حد بوحسوسن جماعة قروية عريقة برزت إلى واجهة التاريخ منذ القرن الثاني عشر الميلادي حيت كانت معبرا أساسيا لكل من يقصد قرية أبي يعزى . لعبت دورا أساسيا في مقاومة الاستعمار الفرنسي لمنطقة زيان حيت كانت أحد مراكز المقاومة الأربعة التي حصن بها موحى أوحموالزياني بلدة خنيفرة ضد هجوم الجنرال هنريس . وكل من يزور هذه المنطقة اليوم لا يصدق أنها نفس المنطقة التي قاومت الاستعمار الفرنسي بوطنية صادقة وضحى أهلها بالغالي والنفيس في سبيل عزة الوطن ومناعته بل إنّه لا يتصوّر أنه مازال في المغرب من يعيش مثل هذه الأوضاع إلى حدّ تبدو فيه بعض مناطقها وكأنها من العصر الحجري وخاصة السوق الأسبوعي . شهادة على الطريق : "هي نفسها حد بوحسوسن التي غادرتها منذ أزيد من 20 سنة لم يزد فيها سوى تبليط الشارع الرئيسي وإصلاح ناقص لمجرى الوادي، أما البقية فلم تتغير تماما كما لو وضعت القرية في متحف وقمت بحراستها " يعلق أحد ركاب سيارة الأجرة عند مدخل القرية ، ويرد عليه معمر من أبناء المنطقة بمرارة " أنت غادرتها فقط منذ 20 سنة أما نحن فكبرنا في سوقها العامر في وقت لم يكن فيه أثر يذكر لقرى ومدن مجاورة ظهرت وتطورت بعده ليبقى الحد هو الحد ". انعدام وسائل الترفيه يملأ المقاهي : تعشعش البطالة في القرية وتنعدم وسائل الترفيه والتثقيف فالمنطقة لا تتوفر في زمن التكنولوجيات على ربط بشبكة الانترنت حتى اليوم، ولا توجد بها مكتبة أو خزانة عامة تساهم في تخفيف حدة التهميش أو ترفع من المستوى الثقافي للشباب . لتبقى مقاهي الشارع الوحيد ملاذا أوحد لمعظم الساكنة يقضى فيه غالبيتهم اليوم كاملا في انتظار الفرج . أكواخ للجزارة والتسكع والكلاب الضالة أيضا : لم نجد أصلح من الأكواخ مسمى لما يعرف محليا ب " حوانت الكزارة " دكاكين تهشمت أبوابها القصديرية الصدئة التي وضع أغلبها " على العين فقط " ، وتفككت خرسانة سقوفها بفعل عوامل الزمن فسقط نصفها ، وبرزت من النصف المتبقي قضبان حديدية يشهد تآكلها على حجم التهميش الذي طال المنطقة ويعتبر دليلا واضحا على الخطرالدائم الذي يتهدد كل من يقف تحتها من الحرفيين أوأمامها من الزبناء. ناهيك عن الأخطار الصحية الناجمة عن غياب أدنى شروط النظافة داخل هذه الأكواخ التي تبقى غالبيتها العظمى طيلة الفترة الفاصلة بين الأسواق الأسبوعية مستباحة من طرف المتسكعين والكلاب الضالة التي لا تتوانى عن العبث بالقطع الخشبية التي تقطع فوقها اللحوم دون حسيب ولا رقيب. سوق ماشية و مزبلة عمومية : بدورها "رحبة المال" تقوم بدور مزدوج فهي سوق لبيع المواشي يوم الأحد ومزبلة عمومية خلال بقية أيام الأسبوع تنبعث منها روائح كريهة وتحيط بها طيور النغاف من كل جانب تماما كالمزابل العمومية ضواحي كبريات المدن . والرائج في صفوف بعض المتتبعين المحليين أن مركز القرية لم يعد صالحا لإقامة السوق الأسبوعي الذي لم يعد كافيا لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المتسوقين وما ينتج عنها من تضاعف معاناة السكان نتيجة التلوث طيلة أيام الأسبوع . وفي تعليقه على ما يجري يعلق "محمد. م" أحد أبرز وأقدم" البرادعية " بالمنطقة بطريقة عفوية " كل مرة كايجيو يعبرو غانديرو ونديرو والو تاشي ماكين " . إلا أن أخبارا شبه مؤكدة تتحدث عن صراع كبير بين المجلس الجماعي الذي يخطط لنقل السوق إلى مكان آخر غرب ثانوية الحسين بولنوار وبين لوبيات العقار المستفيدة من بقاء الوضع على ما هو عليه لتبقى الساكنة المتضرر الوحيد في جميع الحالات في انتظار حل لا بيدو أنه يلوح في الأفق حتى اليوم .