد.مؤامرة إيه يأخ العرب هل هناك شعب يتآمر على نفسه؟ مؤامرة من ضد من؟ متى ستتخلصون من عقد ة المؤامرة التي ظلت تلاحقكم منذ زمان الفتنة الكبرى، التي اقتتل فيها الصحابة دون هوادة من أجل السطوعلى السلطة ، بمافيهم المبشرين بالجنة.وقد ذهب ضحية تلك الفتنة ألاف المسلمين الأبرياء، وانتهكت الحرمات واستبيحت الدماء والأعراض والأموال وقصفت الكعبة المشرفة بالمنجنيق فا نتشرت موجة التكفير في السنوات الأولىمن ظهور ا لإسلام لإراقة الدماء. لقد مرت أوروبا من هذا ، حيث كان الكهنة يصدرون فتوى القتل في حق العلماء .لكن الشعب ثار ضدهم ورماهم في مزبلة التاريخ .من المؤلم أن جل المؤرخين العرب عندما يتناولون هذه الأحداث الدامية في كتاباتهم ، يحملون ما وقع ،لشخص يدعى عبد الله بن سلول ،بدعوى أنه كان منافقا هو الذي نسج الدسائس بين المسلمين.أتساءل، هل هو الذي أوعز إلى أم المؤمنين عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم لتدعو المسلمين إلى قتل الخليفة عثما ن بن عفان حينما قالت":اقتلوا نعثلا فقد كفر".ونعثل هذا هو اسم يهودي كا ن كث اللحية ويشبه بذلك عثمان إلى حد كبير.ثم لما كانت أول ضربة سد د ت له من طرف محمد بن أبي بكرالصديق، هل يا ترىهو الذي دعاه لذلك وقال له:هيا، ا ضربه يابن أبي بكر. ومع ذلك فإن الظلاميون لم يستوعبوا الدرس وهاهم متمادين في اتباع نفس أسلوب أسلافهم .فكلما قامت الشعوب بالمطالبة بحقوقهم المشروعة إلا واتهموا بالمؤامرة والعمالة للخارج، ويجعلها الحكام مبررا ،ليمارسوا عليهم شر أنواع التقتيل والتشريد والتجويع، دون أن يستثنوا لا العجزة ولا الأطفال ولا النساء.ألم تملوا بعد ترديد ،الأسطوانة المشروخة ل عبارة المؤامرة التي ظلت تلاحقكم لأزيد من أربعة عشر قرنا؟ لكن ليست لكم حيلة سواها، إنكم غيرقادرين على البحث عن الأسباب الحقيقية لما يحدث وإيجاد الحلول المناسبة.إنكم غير قادرين على الحوار لأنه ليس من ثقافتكم، فالطبع يغلب التطبع ومن شب على شئ شاب عليه.ألا تلاحظون أنه عندما تنتفض شعوب الدول الديموقراطية احتجا جا على وضعية ،يجلس المسؤولون إلى المعنيين بالأمر ويدعونهم إلى التحاور و النقاش وتبادل الآراء، للتوصل إلى حل دون أن يتهموا أحدا بالتآمرأو الكفر ...إلخ .متى ستشفون من هذا المرض اللعين الذي ينخر عقولكم ويشلها عن التفكير؟
تقول أستاذي الكريم"جاء أناس يقولون بأن الدارجة هي اللغة الأم ويجب إدماجها في جميع مجالات الحياة اليومية".لماذ ا تتجاهل الواقع وتتنكر له، أليست هي و الأمازيغية لغتا الأم لجميع المغاربة؟ هل تقول لأولاد ك:اشتريت موزا وجزرا وكرزا...إلخ لا تحاول حجب الشمس بالغربال.لقد كان المسيحيون قبلكم يقد سون اللغة اللا تينية ويحرمون ترجمة الكتب السماوية إلى اللهجات المحلية ،ومنها الفرنسية والإسبانية والبرتغالية...إلخ.وفي الأخير انتصرت إرادة الشعوب وفرضوا لغاتهم وماتت اللغة اللاتينية
المقد سة ولا أحد قال أن هناك أيادي خفية.أخاف أن تلقى اللغة العربية نفس المصير إذا استمرتم في تقديسها وتعظيمها وجعلها ركنا من أركان الإسلام، لأنكم بذلك تمنعون تطورها .فلو تركتم المسيحيين العرب أن يستمروا في الجهود التي كانوا يبذلونها في خدمة اللغة العربية لارتقوا بها إلى أ على المراتب.
