بوادر تصدع في حزب الميزان بمراكش وعودة محتملة للخليفة يعيش حزب الاستقلال بمراكش بوادر أزمة خانقة قد تعصف بموقعه في الخريطة الانتخابية المقبلة بالجهة. فقد صاغ غاضبون، أطلقوا على أنفسهم اسم مجموعة 69، مذكرة رفعوها إلى الأمين العام للحزب عباس الفاسي، يبرزون من خلالها المشاكل التنظيمية التي يعيشها الحزب بمدينة مراكش. ووصفت مصادر استقلالية ل"الخبر" مضمون المذكرة ب"الصريحة والواضحة والمكاشِفة والتي تلخص" الوضع المزري والمتردي ؛ حيث الجمود وعدم التواجد هي السمة التي تطبع الأداء الحزبي بمراكش". واعتبرت مصادر، من داخل مجموعة 69، مذكرتهم بكونها لم تختزل الأزمة في شخص بعينه، في البداية، لكن تبدى لها من خلال الحراك السياسي الأخير بالمدينة بعد 20 فبراير أنه يضغط بشكل واضح على عبد اللطيف أبدوح باعتباره مسيرا للشأن المحلي وتشير إليه أصابع الاتهام في قضية فندق السعدي الشهيرة، وهو ما من شأنه الإساءة للحزب ولموقعه في الخريطة السياسية بالجهة. هذا الضغط يؤكد محمد مبتهج، عضو اللجنة المركزية وكاتب فرع مراكشالمدينة، شكل على أطر الحزب نوعا من الحرج ليهيئوا مذكرة يشرحون فيها الوضع، موضحا أن طموحات المناضلين وأعضاء الحزب أصبح متعلقا بالرد الصريح للحزب على ما يتهم به هذا القيادي في الحزب، في إشارة إلى عبد اللطيف أبدوح. إلى ذلك كشفت مصادر استقلالية ل"الخبر" وجود صراع محتدم بين عبد اللطيف أبدوح، عضو اللجنة التنفيذية والكاتب الإقليمي للحزب بمراكش والمجموعة الغاضبة بالرغم من تمكن الأخير من تشكيل أغلبية داخل المجلس الإقليمي الأخير، جعلته في وضعية مريحة. وأضافت مصادرنا أن المجلس الإقليمي المقبل، المزمع انعقاده يوم 26 يونيو الجاري، سيشكل محطة لحسم الصراع المحتدم بين الطرفين. وذهبت مصادرنا إلى أن الغاضبون يعتزمون قبل هذا التاريخ تنظيم وقفة احتجاجية مطالبة برحيل أبدوح، تزامنا مع عقد لقاء دراسي لأعضاء الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين 11 يونيو المقبل. تأجج الصراع يتقاطع، بحسب مصادر استقلالية، مع رغبة القيادي أمحمد الخليفة في التموقع من جديد على الساحة المحلية في أفق إعداده لتولي مسؤولية الحزب وطنيا كأمين عام خلفا لعباس الفاسي، وهو ما من شأنه تضييق الخناق على غريمه اللدود عبد اللطيف أبدوح. وأرجح عبد الإله المنصوري عضو المجلس الوطني وعضو المكتب التنفيذي لرابطة الصيادلة الاستقلاليين، الصراعات الداخلية القائمة داخل تنظيمات حزب الاستقلال بمراكش إلى تداعيات انتخابات سنة 2003 ، وهي الصراعات التي وصفها بكونها ذات أهداف ضيقة وهو ما دفع بالعديد من المناضلين إلى تجميد أنشطتهم داخل حزب الميزان الذي وصفه المنصوري في تصريحه للجريدة بالحزب المريض داخل مراكش إشارة إلى تصريحات توفيق أحجيرة في اجتماع انتخابات المكتب الجهوي للحزب بمراكش. وقد حمل المصدر المذكور المسؤولية في ذلك إلى عبد اللطيف أبدوح الذي اتهمه بتهميش الأطر الاستقلالية الحقيقية وعدم منحها التزكية لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية في حين أقحم وجوه لا علاقة لها بالتنظيم وهي وجوه غير معروفة وتدور في فلكه من أجل خدمة مصالحه التنظيمية الضيقة. وفي نفس السياق طالب المنصوري من مناضلي الحزب ومن قياداته المركزية بالإسراع من أجل خطة طريق جديدة لانقاد ما يمكن إنقاذه خاصة على المستوى التنظيمي خصوصا وان الحزب مقبل على استحقاقات ومحطات انتخابية حاسمة مباشرة بعد الاستفتاء على الدستور. من جانبه أرجع أبدوح، في تصريح ل "الخبر"، هذا الحراك الذي يشهده الحزب بمراكش إلى صراع شخصي وليس تنظيمي، مؤكدا أن الحزب يعيش إعادة إنتاج المناضلين وتداول المناصب وأن عملية إسناد المشعل للشباب مست بعض الأسماء التي استلذت البقاء خالدة في مناصب المسؤولية ، مشددا على أنه مصر على التغيير بالشباب، وهذا ما يرفضه الآخرون. وزاد: "إن الذين يتحدثون عن الحزب من خارج التنظيم ليس لهم الصلاحية في ذلك ،وعلى كل واحد أن يتحمل مسؤوليته في مما يصرح به عن الحزب"، مضيفا أن "الحزب في صحة سليمة ومن يريد تصفية الحساب عليه أن يصفيها داخل الحزب وليس خارجه". دائرة غضب الاستقلاليين على طريقة تدبير الشأن الحزبي لم تقتصر على مدينة مراكش التي يعتبرها الاستقلاليون قلعة استقلالية بامتياز، بل تعدتها إلى المدن والأقاليم المشكلة لجهة مراكشالحوز التي تضم 6 مدن وأقاليم من ضمنها إقليم شيشاوة الذي شهد خلال الشهور الأخيرة عصيانا حزبيا لمجموعة من الأطر الاستقلالية الشابة بعدما فضلت الأغلبية المسيرة للمجلس البلدي بشيشاوة تقديم استقالتها من الحزب برائية عبد المنعم ابن أيوب رئيس المجلس احتجاجا منهم على ما وصوفه في رسالة موجهة إلى عباس الفاسي بسوء التدبير الشأن الحزبي والتنظيمي بإقليم شيشاوة وتهميش الأطر والكفاءات ، لاسيما داخل أوساط الشبيبة الاستقلالية والمرأة والتنظيمات الموازية محملين المسؤولية في ذلك للكاتب الجهوي للحزب عبد اللطيف أبدوح والمنسق الجهوي للحزب شيبة ماء العينين، اللذين فتحا الباب على مصراعيه لكائنات انتخابية من أحزاب إدارية لتتولى مهام الكتابة الإقليمية للحزب بالإقليم.