يشكل المركز الثقافي المغربي الأمريكي بلوس أنجلس، الذي أسسه سنة 2005 كمال الودغيري العالم المغربي بوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، جسرا حضاريا بين المغرب والولايات المتحدة يتوخى تحقيق التواصل والاحتفاء بثقافة البلدين. وتتجسد أهداف المركز في البرامج التي يسطرها، ومنها عزمه مشاركة مركز دراسات الشرق الأدنى التابع لجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلس، في تصوير فيلم قصير بعنوان "المعلم المغربي"، لتعليم التلامذة الأمريكيين اللغة العربية باللهجة المغربية عن طريق الإنترنت، من خلال تسجيل 12 درسا من دروس اللغة باللهجة المغربية. كما يروم المركز من خلال البرامج الأكاديمية والموسيقية والفنية التي ينظمها إظهار أوجه الشبه الثقافي للجمهور، ومنها هذا الفيلم القصير الذي يسعى إلى إثارة الشباب الأمريكي الحالم بالعمل في أفريقيا، وتمكينه من الأدوات والآليات التي تساعده على النجاح. وقد سبق للمركز أن تعاون العام الماضي مع مركز لوس أنجلوس للدراسات الأفريقية التابع لجامعة كاليفورنيا في إرسال 15 مدرسا بالابتدائي في بعثة إلى المغرب لخمسة أسابيع، أمضوا كل أسبوع منها بإحدى مناطق المملكة، وذلك لتوسيع معارفهم بثقافة ولغة وتاريخ المغرب، وتضمين مشاهداتهم ومعارفهم دروسا يعدونها حول الموضوع. وكان كمال الودغيري قد عمل سنة 2008 مديرا فنيا للبرنامج الموسيقي الراقص "فاس: ملكة المدن"، الذي نظمه المركز الثقافي المغربي الأمريكي بلوس أنجلس، احتفالا بمرور 12 قرنا على تأسيس مدينة فاس العاصمة الروحية والعلمية للمملكة حيث أقدم جامعة في العالم، وشارك في تنشيطه موسيقيون من أوروبا وآسيا وأفريقيا رفقة راقصين عصريين من لوس أنجلوس. يشار إلى أن كمال الودغيري، الذي حط الرحال بالولايات المتحدة وهو ابن الثامنة عشرة من العمر، أسس سنة 2003 منظمة أطلق عليها اسم (بستان الأمل) وتروم زيادة إدراك ومعرفة المعلمين الأفارقة بإمكانية الوصول والحصول على المصادر التعليمية لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، التي تنفق ملايين الدولارات على تطويرها، وتوفرها مجانا للمعلمين. ونظمت منظمة (بستان الأمل) السنة الماضي "أسبوع المغرب للعلوم للعام 2009"، الذي استمر ثلاثة أيام وتصدر نشاطاته متطوعون برعاية وكالة الفضاء الأمريكية والجامعات في ورشة عمل أطلعت المعلمين المغاربة، من خلال مختبر تفاعلي نظمته وجهزته خصيصا لهذا الحدث، على كثير من الدروس الابتكارية في العلوم التي يمكنهم الاستفادة منها وتدريسها في فصولهم. وفي إطار توسيع اتصالها وتواصلها تعتزم منظمة (بستان الأمل) إنشاء مركز علمي بالدار البيضاء يأمه المعلمون من مختلف بلدان أفريقيا للتدرب، مما سيخفف، كما أوضح الودغيري، من أعباء النقل واللوجستيك وتكاليف السفر على المتطوعين الأمريكيين ويوفر عليهم نقل المواد اللازمة إلى بلدان إفريقية مختلفة، ووضعها بالمقابل في مكان يسهل على المشاركين الأفارقة الوصول إليه. كما تسعى منظمة (بستان الأمل)، إلى جانب نشاطاتها في أفريقيا، إلى بث الحماسة والنشاط في الطلاب الأمريكيين للعلوم وفهمها، وذلك من خلال مساعدة مدارس مدينة لوس أنجلوس في الحصول على تمويل برامج العلوم والتكنولوجيا، والعزم على البدء في تدريب المعلمين.