برودة الجلسة الصباحية للدورة العادية للمجلس الإقليمي بخنيفرة, المنعقدة قبل حوالي أسبوع, والتي كانت مخصصة لمناقشة عرضين حول البرنامج الوطني الثاني للطرق بالعالم القروي وكذا تقييم برنامج تزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب, كانت إشارة خادعة لا تشي بما كانت تخفيه الحصة المسائية من إثارة وفرجة كان بطلاها كل من البرلماني رئيس المجلس البلدي لمريرت,محمد عدال, ونائب رئيس المجلس البلدي لخنيفرة إبراهيم أوعابا, اللذين حولا القاعة إلى ساحة نزال لم يترددا خلالها في اللجوء إلى سب "الجد والطاسيلة", أمام ذهول باقي الأعضاء ورؤساء المصالح الحاضرين, فيما فضل محمد علي أوقسو, عامل خنيفرة, بعدما تبين له أن "الطرح سخن أكثر مما ينبغي", أن ينأى بنفسه عن حضور فصول المهزلة, وخرج من القاعة تاركا الرجلين يواصلان نزالهما المفاجئ, قبل أن يلحق به رئيس المجلس ويقنعه بالعودة لمواصلة أشغال الدورة التي سادها الهرج والمرج. وكانت المواجهة بين عضوي المجلس قد اندلعت لحظة التداول بشأن اقتناء قطعة أرضية لبناء نادي للصيادلة بساحة زيان, لتعويض مقر النادي الحالي الذي تقرر هدمه لتهيئة ساحة عمومية جديدة بالفضاء المحاذي لمسجد لالة خديجة. وهي النقطة التي تدخل بشأنها محمد عدال مبديا تحفظه على المشروع باعتبار أن بناء المقر الجديد للنادي غير قانوني ومخالف لتصميم التهيئة. وهو التدخل الذي لم يرق, على ما يبدو,للصيدلي نائب رئيس بلدية خنيفرة إبراهيم أوعابا. المناوشات لم تتوقف عند هذا الحد,بل تواصل التراشق اللفظي لاحقا أثناء مناقشة برمجة فائض الميزانية,حين تدخل أوعابا عن السر وراء استفادة بلدية مريرت, التي يترأسها خصمه, من مبلغ مائة مليون من ميزانية المجلس,وهو ما رد عليه هذا الأخير بطريقة مستهزئة كادت تنسف أشغال الدورة مرة أخرى لولا تدخل الرئيس الذي اضطر من جديد للتدخل لإقناع الرجلين بالعدول عن مناقرتهما, فيما طالب العامل من الرئيس بالإسراع بالمصادقة على الحساب الإداري حتى يتسنى له مغادرة القاعة, مؤكدا أنه: "إيلا بقيتو على هاذ الحالة ما عمرني نحضر للمجلس وغادي نبقى نكلف الكاتب العام باش يحضر بلاصتي...". فيما عبر عدد من أعضاء المجلس الإقليمي, في تصريحات ل"الأحداث المغربية" عن امتعاضهم من التصرفات التي بدرت عن عضوي هذه المؤسسة الدستورية. بينما رجح عضو, فضل عدم الكشف عن هويته, أن يكون النزال الأخير مجرد تصفية حسابات شخصية وقديمة بين الرجلين تعود لرئاستهما لفريقي شباب أطلس خنيفرة و شباب مريرت, مؤكدا أن شغب الملاعب يجب أن يبقى في الملاعب لا أن يتم نقله إلى اجتماعات مؤسسة منتخبة بحجم المجلس الإقليمي.