شعبوية الرئيس تبون و سقطته الجديدة في قعر التفاهة        فلوريدا تستعد لوصول الإعصار ميلتون "الخطير للغاية"    القضاء الفرنسي يحدد 15 أكتوبر موعدا لإصدار قراره حول طلب الإفراج المشروط عن اللبناني جورج عبد الله    وفاة متسابق فرنسي في "رالي المغرب"    اتفاقيات شراكة وتعاون بين جهة مراكش آسفي وكينيا لتعزيز التنمية والتبادل الخبراتي    الدار البيضاء: توقيف 4 أشخاص بتهم سرقة السيارات والتزوير واستعماله والنصب والاحتيال    توماس فينتربيرغ رئيس لجنة تحكيم الدورة ال21 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش    اليونسكو تختار الرباط عاصمة عالمية للكتاب لعام 2026    هيئة النزاهة والوقاية من الرشوة تعارض منع الجمعيات من وضع شكايات بشأن نهب المال العام    المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة يخوض مبارتين وديتين أمام فرنسا بمركز كليرفونتين        الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال أحد قادة حزب الله بغارة دقيقة    ماسك يؤكد تأييد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية    المغرب و البرتغال يصدران طابعين بريديين احتفاء بالعلاقات التاريخية    ألمانيا تدعم الشراكة الاستراتيجية والمتعددة الأبعاد والمتميزة مع المغرب بعد قرار العدل الأوربية    المنتخب الوطني يخوض أول حصة تدريبية استعدادا لملاقاة إفريقيا الوسطى    تنبيه من العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية    مباريات مشوقة في الجولة الثالثة من منافسات كأس التميز    براهيم دياز يعود لتدريبات ريال مدريد    الرجاء الرياضي يتعاقد مع البرتغالي سابينتو لقيادة الفريق خلفًا للبوسني سفيكو    بورصة الدارالبيضاء تستهل تداولاتها على وقع الارتفاع    وقفة احتجاجية لأرباب المخابز الأسبوع القادم بالرباط    طقس الثلاثاء.. نزول أمطار ضعيفة وسحب ببعض مناطق المملكة    مرتيل: المجلس الجماعي يصادق على الميزانية التعديلية لسنة 2024 في الجلسة الأولى لدورة أكتوبر    بوريطة يجري مباحثات مع وفد جنوب إفريقي من المؤتمر الوطني الإفريقي    أخنوش: ارتفاع مداخيل جماعة أكادير بنسبة 50% خلال ثلاث سنوات    نجمة "الغوسبل" سيسي هيوستن تغادر دنيا الناس عن 91 عاما        إدارة سجن العرجات توضح حقيقة تعرض محمد زيان لنوبات قلبية    كيوسك الثلاثاء | المغرب يتفوق على الدول المغاربية في البنية التحتية ويتقدم 6 درجات عالميا    مسيرة حاشدة بمكناس تنديدًا باستمرار حرب الإبادة في غزة والعدوان على لبنان    قطاع الانتقال الطاقي سيحدث أزيد من 400 ألف منصب شغل بحلول سنة 2040    تراجع طفيف لأسعار النفط بعد بلوغها أعلى مستوى في أكثر من شهر    اختراع نبات صناعي يولد الكهرباء لشحن الهاتف    القضاء يلزم "غوغل" بفتح المتجر الإلكتروني أمام المنافسة    أنقرة تتحرك لإجلاء الأتراك من لبنان    النفط يرتفع لأكثر من 80 دولارا للبرميل مدفوعا بالتوترات في الشرق الأوسط    تحليل ثقافي واحتجاج ميداني.. بلقزيز يستشرف قضية فلسطين بعد "طوفان الأقصى"    تطوان تحيي ذكرى 7 أكتوبر بالدعوة إلى التراجع عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل    الرئيس التونسي قيس سعيد يخلف نفسه بعد فوزه بأكثر من 90% من الاصوات    الرجاء والجيش الملكي في مجموعة واحدة بدوري أبطال إفريقيا    اسئلة وملاحظات على هامش قرار المحكمة الاوروبية    تعليقاً على قرار محكمة العدل الأوروبية، وما بعده!!    