انعقدت الدورة التاسعة لمؤتمر الاتحاد العام للفلاحين والتعاونيين الزراعيين العرب (إ.ع.ف.ت.ز.ع) بفندق "دار الضاية" بضاية رومي بالخميسات تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أيام 24، 25 و26 يناير2011 تحت شعار "تشجيع التبادل الفلاحي ورفع تحديات الإنتاج"، بمشاركة 14 دولة؛ المغرب، موريطانيا، فلسطين، الكويت، سوريا، تونس، اليمن، ليبيا، لبنان، السودان، الأردن، العراق، مصر، الجزائر. وقد حضر الافتتاح وزيري المالية والاقتصاد: "صلاح الدين مزوار" الذي تسلم وسام الفلاح العربي لهذه الدورة الذي خصص لجلالة الملك محمد السادس. وكاتب الدولة في الصناعة التقليدية "أنس بيرو" نيابة عن وزير الفلاحة والصيد البحري، والكاتب العام لوزارة الفلاحة، ورئيس الاتحاد المغربي للفلاحة ورئيس الدورة الحالية؛ "المعطي بنقدور"، وعامل إقليمالخميسات "حسن فاتح"، والأمين العام للإتحاد "حسن منصور الطبيقة"، و"بسام خضاونة"رئيس الدورة السابقة ورئيس إتحاد الفلاحين بالأردن. كما قام بتنشيط وتقديم مواد الافتتاح الفنان حميد حبيبي. وكانت أولى المداخلات لعامل إقليمالخميسات "حسن فاتح"، الذي يعد هذا المؤتمر أول خروج رسمي له بعد تعيينه عاملا جديدا على إقليمالخميسات بتاريخ 29/11/2010 خلفا لعبد الرحمان زيدوح. وقد إعتز فاتح بتنظيم هذا الملتقى بالإقليم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس لما للقطاع الفلاحي من مكانة وأهمية في النسيج الاقتصادي والاجتماعي الوطني، واعتبر أن هذه التظاهرة هي مناسبة للإطلاع على ما يزخر به المغرب من طاقات هامة، وبرامج ومخططات هيكلية كالمخطط الأخضر، كما أنها فرصة لتبادل الخبرات، ومحطة بارزة لتدارس سبل التعاون في أفق تحقيق الأمن الغذائي بالوطن العربي. مشيدا بدور الاتحاد في التنظيم والتأطير. ووقف وزير الفلاحة والصيد البحري، في مداخلة التي ألقاها نيابة عنه كاتب الدولة في الصناعة التقليدية أنس بيرو، على أهمية اللقاء لما يوليه المغرب من أهمية قصوى للقطاع الفلاحي، ولما يحتله هذا القطاع من مرتبة هامة في الناتج الخام الوطني(15%)، وما يحققه من فرص الشغل (100 ألف منصب شغل في الصناعات الغذائية وحوالي 13 مليون فلاح) مما ينعكس على الأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي. مذكرا بما يعرفه المغرب من حركية في بناء السدود وتوسيع المساحات المسقية تفوق حاليا المليون هكتار. والانتقال من النمط الفلاحي التقليدي باستعمال الأصناف الحديثة، وتوسيع المحميات الفلاحية، ورفع نسبة إنتاج الحوامض، وتطوير الزراعة السكرية (الشمندر السكري)، وما رافق ذلك من تحديث قطاع الدواجن. كما ساقت مداخلة الوزير الظروف العالمية وتحرير السوق، التي دفعت بالمغرب عام 2008 إلى تقويم جدي للواقع الفلاحي أسفر عن وضع سياسة فلاحية جديدة تمثلت في مخطط المغرب الأخضر كقاطرة للتنمية في أفق 15 سنة المقبلة، وما يمليه من إحداث مناصب شغل جديدة، ومحاربة الفقر، وإنجاز مشاريع فلاحية، ودعم الفلاحة التضامنية الصغيرة المعتمدة على التمويل الممنوح من قبل الدولة، والتعاون مع صغار الفلاحين والمنتجين والخواص، والتمويل المسبق لعوامل الإنتاج، واستيراد الآليات...