شب ظهيرة اليوم الثلاثاء 16 يوليوز الجاري، بمنطقة أيت منصور على بعد مئات الأمتار فقط على حي الرحمة بمركز أجلموس ، حريق مهول قضى على ما يناهز أربع هكتارات من البرسيم، رافقه رعب شديد في صفوف الأهالي خصوصا بعد الانتقال السريع للهيب النيران بفعل عامل الرياح ، و لولا الألطاف الإلهية و سواعد أبناء المنطقة التي طوقت الحريق بعد جهد كبير، لانتقلت ألسنة النيران لتلتهم المنازل و الحقول المجاورة، و لم يصل رجال الوقاية المدنية الذين قدموا من مدينة خنيفرة إلى عين المكان إلا بعد إخماد الحريق تماما ، و لم تكن هذه المرة الأولى التي يتكرر فيها نفس المشهد، بل تم ذلك خلال الأسبوع الماضي مرتين في حريقين لمجمعين لكبائس البرسيم حيث قضت النيران، التي تشتعل في ظروف غامضة، ما يفوق 900 كبيسة بضاحية أجلموس ، و حوالي 500 كبيسة بمنطقة الزيار التابعتين لتراب جماعة أجلموس، و آلة حصادة دراسة بتراب جماعة الكعيدة التابعة إداريا لدائرة أجلموس ، دون الحديث عن الحريق المهول الذي أتى على المئات من الأشجار بغابة مولاي بوعزة في الآونة الأخيرة . و لعل المثير للانتباه في هذه النوازل ، بالرغم من الأضرار المادية و المعنوية التي تخلفها الحرائق بالمنطقة، هو التأخير الملحوظ الذي عرفه تفعيل مصلحة الوقاية المدنية بأجلموس التي تم بناؤها قبل حوالي ثلاث سنوات، و تم تسليم مفاتيحها إلى الجهات المعنية دون تعيين أطرها و رجالها و تجهيزها بالوسائل و المعدات الضرورية ، و هو ما يعده سكان هذه الجماعة المحكوم عليها عبر التاريخ باستمرارية التهميش و الإهمال ، استهتارا و استخفافا و لا مبالاة بمصالحهم ، فمتى ستنعم هذه المصلحة بالحياة لضمان التدخل العاجل و الآني في حالة الحرائق لا قدر الله مستقبلا، و التأكد من عدم تأخرها إلى ما بعد قضائها على الأخضر و اليابس.