المنتدى العربي للفكر في دورته 11    أهمية التشخيص المبكر لفشل أو قصور وظيفة القلب    جائزة نوبل للطب تختار عالمين أمريكيين هذه السنة    جائزة كتارا تختار الروائي المغربي التهامي الوزاني شخصية العام    بنحدو يصدر ديوانا في شعر الملحون    رواندا تطلق حملة تطعيم واسعة ضد فيروس "ماربورغ" القاتل    معاناة 40 بالمائة من أطفال العالم من قصر النظر بحلول 2050 (دراسة)    دراسة تكشف معاناة 40 % من أطفال العالم من قصر النظر بحلول 2050    تسجيل حالة إصابة جديدة ب"كوفيد-19″    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدارجة في مواجهة عظمة و قداسة اللغة العربية
نشر في خنيفرة أون لاين يوم 23 - 03 - 2014

أستاذي الكريم السيد يوسف أبريك.لقد اطلعت على مقالك الذي نشرته جريدة "الأ خبار" تحت عنوان : عيوش "مول الريكلام " فأسرعت إلى قراءته لعلني أجني بعض الفائدة.وماجنيت إلا السب والقذف والشتم والإهانة والحقد... فما معنى أن تصف الرجل بمول الريكلام؟ إ ذا كنت تقصد الإستخفاف بعمله ألا تعلم أن الراحل الحسن الثاني قال في من يستخف بمهن الناس"لا يوجد عمل سخيف إنما يوجد أناس سخفاء".
وهذا الأسلوب المشين هو سلاح الضعفاء، ومع الأسف الشديد هو ما يلجأ إليه كل الذين يتظاهرون بالد فاع عن اللغة العربية، لأنهم غير قادرين على الحوار و مقارعة الحجة بالحجة والإحتكام إلى المنطق و العقل السليم، فيلجأون إلى العنف بشكليه؛ المادي والمعنوي.وهذا ما تعرض له الكثير من أصحاب العقول النيرة.منهم على سبيل المثال لا الحصر؛ عميد الأدب العربي طه حسين حينما تجرأ على مناقشة أساتذته في الأزهرأثناء اجتيازه الإمتحان، فضاق صدرهم ولم يقووا على تحمله فعملوا على قمعه بقول أحدهم له"كفى يأعمى، لقد أخذنا العلم أصاغر عن أكابر ولم نناقش فيه أحدا".فحرموه من شهادته، انتقاما منه على إبداء رأيه.كما فعلوا نفس الشئ مع علي عبد الرازق و هو من خريجي جامعة الأزهر و علمائها حينما كتب كتابه"نظام الحكم في الإسلام "فجردوه من شهادته وعزلوه من وظيفته كقاضي و كفروه فطلقوا منه زوجته وحرموا الأبناء من حنان و رعاية أمهم.
أليس الشيطان هو الذي يفرق بين المرء وزوجه؟ فعوض أن يناقشوا ما ورد في الكتاب من أفكار لجأوا إلى هذا الأسلوب الدنئ، وقد نهجوا نفس النهج مع حامد أبو زيد، فاضطر إلى مغادرة مصر متوجها إلى هولندا، بلاد الحرية والتسامح حيث احتضنته جامعاتها لأنها تعرف مكانته العلمية. وهكذا استفاد منه طلبتها وحرم منه الطلبة المصريين بسبب مواقف الظلاميين، أصحاب الفكرالأحادي ، الذين يملكون الحقيقة المطلقة و مفاتح الجنة والنار المتعصبين الرافضين لكل فكر متنور.وذهبوا إلى أبعد من ذلك فأقدموا على اغتيا ل المفكر المصري فرج فودة، بسبب كتابه"الحقيقة الغائبة".والغريب أن الذي قتله لم يطلع عليه ولم يعرف فحواه.كما حاولوا اغتيال الكاتب نجيب محفوظ بسبب رواية كتبها منذ أزيد من ثلاثة عقود، لكن عناية الله نجته من موت محقق.كما قتلوا عمر بن جلون والبراهمي و شكري بلعيد.إن كهنة التكفير لم و لن يتوقفوا عن تكفير العقل. فلقد كفر من قبل إمام التكفيريين ابن تيمية علماء و فلاسفة، كابن سينا و الفارابي و الكندي و الخوارزمي.قطعوا أوصال ابن المقفع وحاولوا إرغامه على أكلها.أخرجوا جثة ابن رشد وعبثوا بها وأحرقوا كتبه.قتلوا عدة علماء.التكفيري ابن تيمية ، حرم قراءةكتبهم وأراق دماءهم.
