تحولت قاعة قصر المؤتمرات بمراكش إلى ما يشبه المسرح أو حلقة بساحة جامع الفنا، حيث في كل مرة كانت تتعالى الهتافات أو تقطع التصفيقات لقطة معبرة، ما جعل بطل فيلم ( أيام الوهم) الممثل عمر لطفي يبدي انزعاجه من مثل هذا الحماس في غير محله، متسائلاً عن سبب هذا التشويش. وتميز عرض الفيلم المغربي "أيام الوهم" بحضور منتجه نبيل عيوش ومخرجه طلال السلهامي، وعدد من أبطاله مثل مريم الراوي وعمر لطفي، وحظي أيضاً بمتابعة مكثفة للجمهور المحلي المراكشي. وعبّر عدد من النقاد عن ارتياحهم للفيلم المغربي، ورأوا فيه قفزة نوعية في السينما المغربية لاسيما أنه كان خالياً من اللقطات الجنسية الصادمة المتعارضة مع القيم المحافظة للمجتمع، والتي سادت أغلب الأفلام المتبارية، على الرغم من أن البعض انتقد تخلله كلمات ساقطة ومحاولة الأبطال التحدث بأكثر من لغة عربية دارجة وفرنسية وأحياناً بالانجليزية. وحاول المخرج طلال السلهامي أن يبصم على الفيلم بلمسة متميزة، حيث أضاف إلى تناوله لموضوع بطالة الشباب بطريقة سينمائية مبتكرة، طابع الخيال والرعب وهو ما يميز ما يسمى ب"سينما النوع" الذي اشتهر بها عدد من المخرجين العالميين. ويحكي الفيلم قصة خمسة أشخاص ذوي تخصصات مختلفة يتنافسون للظفر بفرصة عمل في إحدى أكبر الشركات العالمية التي استقرت أخيراً بالمغرب. وبعد مقابلة مع الرئيس المدير العام للشركة، يجد المرشحون أنفسهم وسط أرض خالية في منطقة جبلية. ومع تسارع الأحداث تظهر على السطح قيم إنسانية دفينة، أحياناً تتسم بالإيجابية مثل الإيثار والوفاء للزوجة، وأخرى سلبية مثل الأنانية والكراهية والتجسس، وفي كل مرة تتعقد المشكلة في الحصول على حل للورطة، يقحم المخرج شخصية عائلية تأتي من بعيد لتساعد وتعطي الحل الذي يكون عنيفاً في كل مرة. وقال المنتج عيوش في تصريح صحفي إن اختيار مثل هذه الأفلام كان مقصوداً، مردفاً أنها موجة جديدة سوف تقتحم مجال السينما في المغرب، وكان عيوش مقتنعاً بأن الفيلم سيحصد جائزة أو جائزتين في المهرجان. أما النجمة الصاعدة مريم الراوي (آسية)، والنجم عمر لطفي (سمير)، أبرز شخصيات الفيلم، إلى جانب كل من عصام بوعلي (سعيد)، وكريم السعيدي (هشام)، ومصطفى الهواري (جمال) فقد صرحا بالقول: "لا يمكن أن نتوقع هل سيفوز الفيلم أم لا، لكن المهم أن الفوز الحقيقي هو التواجد داخل مهرجان عالمي قوي"، وأضاف لطفي "أكيد أن تجربة الممثلين والمخرج تضافرت من أجل إحراج الفيلم في حلة جيدة".