الموضوع طلب الكشف عن المواقع الإلكترونية المستفيدة من الريع الإعلامي. تحية إعلامية و صحفية عطرة,وبعد. يسعدني و يطيب لي سيدي الوزير أن أتوجه إليكم بهذه الرسالة المتواضعة المشار إلى عنوانها أعلاه,لألتمس منكم كشف أسماء المواقع الإلكترونية المستفيدة من "الريع الإعلامي" ومن دعم حكومتكم و حزبكم. إن هذه الرسالة سيدي الوزير لم تأت من فراغ,بل جاءت نتيجة ما يلاحظ من انحياز مفضوح لبعض المواقع الإلكترونية التي تزعم الاستقلالية و الحياد,انحيازها لتوجهات حزبكم فيما يتعلق بمجموعة من القضايا و على رأسها القضية الأمازيغية وكذا اصطفافها إلى جانب التيار التعريبي المهدد لهوية المغاربة. كما تأتي هذه الرسالة سيدي الوزير بعد احتجاج مجموعة من الجمعيات المدنية و ما نشرته صحف وطنية من دعم حكومتكم للجمعيات التابعة والجرائد القريبة من حزبكم,ولتقريبكم من الصورة سيدي الوزير نورد أمثلة عن ذلك: - منع مقالات كتاب أمازيغ ذنبهم الوحيد هو إيمانهم بعدالة قضيتهم,فرغم أن المقالات تكتب بسمائهم وصورهم الحقيقية إلا أن هذه المواقع المتطرفة و الشوفينية ترفض رفضا تاما نشرها,مع غياب أي سبب يستوجب عدم النشر. - في مقابل ذلك نسجل نشر هذه المواقع لمجموعة من المقالات الظلامية العنصرية و الإقصائية التي تروج للفتنة و تهدد سلم المجتمع(لنا عشرات الأمثلة عن ذلك). - نشر الأخبار الزائفة و الإحصائيات المغلوطة فيما يتعلق بالأنشطة و المظاهرات المنظمة من طرف الحركة الأمازيغية(لنا عشرات الأمثلة عن ذلك). - تخصيص أعمدة لأشباه كتاب همهم الوحيد النيل من الخصم و إيكال التهم دون حجة أو دليل. - حذف تعليقات القراء الأمازيغ بعد دقائق من نشرها و منع أخرى من النشر كلما تبين أنها تفضح التوجه الشوفيني لأحد هذه المواقع. - إدراج استطلاعات رأي مستفزة لمشاعر الملايين من الأمازيغ و لحقوقهم التي لا تحتاج إلى استفتاء و لا استطلاع والتي هي في الغالب أمور تم الحسم فيها,من قبيل:هل أنت مع الكتابة بحرف تيفيناغ؟هل أنت مع السماح بتسمية المواليد بأسماء أمازيغية؟و كأن الأمازيغ أجانب في وطنهم. - السعي لنشر الاستلاب الثقافي و الهوياتي و تجهيل الشباب المغربي بتاريخه و هويته العريقة من خلال الانتصار للتيار التعريبي الشوفيني. وفي هذا الإطار نؤكد لكم سيدي الوزير عزمنا فضح كل هذه التصرفات الشوفينية أمام الرأي الإعلامي و الصحفي العالمي,لأنه لا يعقل أن تستمر هذه الممارسات الصبيانية المستفزة دون التدخل لوضع حد لها. تلكم سيدي الوزير بعض من مظاهر العنصرية و التمييز الذي تمارسه بعض المواقع التي ما فتئت مجموعة من المصادر و النشطاء والجرائد الورقية(المساء مثلا) يشككون في نواياها و في المصادر الحقيقية لتمويلها و دعمها إلى درجة أن بعض النشطاء يصفون من يطلب منهم الدليل على تلقي هذه المواقع للتمويل من طرف وزارتكم كمن يطلب الدليل على أن الشمس تشرق من الشرق. في نفس السياق فإن مجموعة من الأخبار غير المؤكدة تفيد بأن حزبكم و حكومتكم هما المسؤولان الرئيسيان عن دعم هذه المواقع مقابل خدمتها لأجندة حزبكم و ما يرجح صحة هذا القول,تصريح مدير تحرير أحد هذه المواقع في برنامج حواري بثته قناة ميدي 1 بعلاقة الصداقة التي تربطه بشخصكم و اعترافه بأن المقابلات المادية لمراسلي و كتاب موقعه تفوق المقابلات التي يتلقاها صحافيو و مراسلو صحف ورقية ذائعة الصيت بدأت عملها منذ عقود من الزمن,وهذا أمر يثير الشكوك. لهذا نريد منكم سيدي الوزير توضيحا في هذا الشأن حتى يتبين للمغاربة الخيط الأبيض من الخيط الأسود,خصوصا لما عرف عن حكومتكم من كشف أسماء الأشخاص و المؤسسات المستفيدة من الريع الاقتصادي,حتى وإن كانت هذه الخطوة غير ذات جدوى ما لم تتبعها المحاسبة و المعاقبة. كما نطلب منكم سيدي الوزير الإسراع بإصدار قانون منظم للصحافة الإلكترونية حتى لا تتحول هذه المهنة الشريفة لخدمة أهداف عنصرية و شوفينية من شأنها إثارة النعرات,وحتى لا تستغل حرية التعبير لتمرير خطابات ظلامية هدامة. وفي انتظار جوابكم,هاكم سيدي الوزير جزيل شكري و عظيم امتناني و تقديري. مصطفى ملو فاعل جمعوي وصحفي أمازيغي