يغيضك أن المغاربة و المصريين يكتبون لوحاتهم الإشهارية بدارجة كل منهم. هل تريد أن تنصب نفسك وصيا على الشعبين؟ إن الشعوب حرة في اختيار وسائل تواصلها،وليس من حق أي كان أن يجبرها على الخضوع لإملاءاته.قلت أنك لم تصد ق ما رأيت، نعم لأنك لا تريد أن ترى الحقيقة الساطعة،فهي ظلام بالنسبة إليك .وهذا دأب الظلاميين.إنكم تهابون النور لأنه يعمي أبصاركم وقلت أنها مؤامرة وأن هناك أيادي خفية تتحرك ضد لغة الضاد.مؤامرة إيه يأخ العرب هل هناك شعب يتآمر على نفسه؟ مؤامرة من ضد من؟ متى ستتخلصون من عقد ة المؤامرة التي ظلت تلاحقكم منذ زمان الفتنة الكبرى، التي اقتتل فيها الصحابة دون هوادة من أجل السطوعلى السلطة ، بمافيهم المبشرين بالجنة.وقد ذهب ضحية تلك الفتنة ألاف المسلمين الأبرياء، وانتهكت الحرمات واستبيحت الدماء والأعراض والأموال وقصفت الكعبة المشرفة بالمنجنيق فا نتشرت موجة التكفير في السنوات الأولىمن ظهور ا لإسلام لإراقة الدماء. لقد مرت أوروبا من هذا ، حيث كان الكهنة يصدرون فتوى القتل في حق العلماء .لكن الشعب ثار ضدهم ورماهم في مزبلة التاريخ .من المؤلم أن جل المؤرخين العرب عندما يتناولون هذه الأحداث الدامية في كتاباتهم ، يحملون ما وقع ،لشخص يدعى عبد الله بن سلول ،بدعوى أنه كان منافقا هو الذي نسج الدسائس بين المسلمين.أتساءل، هل هو الذي أوعز إلى أم المؤمنين عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم لتدعو المسلمين إلى قتل الخليفة عثما ن بن عفان حينما قالت":اقتلوا نعثلا فقد كفر".ونعثل هذا هو اسم يهودي كا ن كث اللحية ويشبه بذلك عثمان إلى حد كبير.ثم لما كانت أول ضربة سد د ت له من طرف محمد بن أبي بكرالصديق، هل يا ترىهو الذي دعاه لذلك وقال له:هيا، ا ضربه يابن أبي بكر. ومع ذلك فإن الظلاميون لم يستوعبوا الدرس وهاهم متمادين في اتباع نفس أسلوب أسلافهم .فكلما قامت الشعوب بالمطالبة بحقوقهم المشروعة إلا واتهموا بالمؤامرة والعمالة للخارج، ويجعلها الحكام مبررا ،ليمارسوا عليهم شر أنواع التقتيل والتشريد والتجويع، دون أن يستثنوا لا العجزة ولا الأطفال ولا النساء.ألم تملوا بعد ترديد ،الأسطوانة المشروخة ل عبارة المؤامرة التي ظلت تلاحقكم لأزيد من أربعة عشر قرنا؟ لكن ليست لكم حيلة سواها، إنكم غيرقادرين على البحث عن الأسباب الحقيقية لما يحدث وإيجاد الحلول المناسبة.إنكم غير قادرين على الحوار لأنه ليس من ثقافتكم، فالطبع يغلب التطبع ومن شب على شئ شاب عليه.ألا تلاحظون أنه عندما تنتفض شعوب الدول الديموقراطية احتجا جا على وضعية ،يجلس المسؤولون إلى المعنيين بالأمر ويدعونهم إلى التحاور و النقاش وتبادل الآراء، للتوصل إلى حل دون أن يتهموا أحدا بالتآمرأو الكفر ...إلخ .متى ستشفون من هذا المرض اللعين الذي ينخر عقولكم ويشلها عن التفكير؟
