سينما الغد عنوان يرسخ هوية مهرجان متميز تنطلق يومه الجمعة بالمدينة الحمراء، فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان مراكش الدولي للفيلم، و سيكون قصر المؤتمرات المساء على موعد مع حفل الافتتاح الذي سيشهد حضور نجوم وأسماء وازنة في سماء الإبداع السينمائي العالمي، كما جرت بذلك عادة هذا المهرجان الهائل الذي يحيي هذه السنة فعاليات دورته العاشرة، ببرنامج غني ومتنوع يجمع بين متعة المشاهدة الفيلمية والقيمة المعرفية للندوات والأوراش المتعددة المرافقة للمسابقة الرسمية، والتي تصب في مجملها في حقل السينما ومجالات الاشتغال فيها. وحسب العديد من النقاد فان هذا المهرجان يؤسس لثقافة سينمائية ذات مقاييس عالمية، كما يتيح احتكاك السينمائيين المغاربة بنظرائهم الأجانب، والاستفادة من تجاربهم، في حين يذهب آخرون إلى حصر دور المهرجان في باب الإشهار السياحي وفي هذا الحكم كثير من التجني الناتج عن سوء نية أو سوء إدراك لماهية هذه التظاهرة الكبيرة وللدور المهم الذي يؤهل السينما المغربية لجني تماره وسوف تكون له نتائج بالغة التأثير على السينما الوطنية التي شهدت في العقد الأخير نهضة قوية بعد عقود من الركود، ومن تجليات هذا التأثير تجدر الإشارة إلى المدرسة المتخصصة في السينما بمراكش، التي ظهرت كرديف للمهرجان وظهر معها جيل جديد من المخرجين المغاربة الذين تخرجوا من تلك المدرسة، بعد أن تتلمذوا على أيدي كبار المخرجين العالميين الذين يحاضرون حول السينما بموازاة مع فعاليات المهرجان سنة بعد أخرى، وجريا على العادة أيضا يحضر هذه السنة كأستاذ كبير، المخرج العالمي الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا. في حين أن مسألة السياحة وان تكن واردة كجزء بسيط ضمن اهتمامات المهرجان لا تنتقص من قيمته، بل على العكس من ذلك فان المغرب كان قبلة السياح وقبلة للإنتاجات السينمائية العالمية الضخمة التي اختارت عن وعي وحب سمائنا وأرضنا نظرا للمعطيات الطبيعية والجمالية التي يوفرها المغرب وتنعدم مجتمعة في غيره من البلدان، كان هذا قبل عقود وليس ارتباطا بالمهرجان، وان كان هذا الأخير قد أسس لآليات قوية في هذا الباب سوف تظهر نتائجها على المديين المتوسط والبعيد. المسابقة الرسمية تعتبر المسابقة الرسمية بيت القصيد وحجر الزاوية بالنسبة للمهرجانات السينمائية، إذ تنم نوعية الأفلام المشاركة على طبيعة وتميز كل مهرجان، وتؤشر على مدى استقلال المهرجانات بشخصيتها وتميزها من عدمه، وبالنسبة لمهرجان مراكش الذي تعتبر هذه المسابقة من عناصر قوته، بالنظر إلى الانتقائية الشديدة، للمادة الفيلمية، إبداعيا، وبالنظر كذلك إلى النتائج التي تصدر عن لجان تحكيم عالية المستوى. هذه السنة ستعرف المسابقة الرسمية مشاركة 15 بلدا، بالأفلام التالية: «حياة هادئة» لكلوديو كوبليني من إيطاليا، و «مملكة الحيوان» لدافيد ميشود من أستراليا، و»بيكلاوديد» لأليخاندرو جيربر بيسيشي من المكسيك، و»ما وراء السهوب» لفانيا دالكانتارا من بلجيكا، و»المانحة» لمارك ميلي من الفلبين، و»نهاية» للوي سامبييري من إسبانيا، و»جاك يبحر» لفيليب سيمور هوفمان من الولاياتالمتحدة الاميركية، و»كارما» لبراسانا جايكودي من سيريلانكا، و»ماريكي ماريكي» لصوفي سشتكينز من بلجيكا، و»السراب» لطلال السلهامي من المغرب، و»طريق شيمن رقم 89» لهالون شو من الصين، و»روزا مورينا» لكارلوس أوغوستو دو أوليفيرا من الدنمارك، و»الحافة» لأليكسي يوشيتل من روسيا، و»مذكرات ميوزن» لبارك