، كما دعا الوزير إلى تقوية التبادل القطري المبني على اختلاف المنتوجات وغناها وتقوية البحث العلمي والتقني والتسويق. ودعا "بسام خضاونة"؛ رئيس اتحاد الفلاحين بالأردن ورئيس الدورة السابقة في كلمته إلى المزيد من التضامن من أجل الأمن الغذائي العربي، مستحضرا بعض المشاكل التي تعانيها الفلاحة العربية، مطالبا بتغيير طرق الإنتاج لفرض الذات، داعيا الحكومات العربية لتشجيع البحث العلمي، والتفكير الجدي في ظاهرة الاحتباس الحراري التي يتسبب فيها البشر ضد البيئة والطبيعة، والنظر في تفكيك الملكيات الزراعية والتوسع العمراني. من جهته استهل" المعطي بنقدور"؛ رئيس الاتحاد المغربي للفلاحة ورئيس الدورة الحالية كلمته بالشكر لجلالة الملك محمد السادس الذي لبى طلب تنظيم هذه الدورة تحت رعايته السامية اعترافا بدور هذه الشريحة في النسيج الاجتماعي والاقتصادي. وعرج بنقدور على محطات تاريخية هامة ميزت مسار الاتحاد المغربي للفلاحة الذي تأسس عام 1958 كنقابة قروية منحت أول بطاقاتها للمغفور له محمد الخامس الذي أشرف شخصيا على افتتاح أول عملية حرث جماعية بمنطقة الغرب، كما تطرق المتدخل إلى أهمية المياه وما بدله المغرب في هذا المضمار من تشييد السدود كعملية انطلقت منذ الستينيات من القرن الماضي، حيث وصل مخزون المياه حاليا إلى 17 مليار متر مكعب. وانتقل بنقدور للحديث عن الظرفية العامة الحالية المتميزة بتدبدب الأسعار وتغير المناخ وما رافقه من احتباس حراري وفيضانات وجفاف، وانسحاب روسيا من سوق الحبوب وهي التي كانت توفر 20 مليون طن، مع اعتماد الدول العربية على استيراد 110 مليون طن من هذه المادة الحيوية، مما وسع الفجوة. واعترف الرئيس بفشل المجهودات في تقليص هذه الفجوة رغم ما تحقق على مستوى رفع الإنتاج في الهكتار، لكن تبقى الأراضي المزروعة لا تشكل سوى 17%. مستحضرا حالة الإنتاج العربي لسنة 2009 الذي لم يزد على 25 مليون طن، مقارنة مع إنتاج فرنسا كدولة صناعية والتي حققت 70% من إنتاج الحبوب. وتضل الدول العربية تستورد 50% من الحبوب و63% من الزيوت و71% من السكر، مما يكرس خضوعها لاملاءات الدول العظمى ويؤثر على سياساتها؟. ويبقى على الدول العربية، التي تمتلك عنصرا بشريا مهما وإمكانيات مالية وتقنية وعلمية، أن تكثف مشاوراتها لبلورة وتقوية رؤية مستقبلية للتغلب على المعيقات، حسب بنقدور الذي استحضر التجربة المغربية في المخطط الأخضر. وتسائل عن أهداف الاتحاد كأهداف مُثلى وعلاقتها بالواقع؟ وقال نخشى عنها من أن تفرغ من محتواها. ودعا إلى الاستثمار في القطاع الفلاحي لما للأقطار العربية من مؤهلات. وختم بنقدور كلمته بتجديد الدعوة للدول التي لم تلتحق بعد بالاتحاد وهما الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية المتميزتين بإنتاج الثمور. وطالب الأمين العام للاتحاد؛ "منصور الطبيقة" الاستفادة من الإستراتيجية المغربية التي أسسها الملك محمد السادس (المخطط الأخر) لتحديث القطاع الفلاحي. وقال أننا في الاتحاد نسعى لتحقيق الوحدة العربية من خلال العمل النقابي القومي من أجل التصدي للعولمة السياسية، ولذلك وجب انتهاج خطاب نقابي جديد لتحرير الاقتصاد والتجارة من القيود المفروضة من طرف الشركات العابرة للقارات، تشبثا بالقومية العربية مع الانفتاح. وأعطيت الكلمة لممثلي الوفود المشاركة، حيث أقر "عبد اللطيف" ممثل الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، بأهمية الاتحاد الذي قطع أشواطا مهمة خصوصا في تقريب وجهات النظر بين الأعضاء، وطالب بدعم الجهات الرسمية لأنشطته وهو الذي لعب دورا كبيرا في توطين بعض السياسات الفلاحية باعتماده مبدأ "نأكل مما ننتج ونلبس مما ننسج". وتحدث "جابر الكريح" رئيس الوفد الفلسطيني، عن ظروف الفلاحين الصامدين في الأرض المحتلة وبارك خطوات الاتحاد. وأوضح "أبو العباس" رئيس الوفد المصري، أن الشعب الذي لا يملك قوته لا يملك حريته، لذلك تسائل عما سيقدم للأقطار العربية. وطالب بخطة، لأنه كما قال لا يمكن أن نبقى رهن جهات أودول تساومنا مقابل القمح. علينا