أكد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، أن المغرب تمكن٬ في منطقة تعرف تحولات كبيرة ومسلسلات انتقالية طويلة وأحيانا غير آمنة٬ من تعزيز ريادته التي ترتكز على انسجام ودينامية وشمولية الإصلاحات التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس. وأضاف أزولاي، خلال ندوة نظمها المعهد الدولي لجامعة كاليفورنيا ولوس أنجلوس٬ نهاية الأسبوع الماضي، بلوس أنجلوس٬ حول موضوع "النمو والاستقرار بإفريقيا"، أن "هذه الإصلاحات المترسخة في التوافق الوطني حول مؤسسات المملكة٬ ترتكز وتنهل من الإنصات للمجتمع المدني المغربي وإسهاماته٬ وهو الذي عرف كيف يجد مكانه ضمن النقاش الوطني٬ من خلال غنى وتنوع كافة مكوناته". وأبرز أزولاي٬ خلال هذه الندوة المنظمة بشراكة مع المركز الثقافي المغربي الأمريكي بلوس أنجلوس٬ الذي أسس سنة 2004، من قبل كمال الودغيري أحد علماء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا٬ أنه في مناخ إقليمي غامض المعالم "تجاوز المغرب سقفا حاسما ونموذجيا بفضل دستوره الجديد المصادق عليه، خلال استفتاء فاتح يوليوز 2011، الذي تجدد ديباجته التأكيد على عمق تعددية الهوية المغربية الغنية بروافدها الأمازيغية والعربية والعبرية والأندلسية٬ والحسانية والمتوسطية". وسجل مستشار جلالة الملك، خلال مداخلة تندرج في إطار سلسلة محاضرات بلوس أنجلوس وسان فرانسيسكو٬ أن "هذه الحداثة التي تمت مأسستها٬ تستمد جذورها من تاريخ عريق شاهد على ديفيد ليفي يولي٬ الصويري الأصل٬ الذي اقترح سنة 1848 قرارا بإلغاء العبودية بالولاياتالمتحدة٬ مشيرا إلى أن عضو مجلس الشيوخ ديفيد ليفي يولي كان أول يهودي يتم انتخابه لمجلس الشيوخ في تاريخ الولاياتالمتحدة. واعتبر أنه ينبغي٬ انطلاقا من هذه القراءة المتأنية والكاملة٬ "لتاريخنا تصور المكانة التي يحتلها المغرب في الوقت الراهن بين الأمم"٬ ليستعرض الوضع المتميز لعلاقات المملكة مع الاتحاد الأوروبي ومركزية إفريقيا والشرق الأوسط في "استراتيجيتنا والمكانة التاريخية للولايات المتحدةالأمريكية في مختلف جوانب هذه الاستراتيجية". من جهة أخرى٬ أبرز أزولاي أن الاستقرار السياسي والاقتصادي للمغرب تنعكس٬ سنويا٬ من خلال تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة تبلغ عدة ملايير من الدولارات٬ مما يؤشر على صحة وجاذبية الاقتصاد المغربي بالنسبة للمستثمرين الباحثين عن فضاءات مستقرة تتميز بالنمو وتوفر قيم مضافة. وأشار أزولاي٬ متحدثا أمام ثلة من الأكاديميين ورجال الأعمال٬ أن هذا الاستقرار مكن المغرب٬ الذي تجمعه اتفاقية تبادل حر مع الولاياتالمتحدة٬ من التموقع كأرضية مثلى للولوج للقارة الإفريقية٬ في امتداد طبيعي للعلاقات المميزة للمملكة مع عدة بلدان في هذا الجزء من العالم. وأضاف أن الشركات المغربية المتخصصة في قطاعات الاتصالات والبنوك، والنقل الجوي، وغيرها حاضرة اليوم في عدة بلدان إفريقية، في إطار علاقات يميزها منطق تحقيق الفائدة للطرفين٬ ويطبعها الاحترام المتبادل المرتبط بماض مشترك غني على مستوى المبادلات الثقافية والبشرية. من جانب آخر٬ تطرق أزولاي لغنى المشروع التنموي، الذي يجري تفعيله في الصويرة والقائم على التراث والثقافة والقيم المرتبطة بالآخر والمزيج الروحي والثقافي، الذي تحمله جميع المهرجانات التي تبني الهوية المعاصرة للمدينة. ويرتقب أن يلقي أزولاي٬ الذي أجرى مباحثات مع مسؤولي غرفة التجارة بمنطقة لوس أنجلوس الكبرى٬ أيضا، محاضرات في جامعة بيركلي بمنطقة سان فرانسيسكو. وتوجد جامعتا كاليفورنيا وبيركلي ضمن المراتب العشر الأولى في التصنيف العالمي للجامعات المتقدمة على مستوى البحث في المجالات المبتكرة، التي تحتضن مراكز البحث المتخصصة في العلاقات الدولية الأكثر احتراما في الولاياتالمتحدة.(و م ع)