أظفت قائلا"شهدنا حال الأمازيغية وظهور "الظهير البربر ي"وشهدناأيضا كيف هرول القيمون عليه إلى أ عد ى أعدائنا وشهدنا كيف عادوا ووسموا بوسام الخيبة".فحسب علمي ليست هناك وثيقة بهاذا الإسم ، وأرجوك إذا كانت متوفرة لديك أن تعمل على نشرها في الجرائد وغيرها من وسائل الإعلام لكي تعم الفائدة.إن كل ما أعرفه أنها أكبر أكذ وبة سياسية في القرن العشرين.وأن كل الظهائر تصدر تحت إسم"ظهير شريف أو ظهير ملكي" وليس ظهير بربري أو عربي أو فرنسي...إلخ. هذه الأكذ وبة شبيهة بما يسمى عريضة المطالبة بالإستقلال التي أصبحت عيد ا وطنيا دون حياء أو وجل و كأنها هي التي حررت المغرب من نير الإستعمار . فلو كانت العرائض و القصائد الشعرية تحررالشعوب لحررت فلسطين التي قيل فيها آلاف القصائد و أصدرت آلاف العرائض و البيانات .فعوض أن نحتفل بأيامنا الغراء التي خاض فيها الأمازيغ المعارك البطولية ضد المستعمر مثل : أنوال ، الهري ، بوكافر ، تازيزاوت ،هاهم يحتفلون بالأساطير و الأكاذيب ويبنون عليها أمجادهم .أرى أنه يجب محاكمة أصحاب هذه الوثيقة ، لأنهم أخروا استقلال المغرب بحوالي إثنى عشرسنة . فلماذا لم يعلنوا الإستقلال مباشرة بمجرد انهزام فرنسا أمام ألمانيا مثلما فعلت سوريا؟فما معنى أن يتقد موا بعريضة يطلبون بواسطتها الإستقلال من دولة محتلة ؟ ففاقد الشئ لا يعطيه .و لا بأ س أن أثير انتباهك إلى أن جزءا من تاريخنا أكاذيب وأساطير، ووراء كل أسطورة من أساطيرتاريخنا قلبا و تحريفا لحقائقة تخص الأمازيغية والأمازيغيين، كما يتجلى ذلك في أسطورة الظهير البربري الذي أشرت إليه .وليس أمرا سهلا تصحيح نظرتنا إلى هذ ا التاريخ وتطهيره مما يملؤه من أسطير و "حقائق"كاذبة.وقد أصبحت هذه الأ ساطير قناعات مترسخة في الأذهان عن طريق المدرسة والتعليم والإعلام والأحزاب و غيرها من المؤسسات والمنظمات.يرجع ذلك بالأساس إلىأسباب سياسية وإيديولوجية.فهناك أطراف وجهات نافذة تستفيد من غياب الحقيقة وسيادة الأسطورة مكانها ، لأنها تجني من ذلك مكاسب رمزية و سيا سية واقتصادية.وقد أصبح ملايين المغاربة بما فيهم حضرتك ضحية هذ ا البهتان.
