تشتكي الساكنة الطنجاوية هذه الأيام من انتشار مخيف لعملية السرقة واعتراض السبيل من طرف عدد من اللصوص والعصابات، مستغلة في ذلك قصر النهار وارتفاع معدل الجريمة والحس الإجرامي لدى عدد من شباب المناطق المهمشة بطنجة، وهكذا فقد تحولت منذ شهور منطقة مجمع الأمين والطريق المؤدية إلى "بير الشفا" عبر "فندق أهلا" إلى منطقة رعب وساحة مستباحة للسرقة والاعتداء بالأسلحة البيضاء –سبق أن أشرنا إلى ذلك في مقال سابق شهر شتنبر الماضي ، حيث استوطنت عصابة "ولد الريفية" منذ رمضان الماضي خربة مجاورة للفندق كمقر لتجمع أفراد العصابة وشرب الخمر وممارسة الدعارة الجماعية من بعض أفرادها الإناث، ومنطلقا أيضا للسطو على المارة بالمنطقة والعودة مسرعين لتغيير ملابسهم بتلك الخربة والاختفاء بها. وبرغم الشكايات المتكررة لساكنة المنطقة وإبلاغهم السلطات الأمنية بمواصفات أفراد العصابة ومقرات سكنهم التي لا تبعد كثيرا عن المنطقة، فإن دوريات الشرطة لم تقم فيما يبدو بأية مداهمة لوكر العصابة طيلة الشهور الماضية بالرغم من أن العصابة ترتاده بشكل يومي كمقر ومنطلق لتنفيذ هجماتها على كل الجوالة بالمنطقة، كان آخرها حادث الاعتداء الفظيع ليلة الإثنين الماضي على الطريق المظلمة المؤدية لمجمع الأمين المجاور لعزيب الحاج قدور، وهناك اعترض أفراد هذه العصابة سبيل أحد شباب المنطقة (طالب باحث بسلك الماستر بكلية الحقوق بطنجة) وسلبوه حاسوبه الشخصي وهاتفه النقال قبل أن يبادروا إلى ضربه على وجهه بالسلاح الأبيض مخلف ذلك عاهة مستديمة. وقد خلف الحادث استنكارا شديدا من لدن ساكنة المنطقة وطالبوا السلطات الأمنية بضرورة التدخل العاجل من أجل الضرب على يد المعتدين واعتقال أفراد هذه العصابة التي يبدو أنها أصبحت أكثر تنظيما وجرأة وتضم في عضويتها عددا من المبحوث عنهم من المحكومين بعشر سنوات سجنا غيابيا. قلق تشاركه إياهم ساكنة تجزئة كريمة المجاورة والتي انطفأت فيها أغلب الأنوار والمصابيح العمومية لتشكل فضاء مناسبا للسطو والسرقة، من دون أن تلتفت جماعة بني مكادة ورئيسها إلى عدد من طلبات الإصلاح التي قدمتها الساكنة قبل أكثر من شهر، خاصة بعد أن قامت إحدى شركات الربط بخطوط الاتصالات بقطع أحد خيوط الكهربة العمومية بشكل غير متعمد من دون إصلاحها. وهكذا لم يبق لهؤلاء المنسيين سوى المبادرة إلى اعتقال أفراد هذه العصابة وتسليمهم للشرطة، وإصلاح خطوط الكهرباء والمصابيح، بل وإصلاح الطرق بأنفسهم بعد أن أصبحت أشبه بالطرق القروية غير المعبدة، وعلى نفس المنوال تجزئة البنك الشعبي المجاورة وتجزئات وأحياء أخرى بالمدينة. لذلك ينبغي على مسؤولي هذه المدينة أن ينتبهوا كثيرا لأحوال الساكنة الطنجاوية ومعاناتهم قبل أن يطالبوهم بأداء الضرائب وأداء واجب التصويت.