جونكبوم من كوريا الجنوبية، و»عندما نرحل» لفيو ألاداك من النمسا، ويجدر التذكير بأن ضمن هذه القائمة 10 أفلام هي الأولى لمخرجيها. لجنة التحكيم تتشكل لجنة تحكيم الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، من الممثل والمخرج الأميركي جون مالكوفيتش، الذي شارك في أكثر من 70 عملا سينمائيا، رئيسا ، ومن الأعضاء: المخرج المغربي فوزي بنسعيدي، والممثلة المصرية يسرا، والممثلة الصينية ماغي تشونغ، والممثل والمخرج المكسيكي كايل كارسيا برنال، والسينمائي الفرنسي بونوا جاكو، والممثلة الفرنسية ايرين جاكوب، والكوميدي البريطاني دومينيك كوبر والممثل الإيطالي ريكاردو سكمارتشيو. تكريم السينما خلال هذه الفقرة ، ستكون الدورة العاشرة على موعد هذه السنة مع السينما الفرنسية، التي تربطها بالجمهور المغربي علاقة وثيقة، بأزيد من سبعين فيلما، تمثل كل أساليب وتيارات الإبداع السينمائي الفرنسي باعتباره الأعرق في تاريخ الفن السابع وباعتبار العلاقة المشتركة والذاكرة المتنوعة بين المغرب وهذا البلد الأوروبي، وستتميز الدورة بحضور وفد يضم مخرجين وممثلين فرنسيين مرموقين، تتقدمه كاترين دونوف وصوفي مارصو وكريستوف لامبير، والمخرج الكبير كوستا كافراس وسيتم تكريم السينما الفرنسية ليلة 4 دجنبر، وسيرأس الحفل المخرج العالمي الأميركي مارتن سكورسيزي. تكريم النجوم ستعرف الدورة تكريم الممثلين الأميركيين جيمس كان وهارفي كيتل، إلى جانب المخرج الياباني كيوشي كيروساوا، والمخرج المغربي محمد عبد الرحمن التازي. كما سيكرم الممثل المغربي الكبير الراحل العربي الدغمي في فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، العربي الدغمي الذي يعتبر من رواد التمثيل في المغرب ومن القلائل الذين شاركوا في انتاجات عالمية ضخمة كفيلمي 'زيفرلي' و'بلاك ستاليون' للمخرج الشهير فرنسيس فورد كوبولا، و'كاتريمان'، وقد قدم هذه الأعمال إلى جانب نجوم كبار كشين كونري ومايكل كاين، وذلك بعد أن قدمه الممثل والمخرج العالمي جون هيوستن في أحد أفلامه. عروض الوصف السمعي للسنة الثالثة على التوالي، سيقدم المهرجان أفلاما بتقنية الوصف السمعي موجهة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، من كفيفي وضعاف البصر، وذلك تحت شعار «الكلمة من أجل المشاهدة». في هذا الصدد و بشراكة مع القناة التلفزية الفرنسية –الألمانية ( آرتي)، هي « تشاو بانتان « لكلود بيري (فرنسا 1983)، و»كل صباحات العالم» لآلان كورنو (فرنسا 1991)، و»درس البيانو» لجان كامبيون (نيوزيلاندا /أستراليا/ فرنسا 1993)، و»الابن المفضل» لنيكول غارسيا (فرنسا 1994)، و»الكراهية» لماتيو كاسوفيتنز (فرنس1995)، و»كل واحد يبحث عن قطته» لسيدريك كلابيش (فرنسا 1996)، و»السمفونية المغربية» لكمال كمال (المغرب 2005). وستتكفل مؤسسة المهرجان بمصاريف إقامة حوالي مائة من فاقدي وضعاف البصر من كافة أرجاء المغرب من 6 إلى 12 دجنبر. كما ستقام ولأول مرة مسابقة على هامش المهرجان للأفلام الخاصة بالهواة المغاربة وطلبه معاهد السينما. هذا وينتظر أن يحل بين أحضان المدينة الحمراء حشد غير كبير من نجوم السينما العالميين، المغاربة والعرب لحضور الدورة العاشرة لمهرجان مراكش الدولي الكبير، كما تجدر الإشارة إلى أنه سيتم تشريف الدورة العاشرة بحضور رؤساء لجان تحكيم دورات المهرجان السابقة، ويتعلق الأمر بشارلوت رامبلين (2001) وفولكر شليندورف (2003) وآلان باركر (2004) وميلوش فورمان (2007) وباري ليفنسون (2008).