معطيات كثيرة تم تقديمها اليوم الأربعاء، في الندوة الصحفية، التي عقدها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، حول أحداث السياج الحدودي لمليلية، والتي أسفرت عن وفاة 23 شخصا، وإصابة ما يقرب من 217 شخصا، ضمنهم مهاجرون وأفراد قوات عمومية. وقالت أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وهي تقدم الخلاصات البارزة لتقرير اللجنة الاستطلاعية التي أوفدها المجلس لعين المكان بعد الأحداث، إن اللجنة لم تتمكن من التأكد من مصدر الإصابات بين احتمال السقوط وبين الرفس والدهس بين المهاجرين، وبين الاحتمال غير المتناسب للقوة من قبل القوات العمومية. لكن المجلس الوطني لحقوق الإنسان اعتبر أن المواجهات غير المسبوقة بالمعبر تسائل شريكين أساسيين، الشراكة المغربية الأوربية، وهو ما يدعو إلى اعتماد مقاربة تشاركية بخصوص معالجة قضية توافد المهاجرين على المنطقة. وقالت أمينة بوعياش إن الوفيات ترمز إلى المعاناة الحقيقية لهؤلاء المهاجرين وتنم عن فقدان الأمل، وسجلت أيضا بأنه لا يجب أن يذهب فقدان الأمل، دون التقدم في إيجاد ظروف عيش كريمة للمهاجرين. ونوه منسق اللجنة محمد العمارتي، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الشرق، بتفاعل كل الأطراف الأساسية التي تم الإتصال بها، ومنها السلطات المحلية والسلطات الصحية، والأطقم الطبية، والمسؤولين القضائيين، وممثلي الجمعيات التي تعمل في مجال الهجرة بالناظور منذ سنوات. وقال إن الإفادات التي تم جمعها كانت مفيدة لفهم خصوصية الهجرة بالإقليم، وخصوصا ما وقع في 24 يونيو الماضي. وقامت اللجنة بمجموعة من المعاينات، حيث زارت أجنحة المستشفى في الناظور، وحاورت البعض من المصابين. كما حاورت الطاقم الطبي، وأيضا المصابين من القوات العمومية. وتم الوقوف على جثث المتوفين في مستودع الأموات، وبعد ذلك تنقلت اللجنة إلى المقبرة سيدي سالم بالناظور، بعد أخبار تفيد وجود عمليات حفر لجثث. وأكد رئيس اللجنة بأنه تم الوقوف على أنه لم يتم دفن أي جثث من المتوفين. وقامت اللجنة أيضا بمعاينة الحي الصيني، وهو المكان الذي وقعت فيه الأحداث الرئيسية، وهو معبر مغلق منذ 2018، وهو مخصص عادة في السابق للتهريب المعيشي، وتعرض المعبر لاقتحام في هذا التاريخ. وعاينت اللجنة الطريق التي سلكها المهاجرون من مكان تجمعهم في أعلى جبل يطل على المعبر، وتبعد عنه بحوالي 20 كيلومترا، حيث انطلق المهاجرون من الصباح الباكر، واستغرق الأمر ساعتين، قبل أن يتفرقوا إلى مجموعتين، فريق توجه إلى المعبر ومحاولة كسر أبوابه، والدخول إلى الباحة، وفريق آخر تسلق السياج وحاول القفز إلى الجانب الآخر. وأورد رئيس العمارتي بأن اللجنة تمكنت من فهم سياق وقوع هذه الأحداث، موردا بأن هناك وقائع سبقت هذه الأحداث، فقد سبق أن كانت هناك مواجهة بين المهاجرين والقوات العمومية. وأشار إلى أن المهاجرون كانوا محملين بعصي وسكاكين حادة وتم رشق القوات العمومية بالحجارة. وقال إن هناك حدة استعمال العنف، من حيث الكثرة. أما التوقيت الذي حصلت فيه هذه الوقائع، فالأمر يتعلق بواضحة النهار. وناهز عدد المهاجرين الذين شاركوا في هذه العملية ألفين شخص.