طرح المعرض الجهوي الأخير للصناعة التقليدية بخنيفرة والذي تم تنظيمه موازاة مع المهرجان الوطني لجمعية جبال العالم فرع خنيفرة العديد من التساؤلات حول الغاية والأهداف الذي تم تسطيرها من طرف مبرمجي النشاطين في ذات الوقت. وفي هذا الصدد توصلت "خنيفرة أون لاين" بتوضيح من قبل مكونات جمعوية تنشط في مجال الصناعة التقليدية بخنيفرة، وذلك على خلفية الاعتداء الذي تعرض له أحد الزوار للمعرض وهو صانع تقليدي ورئيس نادي الصانع التقليدي بخنيفرة إضافة إلى شغله العديد من الأدوار في جمعيات أخرى بعد أن قام بجولة في تراويق المعرض لم يستسغها المعتدون عليه، فانهالوا عليه بالسب والقذف والضرب والهمجية المستعملة في حقة وأمام مرأى زوجته وطفليه، وكذا العارضين من مختلف المدن من طرف أشخاص يدعون أنهم اللجنة المنظمة للمعرض الجهوي الذي تنظمه غرفة الصناعة التقليدية خنيفرة ميدلت بتنسيق مع المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية، هؤلاء الأشخاص حسب ما توصلنا به من معلومات يتقدمهم رئيس الفرع المحلي لجمعية جبال العالم بخنيفرة وهو إبن رئيسة غرفة الصناعة التقليدية بخنيفرة إضافة إلى أشخاص ينتمون إلى شركة حراسة أمنية وموظف بالغرفة وقد وصلت الأمور إلى مصالح الأمن بعد شكاية من طرف المعتدى عليه. وقد جاءت أسباب هذا التدخل الخطير في حق رئيس نادي الصانع التقليدي بخنيفرة السيد حمداوي أحمد كرد فعل استباقي نتيجة ما يقوم به الفاعل الجمعوي المذكور من دفاع مستميت عن قضايا الصانع التقليدي بخنيفرة، والذي يتم إقصاؤه والتعسف في حقه على كافة المستويات، آخرها بطبيعة الحال بيان صدر قبل واقعة الاعتداء الأخير وبالضبط في السنة الماضية عبارة عن صرخة أولى تدق ناقوس الخطر الذي يهدد كل الصناع التقليديين بخنيفرة خاصة، ومن مضامين هذه الصرخة التي ما تزال مدوية دون أن تلتقطها آذان المسؤولين هو عدم إشراك الصانع التقليدي كفاعل جمعوي ناشط ومنتج في القرارات الخاصة بالبحث عن التنافسية الشريفة والإنتاجية الجيدة التي تعد المعارض سبورة لنتائجها، ناهيك عن المطالبات المستمرة للصناع التقليديين بالإقليم بتوفير بطائق لهم وبتحسين أوضاعهم، كما تحسروا أيضا عن الطريقة التي بني بها المركب الخاص بالصناعة التقليدية والذي لا يتوفر سوى على حوالي 16 محلا وبالتالي فهو غير متكامل وغير متجانس وغير متحمل لجميع الحرفيين، ليتم فيه إقصاء العديد من محترفي الحرف التقليدية القديمة التي يهددها الانقراض من لائحة المستفدين. هذا واستنكر النسيج الجمعوي الخنيفري طريقة التعامل مع الصانع التقليدي الذي ازداد الاعتداء عليه إلى التعسف الذي يلاحقه منذ زمن، معتبرين استهداف الجمعويين ونشطاءهم استهدافا لحرفهم وصناعاتهم التقليدية، مستعدين لوقفة رجل واحد من أجل رد الاعتبار للصانع التقليدي عموما ولزميلهم الذي تم الاعتداء عليه خصوصا، مساندين في ذلك من طرف جمعيات أخرى قطاعية وحقوقية ونوعية. وقد ازداد غضب النشطاء الخنيفريين من الطريقة التي أدير بها المهرجان الوطني للفنون والإبداعات الجبلية من طرف الفرع المحلي لجمعية جبال العالم، حيث تم فيه الالتفاف عن صلب الأهداف التي جاءت من أجلها الجمعية منذ نشأتها، ويتعلق الأمر بالزيغ عن المنحى الهادف المتعلق بسكان الجبال وبتقديم الدعم لهم وليس بتنظيم مهرجانات متوازية مع أنشطة أخرى فيها الكثير من الكلام خاصة إذا استحضرنا أن المعرض الجهوي للصناعة التقليدية بخنيفرة تم تنظيمه من طرف الغرفة والمنذوبية وليس لزاما أن يقترن بيوميات المهرجان، وهو أمر زاغ عن المنحى الصحيح وارتدى زي الانتخابات والحملات السابقة لآوانها باستعراض العضلات على الركح والخشبة، وبتقديم يزكم الأنوف وتنظيم يقصي المكون الأمازيغي عمدا وظهر ذلك باستجابة المنظمين لدعوات بعض العنصريين إعلاميين وإداريين حيث تم منع العلم الأمازيغي من اعتلاء المنصة، والخطير في الأمر كله هو ما يتداول عن التمويل الخاص بالمهرجان والذي تشير إليه الأيدي أنه تمويل حزبي صرف من حزب الحركة الشعبية، ولا أدل على ذلك من المهرجان الذي أجري قبل أيام في إيموزار مرموشة المعقل الرئيسي لوزير الداخلية امحند العنصر، والذي قالت بشأنه عديد الفعاليات أنه إساءة بالفعل لمكون جبال العالم كمسوغ وهدف أسمى في أهداف الجمعية. إن معرض الصناعة التقليدية بخنيفرة لم يحترم شعاره المتغني بالتنافسية بل أساء إلى الصانع التقليدي، إنه معرض لم يحترم الموارد البشرية ولم يحترم الفضاء ولم يستحضر أبدا المرافق الحيوية ولا التغذية الجيدة ولا النقل ولا الجودة ولا التنافسية ولا التشاركية، وهي أهم عنصر كان الأجدر أن يكون هو أساس الإنطلاقة، حضر العامل، حضرت رئيسة الغرفة التي قدمت أنها المرأة الحديدية والحال أن الأمر فيه الكثير من الكلام، حضر المتملقون، والخطير أن حضور منذوبية الصناعة التقليدية أو المديرية الإقليمية بخنيفرة كان شكليا، وهي الإشارة الواضحة عن كون ما جرى كان يخدم مصالح شخصية على حساب المصلحة القطاعية والتنافسية الشريفة ومحاربة الهشاشة، فإلى متى هذا الاستعراض بهموم الناس وبثقافة المنطقة ورجالاتها دون طائل؟.