أفادت مصادر متطابقة عاينت الوضع عن كثب بالمناطق الغابوية السبعة التابعة لمركز المحافظة وتنمية الموارد الغابوية التابعة لأجدير أن أزيد من 60 شجرة أرز قد تعرضت للاجتثاث تزامنا مع قرار المديرية الإقليمية بخنيفرة القاضي بمنع حراس الغابة الأربعة المتبقين بعد اعتقال ثلاثة من زملائهم من مباشرة مهامهم رفقة مساعديهم، حيث عللت المديرية القرار بالحفاظ على الحياة والسلامة الجسدية للحراس المذكورين بعد ورود العديد من التهديدات باستهدافهم من قبل سكان محليين. هذا القرار غير المفهوم بالمرة والذي يعكس في حقيقة الأمر ضعف الإمكانيات المرصودة لحراس الغابة ومعاونيهم بخصوص عملهم المتمثل في حماية الغابة يكشف بالملموس أن المديرية الإقليمية بل المندوبية السامية لحماية الأحواز تعمل خارج مخطط محكم ولا تهمها بتاتا حماية الثروات الغابوية بل خلق انطباع وهمي أمام الرأي العام بكون الأمور تسير على ما يرام. وعودة إلى حادث أجدير الذي شهد مقتل الشاب عبد الرحيم أبراو تظهر حقيقة الحماية الوهمية للموارد الغابوية، حيث إن الحراس الثلاثة الذين انتقلوا إلى عين المكان بعد توصلهم بمعلومات كانوا موجودين آنذاك بالمركز الحضري لخنيفرة، مما يعني لزاما أن المساكن الموجودة بالمناطق الغابوية الثلاثة كانت خاوية على عروشها، في الوقت الذي كان الأجدر أن تكون كل الفرق موجودة بها تحسبا لأي طارئ حريقا كان أو تهريبا، وهذا يحلينا تلقائيا إلى أهم عنصر تتجاهله المندوبية السامية وهو العنصر البشري القادر على حماية الغابة واللوجيستيك الرئيسي بعيدا عن منح الحراس رصاصات وأسلحة لا تزيد الأمور إلا تعقيدا. وتفيد المعلومات التي توصلنا بها أنه تم تخصيص سيارة واحدة لمركز المحافظة وتنمية الموارد الغابوية لأجدير بالرغم من كونه يحتضن سبعة مناطق غابوية، مما كان يجعل رؤساء كل هذه المناطق يتكدسون في سيارة واحدة من أجل حماية أكبر مخزون للأرز بالأطلس، وهذا فيه حيف كبير في حق المنطقة والعاملين بها، وهي دعوة لرصد الإمكانيات الكافية للمركز آلية كانت أو بشرية من أجل تحصين وحماية هذا المنتوج الوطني الذي يسيل اللعاب، وليس هذا فقط ولكن عصب الحل كما أشرنا وأعدنا منذ كتبنا في مواضيع ذات صلة هو إشراك السكان المحليين في حماية الموارد الغابوية عن طريق التنمية والقطع مع كل أشكال الفساد الإداري والانتخابي. من جهته وعلاقة بموضوع الاستهداف الأخير للثروة الأرزية بعد حادث أجدير فقط توصلنا بمعلومات تفيد أن المعابر التي أضحت سالكة لتمرير وتهريب كل الروافد هي ثلاثة أولها عبر كروشن والقباب وثانيها عبر تالاغين إدزر نحو إقليم ميدلت وثالثهما وهو أكثر المعابر التي يتم استغلالها وهو معبر البقريت على الحدود مع إقليمإفران.