يمكن القول بأن ماتعانيه الأمازيغية اليوم من تهميش وإقصاء واحتقار هو نتيجة مباشرة لهذا الظهير - الأسطورة- الذي دخلت به الحركة الوطنية التاريخ. وقد ظلت هذه الأ سطورة منذ الإستقلال سيفا مسلطا على الأمازيغية، تقمع به مطالبها بربطها بهذ ا الظهير والتحذير من محاولة إحيائه باسم المطالب الثقافية الأمازيغية، لكن هاهو اليوم قد أزيل القناع عن الأسطورة وانكشفت الحقيقة وافتضح الكذب.فأين المفر أيها الكذ ابون ؟ فالحقيقة تحاصركم من كل الجهات ، وليس لكم إلا الإستسلام أو الإنتحار.صدق من قال:حبل الكذ اب قصير. حتى الذين تظاهروا احتجاجا على هذه الكذبة المفضوحة ولجأوا إلى المساجد لقراءة اللطيف بعد أن أحكموا إغلاق أبوابها عليهم، قد قال في حقهم الملك الراحل محمد الخامس في الكتاب الشريف الذي وجهه، إلى الباشوات ليقرأ في معظم مساجد المملكة أثناء صلاة الجمعة يوم عيد المولد النبوي الذي احتفل به يوم11غشت1930مايلي "...وقد قامت شرذمة من صبيانكم الذين يكادون لم يبلغوا الحلم وأشا عوا ولبيس ماصنعوا، أن البرابر بموجب الظهير تنصروا وماذروا عاقبة فعلهم الذ ميم وما تبصروا ووهموا بذلك على العامة وصارعوا يدعونهم لعقد الإجتماعات بالمساجد عقب الصلوات لذكر الله تعالى اللطيف فخرجت المسألة من دور التضرع والتعبد إلى دور التحزب والتمرد ،فساء جنابنا الشريف أن تصير المساجد - قال الله في حقها: "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذ كر فيها إسمه الآية-محلات اجتماعات سياسية تروج فيها الأغراض و الشهوات...".أليس ما قاله أمير المؤمنين في حق مختلقي هذه الأسطورة، صفعة على خد ك ينقشع بها الظلام عن عينيك وتزول عنهما الغشاوة، التي تحجب عنك نورالحقيقة فتهتدي إلى الطريق السوي..
أما الهرولة إلى أعدى الأعداء التي أوردتها، فإنني أتساءل عن من هرول إلى عقد معاهدة الحماية سنة 1912واستسلم أمام الغزو الفرنسي و إضفائه الشرعية القانونية، علىوجود فرنسا وإسبانيا بالمغرب؟ ثم أليست القبائل الأمازيغية هي التي رفضت هذه المعاهدة جملة وتفصيلا ، ووقفت المقاومة الأ مازيغية في وجه الإحتلال الفرنسي بترسانة أسلحته الرهيبة ، بينما كان المئات من الأعيان في بعض المدن - وهي معروفة لدى الشعب المغربي-محميين قانونا من طرف قنصليات الأوروبيين، وكانوا يتحاكمون مع بقية مواطني الإيالة الشريفة لدى محاكم القنصليات الأوروبية بالمغرب حسب القوانين الأوروبية، عوض قوانين المخزن.ذلك هو المعنى الحقيقي ل"الحماية".هل الأمازيغ هم الذين وقعوا هذا العقد ، هل حضروا ابروتوكول توقيعه، هل شاركوا في
تحريره ، هل استشيروا فيه؟ لا أظن أنك تجهل من هم أهل الحل والعقد والمستشارون والعلماءو حاشية الدوائر المخزنية في تلك الفترة.
وقبيل دخول الإستعمار، كان كل واحد من هؤلاء يرفع على سطح بيته علم الدولة الأوروبية التي تحميه.