تقول أستاذي الكريم"جاء أناس يقولون بأن الدارجة هي اللغة الأم ويجب إدماجها في جميع مجالات الحياة اليومية".لماذ ا تتجاهل الواقع وتتنكر له، أليست هي و الأمازيغية لغتا الأم لجميع المغاربة؟ هل تقول لأولاد ك:اشتريت موزا وجزرا وكرزا...إلخ لا تحاول حجب الشمس بالغربال.لقد كان المسيحيون قبلكم يقد سون اللغة اللا تينية ويحرمون ترجمة الكتب السماوية إلى اللهجات المحلية ،ومنها الفرنسية والإسبانية والبرتغالية...إلخ.وفي الأخير انتصرت إرادة الشعوب وفرضوا لغاتهم وماتت اللغة اللاتينية
المقد سة ولا أحد قال أن هناك أيادي خفية.أخاف أن تلقى اللغة العربية نفس المصير إذا استمرتم في تقديسها وتعظيمها وجعلها ركنا من أركان الإسلام، لأنكم بذلك تمنعون تطورها .فلو تركتم المسيحيين العرب أن يستمروا في الجهود التي كانوا يبذلونها في خدمة اللغة العربية لارتقوا بها إلى أ على المراتب.
أظفت قائلا"شهدنا حال الأمازيغية وظهور "الظهير البربر ي"وشهدناأيضا كيف هرول القيمون عليه إلى أ عد ى أعدائنا وشهدنا كيف عادوا ووسموا بوسام الخيبة".فحسب علمي ليست هناك وثيقة بهاذا الإسم ، وأرجوك إذا كانت متوفرة لديك أن تعمل على نشرها في الجرائد وغيرها من وسائل الإعلام لكي تعم الفائدة.إن كل ما أعرفه أنها أكبر أكذ وبة سياسية في القرن العشرين.وأن كل الظهائر تصدر تحت إسم"ظهير شريف أو ظهير ملكي" وليس ظهير بربري أو عربي أو فرنسي...إلخ. هذه الأكذ وبة شبيهة بما يسمى عريضة المطالبة بالإستقلال التي أصبحت عيد ا وطنيا دون حياء أو وجل و كأنها هي التي حررت المغرب من نير الإستعمار . فلو كانت العرائض و القصائد الشعرية تحررالشعوب لحررت فلسطين التي قيل فيها آلاف القصائد و أصدرت آلاف العرائض و البيانات .فعوض أن نحتفل بأيامنا الغراء التي خاض فيها الأمازيغ المعارك البطولية ضد المستعمر مثل : أنوال ، الهري ، بوكافر ، تازيزاوت ،هاهم يحتفلون بالأساطير و الأكاذيب ويبنون عليها أمجادهم .أرى أنه يجب محاكمة أصحاب هذه الوثيقة ، لأنهم أخروا استقلال المغرب بحوالي إثنى عشرسنة . فلماذا لم يعلنوا الإستقلال مباشرة بمجرد انهزام فرنسا أمام ألمانيا مثلما فعلت سوريا؟فما معنى أن يتقد موا بعريضة يطلبون بواسطتها الإستقلال من دولة محتلة ؟ ففاقد الشئ لا يعطيه .و لا بأ س أن أثير انتباهك إلى أن جزءا من تاريخنا أكاذيب وأساطير، ووراء كل أسطورة من أساطيرتاريخنا قلبا و تحريفا لحقائقة تخص الأمازيغية والأمازيغيين، كما يتجلى ذلك في أسطورة الظهير البربري الذي أشرت إليه .وليس أمرا سهلا تصحيح نظرتنا إلى هذ ا التاريخ وتطهيره مما يملؤه من أسطير و "حقائق"كاذبة.وقد أصبحت هذه الأ ساطير قناعات مترسخة في الأذهان عن طريق المدرسة والتعليم والإعلام والأحزاب و غيرها من المؤسسات والمنظمات.يرجع ذلك بالأساس إلىأسباب سياسية وإيديولوجية.فهناك أطراف وجهات نافذة تستفيد من غياب الحقيقة وسيادة الأسطورة مكانها ، لأنها تجني من ذلك مكاسب رمزية و سيا سية واقتصادية.وقد أصبح ملايين المغاربة بما فيهم حضرتك ضحية هذ ا البهتان.
