بعد تتويج فيلمه"أيام الوهم"، أخيرا، في مهرجان الفيلم الوطني بطنجة، بجائزة أول دور نسائي للممثلة مريم الراوي، وبجائزة أحسن تصوير، وكانت من نصيب محمد سلام، يتطلع المخرج المغربي طلال السلهامي للحصول على المزيد من الجوائز وذلك من خلال مشاركته في مسابقة المهرجان الدولي لفيلم الخيال ببروكسيل، الذي سينظم من 7 إلى 19 أبريل المقبل. وسيتنافس فيلم "أيام الوهم"، الذي سبق له أن مثل المغرب في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته الأخيرة، على جوائز المهرجان البلجيكي مع 10 أفلام طويلة، تمثل بلدانا من آسيا، وأمريكا اللاتينية، وأوروبا، والولايات المتحدةالأمريكية. وأكد المنظمون على موقعهم الإلكتروني أن اختيار الفيلم المغربي "أيام الوهم" للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، جاء لتناوله العديد من المواضيع، التي يشترطها المهرجان في الأفلام المشاركة. وأفاد المنظمون أن المهرجان مخصص لأفلام الخيال والرعب المبنية على المواقف والسلوكات العدوانية المترتبة عن أمراض وضغوطات تسبب الاضطرابات النفسية، التي تنتج عنها أفكار تسلطية أو أفعال قهرية قد تضر بالآخر أو بالمريض نفسه، مثل (الوسواس القهري، والانفصام، والانحراف، والاغتراب النفسي...). ورغم أن "أيام الوهم" لطلال السلهامي، الذي سبق وخرج خالي الوفاض من المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، تعرض لبعض الانتقادات، سواء من طرف النقاد أو المهتمين بالسينما، الذين تساءلوا عن هوية الفيلم، معتبرين أنه بعيد تماما عن الخصوصيات المحلية، كما انتقدوا مشاهد العنف المبالغ فيها، التي كانت حادة ومقززة، إلا أنهم أجمعوا على أن الفيلم، الذي يعتبر أول تجربة للسلهامي، منح للسينما المغربية بعدا جديدا، إذ ساهم في وضع أسس جديدة لسينما الخيال، التي لم تستطع بعض الأفلام المغربية السابقة وضعها مثل "قنديشة" لجيروم كوهين أوليفار. من جهته، لم يستسلم مخرج الفيلم السلهامي لهذه الانتقادات، مشيرا إلى أن التيمة التي تناولها في الفيلم هي تيمة كونية وتتوافق تماما مع شروط المسابقة الرسمية لمهرجان فيلم الخيال. فتيمتا الخوف والعنف، اللتان يطرحهما الفيلم، تيمتان إنسانيتان، فالخوف هو الخوف، سواء في المغرب أو في أي بلد آخر، حسب السلهامي، الذي أشار من خلال فيلمه إلى الضغوطات التي يتعرض إليها الإنسان في أي مكان في العالم، نتيجة إكراهات اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها، موضحا أن أبطال الفيلم الخمسة وهم يتطلعون إلى الظفر بمنصب شغل رفيع يضمن لهم حياة مرفهة، يستخدمون كل ما لديهم من وسائل مشروعة وغير مشروعة تكشف عن سلوكات عدوانية، ستقضي على أربعة منهم، في إشارة إلى البقاء للأقوى، في واقع لا يتعايش فيه الناس، ولا تتكافأ فيه الفرص. فأحداث الفيلم تدور في جو "ويسترني" مشحون بالصراعات، التي تشتعل بين 5 أشخاص، أربعة شباب وشابة، يحاول كل واحد منهم أن يثبت لنفسه بأنه الأفضل، في منافسة تستباح فيها كل الوسائل الأخلاقية واللا أخلاقية، لينتهي الجميع عبر مشاهد مأساوية إلى الهلاك، الذي يراه السلهامي نتيجة طبيعية للعنف، في ظل عالم تسوده قوانين الغاب والغلبة للأقوى. الفيلم من إنتاج نبيل عيوش، وبطولة عصام بوعلي، وكريم السعيدي، وعمر لطفي، ومريم الراوي، ومصطفى الهواري، ومحمد الشوبي، وإيريك سافان، وآخرين.