هل عرفت الآن من هرول إلى أعدى أعدائنا(فرنسا وإسبانيا) ودخل تحت حمايته، ومن هم الذين حاربوه بالحديد والنار مدة ثلث قرن؟
أما استنكارك ما أقدم عليه عيوش "مول الريكلام"كما تدعوه من إبداء رأيه في التعليم ، لكونه ليس من ذوي الإختصاص وبالتالي ليس له أن يحشر أنفه فيما لايعنيه ، فهو لم يرد د إلا ما خرجت به ندوة دوليةحول التربية"سبيل النجاح"والتي حضرها وزراء سابقون للتعليم وذووا الإختصاص في مجال التعليم بالمغرب ومسؤولون في التكوين المهني وفي النقابات . فهل كل هؤلاء ليسوا في نظرك من ذوي الإختصاص ؟ إلا إذا كنت تعتقد أنك الوحيد المؤهل والمختص في هذا المجال.ومن يدري ؟ الغرور يجعل صاحبه يعتقد أنه المحور الذي تدور حوله الكرة الأرضية.اللهم قنا شرالغرور.
قلت أن اللغة العربية كانت ولا زالت سامية، رفيعة الجودة دونها لغات العالم كلها.وهي وعاء علم الله سبحانه، فبها نزل القرآن وبها تكلم رسول الإسلام.
إذا كانت اللغة العربية بهذه العظمة والقداسة ، فلماذا ترتعدون وتخافون عليها من لهجة عارية من أية حماية قانونية أو اقتصادية أو دينية؟ وإنما حمايتها الوحيدة هو الشعب المغربي الذي يعتمدها في حياته اليومية.
والأخطر من كل هذا هو، قولك أن الله بها حاج بخيره شر إبليس اللعين وغلبه.هل تدري ما تقول أم أنك فقدت صوابك؟ ما معنى هذا الكلام الخطير؟ هل الله جل جلاله لو حاج إبليس بلغة غير العربية لما هزمه؟ ألا تعلم أن الله سبحانه لا يمكن لأي كائن أن يقف أمام عظمته وقوته .فقد حاج إبليس بلغة الأنبياء والرسل الذين بعثوا قبل الإسلام-ولم يكونوا عربا-ومع ذلك غلبه.بأي منطق تتكلم يأخي؟ إذن حسب زعمك فإن اللغة هي التي تهزم وليس البراهين والحج.فالنصر يدور مع اللغة العربية وجودا وعدما.
أما قولك أن طارق بن زياد الأمازيغي تحدث مع مجاهديه بهذه اللغة، فما ذلك إلا أسطورة تنظاف إلى أسطورة الظهير البربري.لافتاريخنا معظمه مبني على الأساطير والمغالطات.إنك ضحية ما تلقيته من أكاذيب داخل جدران المدرسة.وهذا من بين أسباب فشل تعليمنا.فكيف لطارق بن زياد أن يتقن اللغة العربية ويتكلمها بتلك الطلاقة وهو حديث عهد بها؟ ثم لنفرض أنه يعرفها، فهل يعقل أن يخاطب بها آلاف الجنود الذين لا ينطقون منها ولو كلمة واحدة.فالمغاربة ولحد الآن وبعد مرور أزيد من أربعة عشر قرنا لايتحدثون هذه اللغة.فقط يكتبها (ولا أقول يتخاطب بها) بعض الذين دخلوا المدرسة.فكيف تثق بأولئك الذين أوهموك أن طارق وجنوده يتكلمونها.وحتى ما ورد في تلك الخطبة ، بعيد كل البعد عن ثقافة الأمازيغ وأعرافهم وتقاليدهم .فالخطبة تغري المجاهدين بالإستمتاع بنساء العد و عند الإنتصار .وهذه من العوائد والثقافة العربية، وهي مخالفة تماما لأخلاق الأمازيغ.فهم لا يعتدون على النساء أثناء الحروب ولا يلجأون إلى سبيهن ولايعتبرونهن غنائم حرب.
إذن ، الخطبة المنسوبة لطارق بن زياد قد تكون حررت في البلاط الأموي ولا يد له فيها.أما طارق فإن كانت له خطبة، فلابد أنه ألقاها بلغته الأم، الأمازيغية وهي لغة أم جنوده أيضا.وهذا هو المنطق والعقل السليم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.