افتتح الملتقى الدولي للفنون التشكيلية في قاعة قصر البديع في مراكش الحمراء يوم 23 ديسمبر واستمر لغاية 25 من الشهر نفسه, وقد تضمن مشاركات مختلفة من دول أوروبية وعربية وأسيوية، مشكلاً تلاقحاً فنياً جديداً مهماً بين فنون تلك البلدان المتمثلة بأعمال فنانينها المتنوعة, وقد حضر الافتتاح شخصيات مهمة لوزراة الثقافة المغربية، والسفير المغربي في سويسرا، وممثل السفارة السعودية بالرباط الاستاذ ناصح العتيبي مسؤول الشؤون الاعلامية بالاضافة الى كتاب وشعراء وشخصيات أخرى تهتم بعالم الفن والثقافة والأدب . وقد شهد حفل الافتتاح لحظات جميلة فنية راقصة, قدمت من خلال عروض فرقة شعبية تمثل الفولكلور المغربي، وكان حشداً غفيراً من الحضور قد ساهم في افتتاح هذا المهرجان الفني. بعد ذلك توالت كلمات السادة المختصين والمنظمين للبرنامج الاحتفالي، حيث تكلم الدكتور محمد ايت لعميم عن المناحي المهمة في النقد التشكيلي، وعلاقته بالأجناس الإبداعية المتعددة، وكيف خطت وكتبت التجارب التشكيلية، بالإضافة إلى كلمة السيد محمد البندوري رئيس اللجنة المنظمة التي أفاض من خلالها بالشرح عن أهمية هذا اللقاء بين الفنانين من مختلف دول العالم، كما أضاف السيد نور الدين بازين عن أهمية تلك المشاريع الفنية التشكيلية الجديدة التي لابد وأن تاخذ بعين الاعتبار الأهمية الثقافة وارتباطها بالحياة اليومية . وقد شهد الحفل الافتتاحي تكريم الفنان السعودي المميز أحمد حسين الغامدي،الذي قدم تجربة نوعية في عالم التجريد تمثلت بأعماله الفنية في هذا الملتقى، بالإضافة إلى تكريم الفنان العراقي المبدع فائق العبودي لجهوده الحثيثة على إنجاح هذا الملتقى الفني .وباعتباره مديراً لفضاء الشرق التي تقدم جهودا واضحة لخدمة الفن والأدب، من خلال تقديم الفنانين والأدباء في عروض بصرية إبداعية، ومن خلال المناسبات والتجمعات الثقافية التي تقام في موقع فضاء الشرق. ثم جرت بعد ذلك ندوة نقدية تحدث فيها العديد من الكتاب والنقاد المهتمين بهذا المجال، تناولت العلاقة بين اللوحة والسياسة والرواية والشعر والتصميم الى آخره، من اسقاطات فنية على الواقد التشكيلي وعلاقاته بمناحي الحياة وفنونها، وكانت هناك قراءات فنية من قبل المتخصصين لمجموعة من اللوحات التي عرضت في أروقة المعرض جمعت في كتاب مطبوع جماعي أصدره الملتقى، ويضم مجموعة من المهتمين بهذا المجال، وقد ركزت النصوص في الكتاب على الحركة التشكيلية المغربية والعربية، ومنهم الدكتورمحمد ايت لعميم, الفنان العراقي المغترب منذ 35 عاماً، طه سبع، و نور الدين بازين,عمر العسري , محمد البندوري, وأنيس الرافعي . وقد قدم للندوة النقدية الأستاذ عبد العزيز آيت بنصالح الذي أدهشنا بطريقته في إدارة الحوارات مع المتخصصين بصوته الملائكي العذب، وهو يقدم صوراً شعرية حوارية بالغة الجمال, بالنسبة لي أول مرة أشاهد تقديماً ساحراً كهذا . الملاحظ أن الأعمال التي جاءت للملتقى تمثل تجربة جديدة، وخطوة مهمة نحو الانفتاح على معرفة تجارب الاخرين في البلدان المشتركة . ومن المشاركين في هذا الملتقى الفني من المغرب: محمد البندوري ,لحسن فرساوي ,عبد الغني ويدة ,احمد بنسماعيل، وأحمد بليلي, مريم الشرايبي, العربي لشهب, ومن السعودية: نجلاء فلمبان, حنان باحمدان, أحمد حسين الغامدي,أحمد الاحمدي, هشام بنجابي, ومن الكويت: الفنانة نوال العجمي, ومن العراق: الفنان التشكيلي فائق العبودي, خوشي شوقي, طه سبع, ياسين عطية, ومن سوريا الفنانة التشكيلية سوزان ياسين ، كذلك من سويسرا: ماري ماكين، وباتريسيا بورديت, بالاضافة الى مجموعة من الفنان من كوريا الجنوبية دونغاشا, هايجولي, مينجولي, يونك موجوي, وكيونغيونغ سونك . كان الجمهور له حضور جميل وهو يتابع هذه النشاطات بشكل متميز . بعد ذلك كانت هناك قراءات شعرية مختلفة تمثلت بالشاعر المغربي الكبير السيد زويرخ الذي قرأ بعضاً من قصائده و ثم قرأت الشاعرة الطبيبة المبدعة فاتحه مريشد نصوصاً من الغزل الجميل أثارت بها شجون الحضور، و بعدها قرأ الشاعر نورالدين بازين نصاً من أشعاره, ومن ثم من العراق كاتب هذه السطور نعمة السوداني حيث قرأ من ديوانه أبجدية النهر, ليختتم حفل الافتتاح به في تلك الليلة .