في الوقت الذي تدعو الحكومة المسؤولين على جميع القطاعات و منها قطاع الصحة الى فتح قنوات التواصل مع الفرقاء الاجتماعيين، بهدف وضع تصورات مشتركة للمشاكل التي يعرفها القطاع ، تسير ادارة المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس مراكش عكس هذا التوجه ، و هو ما أثبته تعامل هذه ادارة مع مجموعة من النقابات التي طلبت لقاء الادارة للتداول في عدد من المشاكل التي تعرفها هذه المؤسسة ،الا ان الادارة اختارت غلق باب الحوار دون مبررات تذكر، وفق أكدته مصادر نقابية. واضافت المصادر ، ان تدني الخدمات المقدمة للمواطنين و المواطنات في هذه المؤسسة، راجع الى ضعف الإدارة و عدم قدرتها على ضبط الأمور و القطع مع مجموعة من الممارسات التي اصبحت تعيشها المستشفيات التابعة لها من فوضى و تسيير عشوائي لمجموعة من المصالح الاستشفائية، في غياب تام لمراقبة الإدارة بعدما فقدت التحكم في سير هذه المستشفيات. ولطالما كان هناك سؤال يطرح وفق المصادر ذاتها ، وهو من يسر المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس مراكش ؟ حيث اصبح يتضح للعيان ان العشوائية هي السمة الابرز في هذه المؤسسة ، فالإدارة لم تعد قادرة حتى على تنزيل البرامج و التصورات المتعلقة بالقطاع ، بإلاضافة الى عدم قدرتها على ضبط السير العادي للمصالح الاستشفائية و تطبيق القانون. و يبدو ان انحياز الادارة العامة للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس مراكش الى جهة معينة و محاولة محو الاصوات النقابية الاخرى كلها امور جعلت المركز الاستشفائي ساحة معركة يؤدي المريض ثمن فشل الإدارة، في خلق توازن من شأنه تحسين ظروف الاشتغال، عوض الدفع بمزيد من الاحتقان الذي لا محال سيؤدي الى نتائج كارثية على المؤسسة، في ظل الاصلاحات الهيكلية المراد تنزيلها على القطاع ،فهل تستطيع ادارة المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس مراكش مسايرة تنزيل الورش الملكي المجتمعي المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية ؟ في ظل هذه الأوضاع. وتدل المؤشرات وفق مصادر نقابية، على فقدان بوصلة فرض سيطرة الادارة العامة على المستشفيات التابعة لها ، و لعل المشاكل اليومية التي اصبحت تعرفها مجموعة من المصالح المهمة كمستعجلات الرازي و اغلاق مستعجلات ابن طفيل و فضيحة الترميم و الهدم و عدم مباشرة اشغال الهدم الى حدود الساعة ، كلها امور توضح بالملموس ان الادارة العامة في واد و المستشفيات التابعة لها في واد اخر. وقد عبرت مجموعة من الهيئات النقابية عن أسفها الشديد للوضعية الكارثية التي اصبح يعرفها المركز الاستشفائي في ظل تعنت ادارة CHU في فتح باب الحوار امام هذه النقابات ، و إتباعها لإملاءات جهات معينة لإقصاء هذه الهيئات من المشهد العام للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس مراكش ، مشيرة ان واقع الحال اليوم ينذر بانفجار الأوضاع الداخلية للمؤسسة في ظل عدم تدخل السلطات المعنية لانقاذ ما يمكن إنقاذه و إعادة ضبط الأمور كما يجب.