مع صبيحة السبت 16 يوليوز 2011، كانت خيمة الأخوة 1 منصوبة عند النقطة الحدودية زوج بغال، الخيمة التي بادر إلى تثبيت أوتادها فاعلون من جمعيات المجتمع المدني المغاربي، هي امتداد لصوت العقل الذي لم تنطفئ شعلته بالمغرب كما في الجزائر، طيلة سنوات الاستقلال، شعلة العقل والمحبة التي ظلت تقاوم أعاصير المخططات الرامية إلى عزل القطرين عن بعضهما، وضرب الذاكرة المغاربية بسياط من القرارات الهوجاء، والخيمة تفعبل للمساعي النبيلة من أجل تعميق حوار فكري ديمقراطي حول إشكالية غلق الحدود المغربية الجزائرية، وتداعياتها على ساكنة البلدين بصفة خاصة، والمغاربية بصفة عامة. كانت الخيمة عامرة بجمع غفير من المواطنين، مغاربة وجزائريين، إعلاميين ومثقفين وفاعلين من المجتمع المدني؛ وبعد افتتاح أشغال الخيمة بقراءة آيات كريمة من القرآن، والنشيدين الوطنيين: المغربي والجزائري، عرض الأساتذة مداخلاتهم من خلال مائدة مستديرة تناولت المحاور التاريخية والحقوقية والإنسانية، وقد ركزت المداخلات على أهمية التواصل بين القطرين، مستنكرة إصرار السلطات على غلق الحدود البرية، وتواطؤ النخبة بصمتها، كما عرف اللقاء نقاشا من الجمهور الحاضر الذي عبر عن استنكاره للقرارات التي تعكس الذهنية المعادية لحق الشعوب في التواصل والتنقل؛ الشعر أيضا كان حاضرا من أجل نصرة هذا الحق والدعوة إلى علاقات فعالة بين البلدين تعود بالنفع على الشعبين. وركزت أشغال الجيمة على أهمية الديمقراطية ودورها في صيانة الحقوق والحريات، معتبرة أن أي مسعى لا تؤطره الرؤية الديمقراطية سيكون ضربا من العبث، بل هناك من اعتبر أن غياب الديمقراطية بكلا القطرين، وهيمنة الفساد وهيمنة أصحاب المصالح الضيقة، سيبقى حاجزا أمام أي تقارب بين البلدين. للإشارة، كان من المقرر أن تنتصب خيمة أخرى على الجانب الجزائري، لكن السلطات منعت ذلك؛ ربما لأسباب تتعلق بأمن الدولة، أو ذات علاقة بالملفات الكبرى في أجندة النظام كالحرب صد إسرائيل ومحاربة قوى الهيمنة وما شابه.