أحيى المعلم الكناوي "حسن حكمون" ومجموعته مساء أول أمس السبت 23 فبراير، حفلة ألهبت حماس الحضور في مدرج المتحف المرموق لفلاور بجامعة كاليفورنيا ولوس أنجلس٬ من خلال باقة من الأعمال الفنية المتميزة وذلك خلال تظاهرة نظمت في إطار التبادل الثقافي بين المغرب والولاياتالمتحدة. وخلال هذه الأمسية أبدع الفنان حكمون ٬ الذي نهل من التقاليد الكناوية التقليدية في مسقط رأسه مراكش قبل أن ينفتح منذ استقراره في نيويورك سنة 1987 على أنماط موسيقية شعبية أمريكية كالجاز والموسيقى العالمية والكلاسيكية الجديدة المعاصرة ٬ من خلال تقديمه لأغاني لالة ميمونة وسيدي موسى مرورا بهادية. وقد دفعه بحثه المستمر للعالمية إلى التعاون مع فنانين مرموقين من قبيل بيتر غابرييل٬ ودون شيري أو الرباعي كرونوس ٬ مما مكنه من أن يصبح من بين أكثر الفنانين الذين تستضيفهم المهرجانات العالمية الشهيرة في الولاياتالمتحدة والمكسيك والمغرب مرورا باليابان. كما وضع حكمون موسيقى عدد من الأفلام العالمية من قبيل "موعد في سمرقند" لتيم بردويل ٬ و"ماضي وحاضر جامع الفنا" لستيف مونتغومري والفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان "فوت ستيب اين افريكا" (آثار خطوات في افريقيا). كما يعتبر حكمون فنانا متعدد المواهب إذ ظهر في العديد من الأفلام كممثل وراقص وموسيقي مثل "الغابة 2 الغابة" من ديزني في عام 1997 و"رولربال" لجون ميك تيمان سنة 2002. وفي كلمة ألقيت خلال افتتاح الحفل٬ الذي نظم بمناسبة الزيارة التي قام بها أندريه أزولاي مستشار جلالة الملك إلى لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو من أجل تقديم سلسلة من المحاضرات في جامعات كاليفورنيا ولوس أنجلس وبيركلي٬ قال كمال الودغيري٬ الرئيس المؤسس للمركز الثقافي المغربي الأمريكي في لوس انجلس٬ ان موسيقى كناوة هي واحدة من أكثر الأعمال الفنية أصالة وشعبية التي تمتح من التراث الموسيقي المغربي الغني٬ والتي تشكل بوثقة انصهرت فيها التأثيرات التي عرفها التاريخ المغربي العريق. وأضاف الودغيري أن "هذا النوع من الموسيقى هو بمثابة ترتيلة تعكس هذا التنوع الذي يشكل الطابع المميز للمغرب في محيطه الإقليمي٬ المغرب الذي يؤمن٬ تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ بتميزه الذي تنصهر فيه جميع الأبعاد الروحية وروافد هويته الوطنية٬ وبدوره التاريخي المنتج للثروة الثقافية ". وفي تصريح للصحافة أبرزت كاثرين غلوك عضو اللجنة التنفيذية للمركز الثقافي المغربي الأمريكي في لوس انجليس٬ شغف الأمريكيين بالتنوع الفني والثقافي للمغرب٬ البلد الذي "يشكل نموذجا للتثاقف٬ والعيش المشترك في انسجام مع تاريخ عريق مفعم بالدروس في الحاضر والمستقبل".