على متون ما يزيد عن 20 عربة نقل موزعة بين "البيكوبات" والنقل المزدوج انتقل العديد من السكان القاطنين بالشريط القروي الفاصل بين منطقة سيدي اعمر القريبة من مركز كهف النسور ومنطقة أوراش المحاذية لمركز أيت اسحاق، قرى ومداشر خانتها الجغرافيا فسقطت عمدا من خرائط الطرق الوطنية والثانوية ومن برامج رفع التهميش والعزلة، حال ووضع مرير نقلته عدسة الأغلبية الصامتة خنيفرة أون لاين. أنا معزول إذن من حقي أن أبحث عن وسيلة نقل خارج قوانينكم. هي نتيجة المعادلة ، ما دامت الطرق وكل ما من شأنه أن يرفع العزلة القاتمة عن المنطقة في طي الغياب، فهذا بالذات إخلال بحقوق ساكنة لا تستحضر أدوارها إلا في اللوائح الانتخابية، وبما أن هذا الإخلال ناجم عن السياسات العمومية في البلاد فالحاصل سيكون بالإخلال أيضا في أداء الواجبات والالتزام بالقوانين، ومنها قانون السير بالخصوص في هذا الملف، إذ كيف يعقل – كما صرح لنا السكان المتضررون المنسيون – أن يتم تغريم أصحاب "البيكوبات" والنقل المزدوج من طرف شرطة المرور ومراقبة الطرق وهم يقومون بمهمة نبيلة تتمثل في رفع العزلة عن هؤلاء السكان، عزلة قاتلة تمخضت عن غياب شبكة الطرقات والمسالك القروية وانعدام جودتها وبالتالي يبقى خيار استعمال هذا النوع من العربات - رغم تعرضها هي الأخرى للأعطاب الناجمة عن الوضع المزري للخطوط - واردا، إذ يؤكد المتضررون أنهم محرومون من أبسط شروط الحياة ومن ذلك مثلا التزود بالسلع والمواد الغذائية وأعلاف الماشية، وهي مواد لا يمكن بتاتا نقلها إلا على متن العربات المذكورة التي تعمل خارج قوانين نقل المسافرين، لأنها أصلا نتيجة لسياسة التهميش وانعدام المواصلات. منتخبون نيام، سلطة متواطئة، وظواهر اجتماعية خطيرة . سيدى اعمر – أوراش ، مصلحتها في العربات المقاومة لوضعية الطرق والمسالك غير المعبدة، لا كهرباء ولا خدمات، رغم توفر العديد من الموارد كالمقالع لا من رفع الحيف، أيت بويشي، أيت عثمان ، إهبار – أيت بوحدو، تطايسوت ، جبل الحديد دوار أمهروق – أيت عفي، أيت اسحاق، هي قبائل تموت تحت وطأة النسيان، القرويون مغلوبون على أمرهم، الهجرة أضحت حلا مريرا أمام تفاقم الوضع، متابعات وسحب لأوراق السيارات من نوع "البيكوبات" التي تفك العزلة عن تلك المناطق آخرها تم صباح يوم الاحتجاج حيث أحيلت إحدى العربات على المحجز، الكل متذمر، قالوها بصراحة ، "نريد أن تلتفت إلينا الدوائر العليا ، المنتخبون رموا بنا في الآبار وأغلقوها". الصحة في خبر كان. يحكون بحرقة وألم ، نساء حوامل يمتن وأطفال يتعرضون للسعات العقارب، يموتون نتيجة غياب أية عناية، نتيجة غياب مراكز صحية في المستوى ، والسنة الفارطة سبق أن سجلت بالمنطقة وفاتان ، طفل وطفلة، دفنهما الإهمال قسرا، السكان لا يبحثون سوى عن حلول واقعية لمآسيهم. المدرسة الجماعاتية تكرس الهدر المدرسي. حتى المدرسة الجماعاتية على مستوى مركز سيدي اعمر لم تقدم جديدا، الهدر المدرسي ما يزال قائما، لماذ؟ العائلات والأسر تريد سحب أبنائها من المدرسة الجماعاتية خوفا عليهم وهم الصغار، كون من يقوم بعملية المتابعة اليومية أشخاص غير مكونين أصلا، وإن السكان حاليا يتشاورون حول إمكانية البحث عن نقل خاص بأطفالهم حتى لا يبيتوا في مراقد المدرسة الجماعاتية غير المضمونة سلامتها. "أيت عفي" عوض انتشالها من براثن التهميش يتم إغراقها بمطرح إقليمي للأزبال. الساكنة ما تزال لم تفهم لماذا تتوالى النكسات على بلداتهم، هذه المرة أصبحت المطالبة بالإصلاحات مجرد نداءات لدرء مخاطر أخرى آتية، منطقة أيت عفي أضحت هدفا مقصودا من طرف سلطات الإقليم لتصير مطرحا للأزبال، علما أن ذلك سيؤثر بالسلب عن البيئة والفرشة المائية المتلازمة مع ندرة المياه، إذ أنه في الوقت التي تحتاج المنطقة لسدود تلية أضحت مهددة بفقدان فرشتها المائية بسبب مطرح الأزبال. عمالة خنيفرة تتجاوب بطريقة غريبة مع لجنة الحوار. في الوقت الذي كان فيه ميكروفون خنيفرة أون لاين يأخذ تصريحات السكان كانت لجنة قد ولجت إلى مكتب العامل حيث قام بتأنيب أحد أفرادها بطريقة غريبة ومخجلة ، وعار أن تصدر من طرف صاحب السلطة على الإقليم، إذ أنه أزبد وأرغد في وجهه وجرده من بطاقته الوطنية وأمر الحراس بإخراجه من مكتبه وبناية العمالة، مما يوحي أن وزارة الداخلية في المغرب تم إنشاؤها ليس للحوار مع المواطنين وإنما لتهديدهم وترهيبهم. وبمجرد تركنا لعين المكان تم منح المواطن بطاقته الوطنية موازاة مع اكتمال الحوار مع العامل، وقالت اللجنة أنه تم وعدهم بحل المشكل في المستقبل القريب عن طريق تخصيص وسائل نقل قانونية رغم الوضع المتردي للطرق، مع رفض العامل السماح لأصحاب "البيكوبات" بالاشتغال في الخطوط والمسالك التي تفك عزلة تلك المناطق. عدد القراء : 2 | قراء اليوم : 2