توفير الأمن يبقى الهاجس الأول لدى البيضاويين رغم تطمينات وزارة الداخلية تدمر الكثير من المواطنين من كثرة الجرائم التي باتت مسرحا لها مدينة الدارالبيضاء منذ حلول شهر رمضان. وأفاد مواطنون بتعدد جرائم السرقة واعتراض السبيل والسطو تحت التهديد بالسلاح الأبيض في شوارع وأزقة المدينة وفي أوقات مختلفة خلال هذا الشهر الفضيل. وأفاد مصدر موثوق، بأن شخصا تعرض يوم أمس، للسرقة بشارع الراشدي، مضيفا، أن الضحية تم اعتراض سبيله من طرف لصين يبدو أنهما ترصداه وهو يدخل إحدى وكالات الأبناك، وبعد مغادرتها، تتبعا خطواته بواسطة دراجة نارية إلى أن اختليا به قرب الكنيسة المسيحية، حيث هدداه بواسطة سكين وأجبراه على إعطائهما مبلغ 1000درهم إضافة إلى هاتفه النقال قبل أن يلوذا بالفرار. وبشارع الفداء، قام يوم السبت الأخير، لص من ذوي السوابق المتعددة في السرقة بالعنف، ملقب «بقيبو» بإجبار شخص تحت التهديد بواسطة السلاح الأبيض على تسليمه هاتفه النقال، وذلك في واضحة النهار وأمام مرأى ومسمع المارة بالقرب من قيصارية المنجرة، حيث كان الضحية بصدد إجراء مكالمة هاتفية. ولم يكتف اللص بالسرقة فقط، بل قام أيضا بالاعتداء على الضحية بأن طعنه على مستوى يده بالسلاح الأبيض قبل أن يلوذ بالفرار. وكانت سيدة يومين قبل هذا الحادث تعرضت بنفس المكان لعملية سرقة، حيث باغتها لصان وأرغماها على تسليمهما مبلغا ماليا كانت قد سحبته لتوها من بنك بعين المكان، ولاذا بالفرار على متن دراجة نارية. ويثيرارتفاع معدل الجريمة في العاصمة الاقتصادية قلقا كبيرا في أوساط البيضاويين لا سيما النساء منهم على وجه الخصوص. وبات سكان المدينة، في مثل هذا الوضع، لا يشعرون بالسكينة وهم يتجولون في الشوارع والأزقة حيث يتوقعون في كل لحظة حدوث عمليات إجرامية قد تستهدفهم أو تستهدف غيرهم من المارة. وكان وزير الداخلية قد أفاد في تصريح له أمام البرلمان بأن معدل الجريمة في الدارالبيضاء تراجع بنسبة 7.52% خلال الربع الأول من سنة 2010 بالمقارنة مع نفس الفترة من سنة 2009، وبأن الوضع تحت السيطرة والسلطات الأمنية تعتمد أساليب تحقيق وتقنيات جديدة ووحدات لمكافحة الجريمة، إلا أنه رغم هذه التطمينات فإن توفير الأمن واستباق وقوع الجريمة يبقى المطلب الأساس الذي يشغل البيضاويين. ولم تسلم حتى المناطق الراقية من تزايد عمليات السرقة، إذ تحدثت مصادر عليمة، عن سرقات بالعنف في منطقة «كاليفورنيا» التابعة لقطاع سيدي معروف أولاد حدو، كان آخرها عملية السرقة التي استهدفت مواطنا من جنسية إفريقية بالقرب من متجر مرجان «كاليفونيا»، مشيرة أن الضحية الذي غادر المتجر محملا ببعض السلع التي اقتناها، اضطر للتخلى عنها تحت طائلة التهديد بواسطة السلاح الأبيض من قبل لصوص اعترضوا سبيله عند موقف الحافلات. ولم تكن المدينة القديمة بأحسن حال من باقي المناطق الأخرى، حيث سجلت جريمة ذهب ضحيتها شاب في مقتبل العمر في بحر الأسبوع الماضي. وحسب معارف الضحية، فإن هذا الأخير دخل في خلاف تافه مع الجاني بساحة باب مراكش تطور إلى تشابك بالأيدي وجه خلاله الجاني طعنات غادرة للضحية الذي لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه في المستشفى. وأفادت ساكنة بالمنطقة، بأن عددا من المواطنين صاروا، على الأقل في رمضان، يتحاشون الدخول إلى هذه الرقعة من تراب عمالة سيدي بليوط، خوفا من التعرض لأي مكروه، مضيفة أن لصوصا يتربصون بالمواطنين بساحة باب مراكش والدروب المتفرعة عنها، خصوصا عند اقتراب موعد الإفطار وهي الفترة التي يكثر فيها الازدحام ويسهل فيها على اللصوص استغفال الضحايا ونشلهم، كما وقع مؤخرا لسيدة سرقت منها محفظتها تحوي وثائق مهمة عند مدخل سوق باب مراكش. ولم تسلم الحافلات العمومية من بأس هذه الظاهرة الإجرامية التي ارتفعت وتيرتها في رمضان، حيث يواجه ركاب الحافلات يوميا كثرة اللصوص سواء عند المواقف والمحطات الإجبارية أو داخل الحافلات نفسها، حيث تعرض عدد من الركاب للنشل من طرف لصوص يتقنون السرقة في الازدحام ويكثفون من عملياتهم خلال هذا الشهر الكريم، نموذج ذلك ما تعرض له شيخ في العقد السابع من العمر، في اليوم الأول من رمضان، لما هم بركوب الحافلة رقم 29 عند نهاية الخط في وسط المدينة، حيث نشل لصوص محفظة نقوده ولم يجد بعدها ما يسدد به ثمن تذكرة الركوب.. وقال مصدر حسن الإطلاع، إنه رغم المجهودات التي تقوم بها فرق الصقور لمنع وقوع الجريمة بمختلف أنواعها، عن طريق تجوالهم على مدار الساعة بمختلف أنحاء المدينة والنقط السوداء بالخصوص، إضافة إلى دوريات الشرطة التي تجوب الشوارع والمجهودات التي تقوم بها الفرق المتنقلة للشرطة القضائية، إلا أن ذلك غير كاف، على اعتبار شساعة الرقع الجغرافية للقطاعات المشكلة لتراب ولاية الدارالبيضاء، من جهة، وقلة الموارد البشرية والوسائل اللوجستيكية من جهة أخرى،وهو ما يفسر تضاعف وتيرة السرقات واعتراض السبيل في العاصمة الاقتصادية.