صدر للشاعر المغربي عمر العسري عن دار "أرابيسك" للترجمة والنشر والتوزيع بمصر، ديوان شعري جديد، تحت عنوان "يد لا ترسم الضباب". هذا العمل الذي يعد هو الثاني في مدونة الكاتب بعد ديوان "عندما يتخطاك الضوء"، يقع في 83 صفحة من القطع الصغير، توشيها لوحة تجريدية من تصميم الفنان طاهر البربري. يضم الديوان بين حناياه عشر قصائد، جاءت موسومة كالتالي: (دوائر مائية، رغبة تعترضها الطيور، ماء دافئ تحت جسر أحمر، صمت الأوركيد، غيمة تحرس الألوان، إبرة القمر، نافذة على قمر بارد، حريق بطعم الفراشات، عطر اللامنتهى، وزهور تخشى الماء) تمد جسورا وطيدة بعلاقة الشعر بما هو بصري وتشكيلي، لتصير القصيدة «غيمة يحرس الألوان»، ولتغدو اللوحة «النافذة التي تصنع العالم». عالم يراوح بين ألوان الحياة ورمادية الوجود بلغة شفيفة مسبوكة، تخلو من أي ادعاء جمالي، بل تحمل فحسب بين ثناياها نبرة الشاعر وهو يحاول أن يتعدى الإطار. وتجدر الإشارة، في هذا السياق، إلى أن الشاعر عمر العسري صاحب كتاب "الفرشاة والتنين: مصاحبات نقدية في الشعر المغربي المعاصر"، كان في هذا الديوان بمنأى عن طروحاته النقدية، وتخريجاته النظرية، لأنه شاعر فقط عندما يقترف القصيدة، وناقد لا غير لما يستغور دهاليز النصوص وبطونها. ومن الحديقة الغناء والوارفة لهذا الديوان المتميز، نقتطف لكم الزهرة الشعرية التالية: ياغربة اللون في اللون تحولك الفرشاة هزيمة تصنع غرفك الجميلة تعيش بالرقص والمشي بالعزف والغناء تبتل خارج الماء