يعيش المغرب السياسي والاجتماعي مع حركة 20 فبراير دينامية لافتة، فهل هي نهاية عزوف الشباب عن السياسة؟ أم أن مُعطى العزوف الذي ظل ثابتاً منهجياً في تحليلنا لعلاقة الشباب بالسياسة في بلادنا يحتاج منا اليوم بعض المراجعة؟ ألا تعني هذه العودة القوية للشبيبة المغربية إلى المعترك السياسي أن ما كنا نتصوره عزوفاً لم يكن في العمق كذلك؟ ثم ألا يمكن القول بأن خطاب العزوف الذي انخرطت فيه كل من الدولة والأحزاب لم ينتبه ربما لتجديد الشباب لمجالات عمله ولم يلتقط التعبيرات الحديثة التي حاولت الشبيبة الحضرية في بلادنا أن تعبر بها عن هواجسها السياسية؟ ألم يحن الوقت لمراجعة النظرة الضيقة التي ظلت تربط السياسة بالانتماء الحزبي والتصويت في الانتخابات؟ أولم يحن الوقت كذلك لكي تعيد الدولة والأحزاب النظر في تعاملهما مع ملف الشباب؟ فهل يكفي أن تخصص الدولة للشباب وزارة تربط دائما ما بين الشباب والرياضة مع العلم أن لهذا الأخير اهتمامات ثقافية وسياسية هاهو يعبر عليها الآن؟ وألا يبدو مخالفا لتحولات المجتمع الديمغرافية والسوسيوثقافية تعامل الأحزاب الوطنية مع شبيبتها بمنطق الأقلية والكوطا؟ ثم ألا يمكن القول بأن الانغلاق الحزبي والبطء الذي تتغير به دورة النخب السياسية في بلادنا هو سبب المأزق العام الذي جعل الشباب يبحثون عن مجال لممارسة السياسة في الشارع خارج الفضاء الحزبي؟ لكن من جهة أخرى كيف يمكننا تحليل هذه الحيوية الشابة ورصد أوجه حراكها دون الانجرار وراء نوع من الإيديولوجيا الشبابوية التي تختزل الكثير من الإشكالات السياسية والظواهر السوسيولوجية المرتبطة بهذه الدينامية في مقولة صراع الاجيال؟ لمقاربة هذه الأسئلة يستضيف ياسين عدنان في حلقة هذا الأسبوع من مشارف الفاعل والمحلل السياسي حسن طارق الأستاذ بكلية الحقوق بسطات. موعدكم مع هذه الحلقة مساء الأربعاء 8 يونيو على الساعة الحادية عشرة و5 دقائق ليلاً على شاشة القناة المغربية الأولى.