إذا صدقت "الرواية" التي قدّمتها الجهات اليمنية الرسمية لحادث "قطع" لسان الشاعر وليد الرميشي، فإن هذا الفعل الوحشيّ سيشكل سابقة خطيرة تُؤشّر على ضيق أفق "الرأي الآخر" في الوطن العربي، بما في ذلك "الحركات" الاحتجاجية، التي تدّعي أنها خرجت إلى الشارع، أصلاً، من أجل التنديد ب"الظلم والفساد والشطط في استعمال السلطة" من لدُنِ الأنظمة الحاكمة من الماء إلى الماء، وهلمّ شكاوى ومزاعمَ... فقد "أقدمت عناصرُ مما يسمى أحزاب "اللقاء المشترك" (المُعارض) في اليمن (في ال4 من ماي الجاري) على جزّ لسان الشاعر اليمني وليد (محمد أحمد) الرميشي، بعد أن اختتطفتْه "عناصر مجهولة" في العاصمة صنعاء واقتادتْه إلى أحد المنازل لتقوم، بعد تنفيذ "فعلتها" الإجرامية في حق الشاعر، بإلقائه، وهو بين الحياة والموت، في شارع "تعز" في العاصمة" صنعاء". وقد أظهر التلفزيون اليمني الشاعرَ الرميشي في "مستشفى الثورة العامّ" يتلقى الإسعافات الضرورية وإلى جانبه قطعة من لسانه "المبتور" في كيس طبّي، بعد أن عجز الأطباء عن إعادتها إلى مكانها، بعد مرور ساعتين على عملية "البتْر"، التي تمّت بآلة حادّة، وفق ما ذكر تلفزيون "اليمن"، الذي أضاف أن "ما تم "قطعه" من لسان الرميشي يمثل نسبة الثلثين". كما جاء في تقرير المصدر المذكور حول ما تعرّض له الرميشي أن الأخير كتب، بعد أن أجريت له عملية جراحية لإيقاف نزيفه أن "المشترك قطع لساني"... وقد أظهر روبورطاج التلفزيون المذكور ورقة مكتوباً عليها ما يبدو أنه أبيات قصيدة شعرية وفي أعلى الصفحة "المشترك قطع لساني"، مكتوبة بشكل واضح، بينما "الدماء" تلطّخ بقايا الصفحة وباقي أعضاء جسد الشاعر، الذي يبدو "ما تبقى من لسانه" متدلياً من فمه، ملفوفاً في ضمادة بيضاء، وهو يرقد خائر القوى فوق سرير المستشفى... وقد اتّهَمتْ جهات يمنية رسمية أحزاب "اللقاء المشترَك" بارتكاب "هذه الجريمة الشنعاء" في حق الشاعر، الذي كان قد ألقى، قبل ذلك، في "ميدان التحرير"، قصيدةَ "مدحٍ" (انظر بعض أبيات القصيدة أسفله) يتغنى فيها ب"فضائل" عبد الله صالح، الرئيس اليمني، قبل أن "تقتصّ" منه القوى "المعارِضة" بطريقتها "الوحشية"، التي لا تمُتّ إلى القيم الإنسانية ولا إلى ثقافة "الاختلاف" بِصِلة، حيث "قطعوا" لسانه وكأنهم بذلك يُوجّهون رسالة "دموية" مفادُها أنّهم لا يقبلون "الرأي الآخر"، بل هم راديكاليون متطرّفون يُصدرون الأحكامَ و"يُنفّذونها"، أيضاً... أما إذا كانت هذه "العملية" كلها "تمثيل في تمثيل" ومجردَ حركة "مسرحية" من النظام الحاكم هناك أجل "إيجاد مادة إعلامية تُلفت الأنظار في بلد اليمن (السعيد؟) وتجعل المواطنين ينشغلون بأمور ثانوية"، ولو إلى حين، عن "الحدث" الرئيسي، المتمثل في خروج الآلاف إلى شوارع البلد للمطالبة بإسقاط نظام "صالح".. إذا كان هذا صحيحاً، كما ذهبت إلى ذلك كثير من التعليقات التي رافقت نشر الخبر في بعض المواقع الإلكترونية هناك، فإن هذا سيكون دليلاً آخرَ على "عبقرية" الأنظمة "الجمهوملكية" في الوطن العربي، المفترى على ديمقراطيته، في تخريج "تقليعاتٍ" ما علِم بها الشيطانُ نفسُه من أجل حشد الدعم و"استعداء" الشارع على هذه "الحركات" الاحتجاجية، التي سبق للرئيس المصري (سابقا) حسني مبارك أن وصفها بأنها "لعب عيال بْتاع فيسبوك" قبل أن ينتهي "العيال" إلى الإطاحة به من على "عرش" الجمهورية وإرساله إلى المحاكم ليُحاسَب على ما اقترفت يداه في حق شعب مصر... وإليكم بعض أبيات القصيدة التي قيل إنه بسببها تمّ بترُ لسان الشاعر وليد الرميشي... يا سلامي عدد ما ينقطع له تواصل عد ما هاجسي في الشعر دايم معمر عد ما الموج يتماوج على كل ساحل عد ما الحوت يملي ساحل البحر الاحمر لليمن موطني يا رب زيل القلاقل واحفظ الشعب كله ماعدا كتلة الشر اللقاء المشترك هم رأس كل المشاكل أدعوا الله يعجل في زواله ويدحر اليماني دعاء ربه بخير المسائل طالب اللطف فيما قد كتب له وقدر اللقاء المشترك قد خيموا بالجرامل والشباب المغرر به أصبح مخدر مستحيل أن شعبي يخضع اليوم لسافل لا ومهما بثوبك با البراءة تنكر دام والقلب ينبض في علي لا تجادل حقق الوحدة الغراء بعزمه وسطر منجزاته عديده ما لها شيء مماثل للمدارس بنا وأنشأ وللغاز صدّر حقق الأمن فينا بالجنود البواسل والحدود بيننا والجار رسم وسوّر يا علي يا علي.. دامك إلهي لنا ظل يضلنا كلنا نتحدي الشمس والحر عشت يا قايدنا يا الزعيم المناضل من بنى أرض السعيدة بالمحبة وطوّر وانشأ الجامعات العلمية والصيادل يحفظك ربنا يا من بك الشعب يفخر واختم صلاتي بذكرى لنبي اذكر واصل احمد المصطفى شفيعنا يوم نحشر...