عندما نتحدّث عن الأغنية أو الموسيقى المغربية عمومًا، لا يكتمل الحديث من دون التوقف مليًّا عند الموسيقار مولاي أحمد العلوي ومسيرة نصف قرن من الإنتاج المُثابر، الغنيّ والمتنوع، الذي قد نتفق او قد نختلف فيه أو عليه، لكن لا يُمكن أن نتغافل عن هذا الحضور الذي يضجّ بعنغوانه، ويصرخ بأناقته وسموه. الموسيقار مولاي أحمد العلوي تاريخ فني استثنائي ومشوار من الزخم الجمالي الروحي الإبداعي المغربي الاصيل. فنان في جميع الحانه وأغانية العاطفية والحماسية والوطنية والدينية شكل متفرد متجدد ومتميز بإشتغالاته وعطائه النوعي ومنهاج قوالب جمله اللحنية وتراكيب نغماته الموسيقية المختلفة التي لاتشبه احد من قبله أومن جاءوا من بعده من الفنانين في براعته وتجلياته وفذاذته الموسيقية التي ضلت موسومة بالرشاقة والحركة والتنويع والأرتام المتنوعة بتمازج المقامات العربية والترانيم والانظام المغربية. بفنه البديع الرفيع والراقي رسم مولاي أحمد العلوي أجمل لوحه بإسمه على وجوه المغاربة و في قلوبهم بألحانه التي تسعد الخواطر المكسورة المتعبة والمكلومة. وتدغدغ الوحدان والاحاسيس، هي ابداعات تحقق حولها إجماع وعشق المغاربة، من قبيل ا "يا ذاك الإنسان" و"بين العمارات" و"محبوبي" للفنان عبد الهادي بلخياط، "كون جيد" و"أمري لله" للفنانة نعيمة سميح، و"ما زال الحال" للفنان الراحل محمود الإدريسي، و"سؤال الليل" للفنانة سميرة بنسعيد، و"اليوم الأول" للفنانة ليلى غفران... وغيرها من القطع الخالدة. في حفل تكريمه خلال الدورة الرابعة من المهرجان الوطني للموسيقى والتربية الذي نظمته الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكشآسفي خلال يومي 28 و29 ابريل بدا متأثرا بالاستقبال الذي خصص له و حفاوة الجضور الحاشد الذين غصت بهم جنبات قاعة العرض. قبل أن يصعد على الخشبة مطرباً الحاضرين و عازفاً على العود مرفوقا بالمبدع المراكشي خالد بدوي بأغنية امحبوبي في انسجام جميل مع الحاضرين، الذين شاركوه الغناء . حقيقة كانت لحظة اعتراف وامتنان و، تكريم لمؤلف موسيقى شرف الطرب المغربي على امتداد عقود و بصم مشوارا حافلا بالنجاحات يمتد لأزيد من نصف قرن من الزمن، سخر من خلاله جهده وتركيزه في خدمة الموروث الفني المغربي وارتبط اسمه بأشهر الأعمال الغنائية المغربية الخالدة.