تعرض صحفي بوكالة المغرب العربي للأنباء بمكتب مراكش، أول امس الخميس على الساعة التاسعة صباحا، بحديقة حي إسيل بالمدينة الحمراء، إلى اعتداء من لدن شخصين كانا يمتطيان دراجة نارية، وسلباه هاتفه النقال الخاص بالوكالة بعد أن أشهرا سلاحا أبيضا في وجهه وهدداه بالإعتداء على مستوى الوجه في حالة لم يسلمهما ما بحوزته من مال وهاتف نقال وهو ما كان لهما. وكانت سكرتيرة مكتب الوكالة المذكورة قد تعرضت سابقا في نفس المكان إلى اعتداء بنفس الطريقة من لدن مجهولين يتربصون بالمارة بحي إسيل، وكانت قد حررت محضرا في النازلة لدى الشرطة بالمنطقة. إلى ذلك تشهد منطقة إسيل والأحياء المجاورة لها إلى تفشي ظاهرة الإجرام وقطاع الطريق في واضحة النهار. ورغم شكايات المواطنين لدى مصالح الأمن فإن الأمر والمشهد يزداد سوء يوما بعد يوم بسبب غياب الأمن بهذه المنطقة والذي اعتبره بعض المتضررين أنه انفلات أمني بما تحمله الكلمة من معنى. والجدير بالذكر فمدينة مراكش، التي كانت في السنين الأخيرة من ضمن المدن الأقل جريمة، أضحت اليوم تحتل مراتب متقدمة في سلم الجرائم اليومية، التي يذهب ضحيتها الرجال والنساء على السواء، بالإضافة إلى الأطفال، مما يؤشر على خطورة الظاهرة التي اتسمت بالمد المتواصل والإنتشار الواسع للجريمة في كل احياء المدينة، إذ لم تعد تنحصر في الأحياء المهمشة، بل بلغت كل النقط " البيضاء والسوداء". وأصبحت عصابات إجرامية تقطع الطريق على المارة في واضحة النهار، وأخرى مسلحة، لم تعتد تقتصر في اعتداءاتها على المواطنين البسطاء ، بل امتدت إلى رجال الأمن، الملجأ الوحيد لحماية ونشر الأمن. للإشارة، فإن مجموع العناصر الأمنية العاملة بمختلف الأجهزة الأمنية بولاية أمن مراكش لا يتجاوز 3500 رجل أمن، منهم ما لا يقل عن 20 في المائة تجاوزوا 50 سنة، او يعانون امراضا مزمنة، وحوالي 130 عنصر بالشرطة القضائية، ورغم هذا العدد فإنه لا يساير المحافظة على امن السكان، الذين يتزايد عددهم باضطراد ملحوظ إلى جانب التوسع العمراني الكبير الذي عاشته مراكش مؤخرا، ولا يساير وتيرة الجريمة التي تتناسل في كل ثانية، وضع عجزت أمامه كل المحاولات الأمنية، ما يتطلب تعزيز الموارد البشرية وتوفير التجهيزات التي تعد ضرورية في إطار مكافحة الجريمة بكل أصنافها.