يمكن القول بأن ماتعانيه الأمازيغية اليوم من تهميش وإقصاء واحتقار هو نتيجة مباشرة لهذا الظهير - الأسطورة- الذي دخلت به الحركة الوطنية التاريخ. وقد ظلت هذه الأ سطورة منذ الإستقلال سيفا مسلطا على الأمازيغية، تقمع به مطالبها بربطها بهذ ا الظهير والتحذير من محاولة إحيائه باسم المطالب الثقافية الأمازيغية، لكن هاهو اليوم قد أزيل القناع عن الأسطورة وانكشفت الحقيقة وافتضح الكذب.فأين المفر أيها الكذ ابون ؟ فالحقيقة تحاصركم من كل الجهات ، وليس لكم إلا الإستسلام أو الإنتحار.صدق من قال:حبل الكذ اب قصير. حتى الذين تظاهروا احتجاجا على هذه الكذبة المفضوحة ولجأوا إلى المساجد لقراءة اللطيف بعد أن أحكموا إغلاق أبوابها عليهم، قد قال في حقهم الملك الراحل محمد الخامس في الكتاب الشريف الذي وجهه، إلى الباشوات ليقرأ في معظم مساجد المملكة أثناء صلاة الجمعة يوم عيد المولد النبوي الذي احتفل به يوم11غشت1930مايلي "...وقد قامت شرذمة من صبيانكم الذين يكادون لم يبلغوا الحلم وأشا عوا ولبيس ماصنعوا، أن البرابر بموجب الظهير تنصروا وماذروا عاقبة فعلهم الذ ميم وما تبصروا ووهموا بذلك على العامة وصارعوا يدعونهم لعقد الإجتماعات بالمساجد عقب الصلوات لذكر الله تعالى اللطيف فخرجت المسألة من دور التضرع والتعبد إلى دور التحزب والتمرد ،فساء جنابنا الشريف أن تصير المساجد - قال الله في حقها: "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذ كر فيها إسمه الآية-محلات اجتماعات سياسية تروج فيها الأغراض و الشهوات...".أليس ما قاله أمير المؤمنين في حق مختلقي هذه الأسطورة، صفعة على خد ك ينقشع بها الظلام عن عينيك وتزول عنهما الغشاوة، التي تحجب عنك نورالحقيقة فتهتدي إلى الطريق السوي..
أما الهرولة إلى أعدى الأعداء التي أوردتها، فإنني أتساءل عن من هرول إلى عقد معاهدة الحماية سنة 1912واستسلم أمام الغزو الفرنسي و إضفائه الشرعية القانونية، علىوجود فرنسا وإسبانيا بالمغرب؟ ثم أليست القبائل الأمازيغية هي التي رفضت هذه المعاهدة جملة وتفصيلا ، ووقفت المقاومة الأ مازيغية في وجه الإحتلال الفرنسي بترسانة أسلحته الرهيبة ، بينما كان المئات من الأعيان في بعض المدن - وهي معروفة لدى الشعب المغربي-محميين قانونا من طرف قنصليات الأوروبيين، وكانوا يتحاكمون مع بقية مواطني الإيالة الشريفة لدى محاكم القنصليات الأوروبية بالمغرب حسب القوانين الأوروبية، عوض قوانين المخزن.ذلك هو المعنى الحقيقي ل"الحماية".هل الأمازيغ هم الذين وقعوا هذا العقد ، هل حضروا ابروتوكول توقيعه، هل شاركوا في
تحريره ، هل استشيروا فيه؟ لا أظن أنك تجهل من هم أهل الحل والعقد والمستشارون والعلماءو حاشية الدوائر المخزنية في تلك الفترة.
وقبيل دخول الإستعمار، كان كل واحد من هؤلاء يرفع على سطح بيته علم الدولة الأوروبية التي تحميه.
