حظيت السينما المغربية يوم الثلاثاء 7 دجنبر 2010 بحفاوة فريدة من نوعها خلال الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش وذلك بتكريم كل من الفنان المقتدر الراحل العربي الدغمي، والمخرج المتميز محمد عبد الرحمن التازي، كما تمت برمجة في اليوم ذاته الفيلم المغربي المشارك في المسابقة الرسمية ''أيام الوهم'' للمخرج الشاب طلال السلهامي. وقال المخرج العالمي باري ليفنسون خلال تسلميه نجمة التكريم الذهبية لنجلي الدغمي التوأم بقصر المؤتمرات، إن هذا الأخير ترك بصماته في السينما العالمية من خلال العمل الجيد الذي قام به في فيلم ''الرجل الذي يريد أن يكون ملكا''، والذي كان يعرض في الوقت ذاته بساحة جامع الشهيرة أمام آلاف المتفرجين، فيما أشادت الممثلة المصرية يسرا بعمل التازي من خلال قولها إنه دفاع عن قضايا المرأة في جل أفلامه. التازي نفسه صاحب أفلام ''البحث عن زوج امرأتي'' و''لالا حبي''، و''باديس'' و''جارات أبي موسى''، أثنى على نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي، في إشارة منه إلى عودة المياه إلى مجاريها بعد طول مدة خصام، واعتبر البعض ذلك بمثابة إشارة إلى عودة محتملة للتازي بعد غياب دام 7 سنوات بفيلم مدعم من المركز ذاته. من جانب آخر، تباينت آراء عدد من النقاد والمشاهدين حول الفيلم المغربي ''أيام الوهم'' من بطولة الخماسي عصام بوعلي (سعيد)، كريم السعيدي (هشام)، عمر لطفي (سمير)، مريم الراوي (أسية)، مصطفى الهواري (جمال)، إضافة الى إريك سافان ( ألكسندر جيرمان)، والذي تحول من فيلم تلفزيوني إلى فيلم سينمائي في آخر لحظة حسب مصدر مطلع، وقال نبيل عيوش منتج الفيلم ل''التجديد''إنه أراد أن يدخل هذا النوع من الأفلام ليشاهده شباب المغرب ضمن الموجة الجديدة التي تجتاح المغرب والمعروفة عالميا بسينما النوع والتي تمزج بين الخيال والرعب. وحسب عدد من النقاد فالفيلم يفتقر إلى ''قصة حقيقية محبوكة'' وإن كان التقنيات المستعملة في التصوير وفي إدارة الممثلين واختيار الزوايا والأضواء والمناظر الجميلة لجنوب المغرب قد أعطت الفيلم جماليته. والمثير حسب أحد هؤلاء أن جميع الأبطال يلقون حتفهم بطريقة مبهمة وبدون سبب، في حين استطاع المخرج أن يظهر قيما إنسانية نبيلة مثل الإيثار والتضحية والوفاء، كما لم يسقط في فخ اللقطات الجنسية. ومن المسائل المنتقدة في الفيلم أنه استعمال ثلاث لغات للتواصل عربية دارجة وفرنسية وانجليزية في بعض الأحيان في اشارة منه أن يريد أن يكون الفيلم عالميا! كما استعمل ألفاظا نابية يصعب سماعها في جلسة أسرية أو حتى مع الأصدقاء، باحثا حسب البعض عن مدخل لفتح النقاش حول فيلمه. الممثلة مريم الرواي(آسية) قالت ل''التجديد''إن المشاركة هي الأهم ولا تنتظر قرار لجنة التحكيم، في حين قال النجم الصاعد عمر لطفي ''وضع كل منا تجربته من اجل إنجاح الفيلم، وهذا الأمر جيد، مشيرا أن لجنة التحكيم التي يرأسها جون مالكوفيتش سيكون قرارها صائبا وإن كان من الصعب التوقع هل الفيلم سيفوز بإحدى الجوائز''، في حين كان عيوش متفائلا جدا، ولقال ''جائزة واحدة على الأقل، ولم لا جائزتان''، مشيرا أن حضور الفيلم المغربي ضعيف في المهرجان ويجب أن ترفع من حصته.