تقديم "الرغيف" لشعوبنا. كما طالب "صلاح المرضي" عن الاتحاد العام لمزارعي السودان، بتجاوز النظم القديمة ووضع خطة قادمة لدعم القطاع واستثمار الاتفاقيات الموقعة بين الدول العربية، مع الأخذ بالتعاليم الإسلامية. ونادى "حسام محمد عبد الله" من العراق بتخليص الفلاح العربي من تقلبات السوق، ووجوب إيجاد آلية تسويقية مع الحكومات. كما تحدث عن انعكاس الأوضاع السياسية بالعراق على الفلاحة وتفاءل للمستقبل مع حكومته الحالية. وتشبث "خالد الزعل" من سوريا ببناء الوحدة العربية وطالب بالحرية للاقتصاد العربي، من أجل تحرير فلسطين وكافة الأراضي العربية المسلوبة، متشبثا بالاتحاد كمنظمة قومية مهمة ضد الظلم والعنصرية والاستعمار. ومن الكويت طالب ممثل الوفد بشحذ الهمم للتقدم بالمنظمة وتحقيق تطلعات الفلاح العربي وبالتالي تبليغ الأمانة الملقاة على عاتق الاتحاد ومواجهة الضفة الأخرى بالرجال والمال والأرض والسواعد من أجل مسح دموع الأطفال العرب، متطلعا إلى اجتماعات عربية ناجحة وترك السياسة لأهلها. وأعرب ممثل الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أنه رغم الظروف التي تمر منها تونس لبينا الدعوة لحضور هذا الملتقى في هذا الأرض الطيبة التي نشكر شعبها وملكها وحكومتها على مساندة شعبنا في محنته، وابلغ الجمع انه تم تجديد الثقة في رئيس الاتحاد "مبروك البحري"، مؤكدا على استقلالية منظمتهم عن كافة المنظمات والأحزاب السياسية. وأمام الظروف الصعبة التي تعرفها الفلاحة العربية طالب المتحدث بترشيد المصادر المائية وضرورة تبادل تجاري بين الدول الأعضاء من أجل الوحدة الاقتصادية العربية. كما تناول ممثل الوفد الأردني قضية الأمن الاجتماعي المرتبط بتحقيق الأمن الغذائي، ونادى بوجوب معالجة الاختلالات القائمة من خلال الاتحادات الزراعية عبر معالجة مشكل العمالة وشح الإنتاج والكلفة، مع التنسيق والاستفادة من باقي التجارب. وتحدث ممثل الاتحاد الوطني للفلاحين اللبنانيين عن الوضع العربي العام ومشاكله الملخصة في التآمر الخارجي والتواطؤ الداخلي للسيطرة على الأمة العربية، وخلص أن البديل هو الوحدة وتعزيز دور الاتحاد لتوقير الغذاء للأمة. مع الضغط على الحكومات لتشجيع الزراعات وتشريع قوانين تشجع الفلاح. وتأسف اليمني على الوضع الحالي في الوطن العربي، واهتمام الدول بالمنتجات الأجنبية المركبة والاصطناعية رغم وجود منتجات عربية مهمة وصحية. موضحا أهمية خلق أبناك خاصة لتمويل الأنشطة الفلاحية. وأبرز اليونسي عن النقابة العامة الليبية، مدى الحاجة للغذاء حيث " لا شعب يأكل من وراء حدوده". وكان للمؤتمرين، في زوال اليوم الأول، موعدا مع العروض النظرية والعلمية التي توزعت كالتالي: 1- تجربة منظمة ICARDA في مجال التنمية الفلاحية، من تقديم د.علي النفزاوي عن المنظمة.2- التبادل الفلاحي المغاربي بين التكامل والتضارب، تقديم الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي.3- رفع تحديات الإنتاج الزراعي المغرب كنموذج، تقديم ذ.حسن السرغيني. وخصص اليوم الثاني لتلاوة التقريرين الأدبي والمالي ومناقشتهما والبث فيهما. مع تقديم استقالة الأمانة العامة السابقة (ليبيا) وانتخاب الجديدة(سوريا). أما اليوم الثالث فقد برمجت فيه زيارات ميدانية زارت كل من: مجموعة إبراهيم زنيبر والتعاونية الفلاحية للحبوب (مطاحن ومراكز التجميع بمكناس). وضيعة حجي لإنتاج الألبان وضيعة حكم لعنب المائدة بمنطقة بنسليمان. ثم زيارة لمنطقة الغرب بمشرع بلقصيري (ضيعة حكم لإنتاج الحوامض، الورديات وعنب المائدة، وشركة KB Agro لمشاتل وإنتاج الحوامض، ومعمل تكرير السكر).