هل عرفت الآن من هرول إلى أعدى أعدائنا(فرنسا وإسبانيا) ودخل تحت حمايته، ومن هم الذين حاربوه بالحديد والنار مدة ثلث قرن؟
أما استنكارك ما أقدم عليه عيوش "مول الريكلام"كما تدعوه من إبداء رأيه في التعليم ، لكونه ليس من ذوي الإختصاص وبالتالي ليس له أن يحشر أنفه فيما لايعنيه ، فهو لم يرد د إلا ما خرجت به ندوة دوليةحول التربية"سبيل النجاح"والتي حضرها وزراء سابقون للتعليم وذووا الإختصاص في مجال التعليم بالمغرب ومسؤولون في التكوين المهني وفي النقابات . فهل كل هؤلاء ليسوا في نظرك من ذوي الإختصاص ؟ إلا إذا كنت تعتقد أنك الوحيد المؤهل والمختص في هذا المجال.ومن يدري ؟ الغرور يجعل صاحبه يعتقد أنه المحور الذي تدور حوله الكرة الأرضية.اللهم قنا شرالغرور.
قلت أن اللغة العربية كانت ولا زالت سامية، رفيعة الجودة دونها لغات العالم كلها.وهي وعاء علم الله سبحانه، فبها نزل القرآن وبها تكلم رسول الإسلام.
إذا كانت اللغة العربية بهذه العظمة والقداسة ، فلماذا ترتعدون وتخافون عليها من لهجة عارية من أية حماية قانونية أو اقتصادية أو دينية؟ وإنما حمايتها الوحيدة هو الشعب المغربي الذي يعتمدها في حياته اليومية.
والأخطر من كل هذا هو، قولك أن الله بها حاج بخيره شر إبليس اللعين وغلبه.هل تدري ما تقول أم أنك فقدت صوابك؟ ما معنى هذا الكلام الخطير؟ هل الله جل جلاله لو حاج إبليس بلغة غير العربية لما هزمه؟ ألا تعلم أن الله سبحانه لا يمكن لأي كائن أن يقف أمام عظمته وقوته .فقد حاج إبليس بلغة الأنبياء والرسل الذين بعثوا قبل الإسلام-ولم يكونوا عربا-ومع ذلك غلبه.بأي منطق تتكلم يأخي؟ إذن حسب زعمك فإن اللغة هي التي تهزم وليس البراهين والحج.فالنصر يدور مع اللغة العربية وجودا وعدما.
أما قولك أن طارق بن زياد الأمازيغي تحدث مع مجاهديه بهذه اللغة، فما ذلك إلا أسطورة تنظاف إلى أسطورة الظهير البربري.لافتاريخنا معظمه مبني على الأساطير والمغالطات.إنك ضحية ما تلقيته من أكاذيب داخل جدران المدرسة.وهذا من بين أسباب فشل تعليمنا.فكيف لطارق بن زياد أن يتقن اللغة العربية ويتكلمها بتلك الطلاقة وهو حديث عهد بها؟ ثم لنفرض أنه يعرفها، فهل يعقل أن يخاطب بها آلاف الجنود الذين لا ينطقون منها ولو كلمة واحدة.فالمغاربة ولحد الآن وبعد مرور أزيد من أربعة عشر قرنا لايتحدثون هذه اللغة.فقط يكتبها (ولا أقول يتخاطب بها) بعض الذين دخلوا المدرسة.فكيف تثق بأولئك الذين أوهموك أن طارق وجنوده يتكلمونها.وحتى ما ورد في تلك الخطبة ، بعيد كل البعد عن ثقافة الأمازيغ وأعرافهم وتقاليدهم .فالخطبة تغري المجاهدين بالإستمتاع بنساء العد و عند الإنتصار .وهذه من العوائد والثقافة العربية، وهي مخالفة تماما لأخلاق الأمازيغ.فهم لا يعتدون على النساء أثناء الحروب ولا يلجأون إلى سبيهن ولايعتبرونهن غنائم حرب.
إذن ، الخطبة المنسوبة لطارق بن زياد قد تكون حررت في البلاط الأموي ولا يد له فيها.أما طارق فإن كانت له خطبة، فلابد أنه ألقاها بلغته الأم، الأمازيغية وهي لغة أم جنوده أيضا.وهذا هو المنطق والعقل السليم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.