المنحة/ المحنة الجامعية قدر مالي يمنح للطلبة لتلبية بعض من حاجياتهم التي لا تحصى وهو للإشارة حسب الكثير من الطلبة القدامى لا يكفي لسد كل متطلبات العيش، رغم ذلك ومع كامل الأسف توزيعها تتداخل فيه مجموعة من العناصر غير المفهومة خاصة وان الدولة غير قادرة على تعميمها. كثر الحديث عن المنحة الجامعية هذه الأيام أو بالأحرى خلال الشهور الأخيرة خاصة في صفوف الطلبة الممنوحين منهم وغير الممنوحين من المستحقين لها، على اعتبار أنها تلعب دور المنقد في ظل ظرفية متأزمة ماديا يعيشها الكثير من الطلبة خاصة القادمين من مناطق بعيدة عن مدينة مكناس مثل تغسالين ايت اسحاق ميدلت تونفيت الريش وإملشيل... بسبب مصاريفهم الكثيرة على رأسها التنقل، لكن الغريب في الأمر هو أن توزيعها اعتمدت فيه معايير غير واضحة لا تمت بصلة للمنطق والديمقراطية التي أصبحت أكثر المفاهيم التي نسمعها في وسائل إعلامنا الرسمية. الأغنياء(ماديا) استفادوا، لكن الفقراء حرموا منها ، وهذا ما أثار حفيظة الطلبة غير الممنوحين وأخص بالذكر طلبة بلدة تيغسالين الذين ينتظرون الفرج إلى اليوم ، ففي وقت ينشد فيه أسياد القرار تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، نرى بأن العكس هو الذي يتم تحقيقه في الواقع ، فمن المسؤول عن توزيع منح الطلبة ؟ قيل لنا مرارا وتكرارا أن المسؤولية تتحملها لجنة محلية مكونة من الشيخ والمقدم وقائد المركز... على أساس أنهم يعرفون كل صغيرة وكبيرة متعلقة بالوضعية الاجتماعية والاقتصادية للطلبة . فإذا كان الأمر هكذا لماذا حرم طلبة ينحدرون من الطبقة المسحوقة منها ؟ وبالمقابل نلاحظ بأن اللجنة أقامت علاقة مصالحة وود مع الأغنياء بمنح أبنائهم منحة تنضاف لبذخهم المعلن ، والأمثلة على ذلك واضحة جلية لاداعي لذكرها يعرفها الصغير والكبير في بلدة تغسالين، هذا من جانب ، من جانب ثاني أسياد القرار لا يروجون في الآونة الأخيرة إلا لعملة التنمية والعدالة فأي عدالة هذه وقد أجهضت أحلام،وأفاق أفراد من المجتمع متحمسين لمتابعة مسارهم الدراسي مؤمنين بإمكانية تغيير وضعهم الاجتماعي عبر إتمام دراستهم وسلبتهم الدولة في شخص ممثليها محليا حقهم المشروع في الدراسة الجامعية. يدعون مبدأ الإنصاف فأين نحن من مزاعمهم الخرقاء هذه؟ لم نلاحظ سوى خطابات بهلوانية ، والتهاب أسعار المواد الغذائية والمحروقات والنقل ...إلخ. المنحة/ المحنة الجامعية على الدولة أن تستوعب أن "الأموال التي تصرف في حقل التعليم يجب أن تعتبر استثمارا وطنيا" على حد قول محمد عابد الجابري. أصبحت الكوطة للأسف هي العملة الرائجة في مغربنا الجديد/ القديم . في الأخير أريد أن أعلن أنني طالب فقير ماديًا ورفقة كافة الطلبة الذين حرموا من المنحة لأسباب نجهلها، لن نسكت عن حقنا المشروع في الإستفادة منها ، لقد حرمنا منها (الخوايضية)و منحوها ل(أولاد باك صاحبي والفيلات)،فلا حياة مع يأس ولا يأس مع حياة ولا حياة لمن تنادي. أحمد الدياني- طالب .