افتتحت، مساء اليوم الجمعة، بمراكش، فعاليات الدورة 51 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، بتنظيم استعراض جماعي غني بالألوان للفرق الفلكلورية، المشاركة في هذه التظاهرة، المنظمة إلى غاية خامس يوليوز الجاري. وانطلقت في أجواء احتفالية وبهيجة، هذه الفرق من ساحة الحارثي باتجاه قصر البديع، الذي يحتضن العرض الرئيسي للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، وذلك تحت تصفيقات جمهور غفير تواق لاستئناف الأنشطة الثقافية بالمدينة الحمراء. وهكذا، جابت الفرق المشاركة، تحت أنظار جمهور من المعجبين، الشوارع الرئيسية لحي جليز، مرورا بقصر البلدية، ثم مجمع الصناعة التقليدية، فصومعة الكتبية، وساحة جامع الفنا الشهيرة، قبل الوصول إلى قصر البديع التاريخي. وحول هذا الاستعراض الاحتفالي شوارع المدينة الحمراء إلى فضاء لحفل ضخم من الموسيقى والفلكلور، والذي شكل مناسبة لتجديد الصلة مع فن أصيل، يعكس المغرب المتعدد، الموحد والمتضامن. وحرص منظمو المهرجان على أن يكون هذا الاستعراض كرنفالا حقيقيا، امتزج خلاله الفنانون والفرق الفلكلورية مع الجمهور العريض للتغني بالسلام والحوار بين الثقافات والانفتاح على الآخر. وعلى طول المسار الذي مر منه، جذب هذا الكرنفال الضخم الجمهور الذي اصطف على جنبات الطريق، بما يعكسه من أصالة وتنوع ثقافي لجهات المملكة ال12. وقال رئيس المهرجان الوطني للفنون الشعبية، محمد الكنيدري، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الدورة 51 ستكون استثنائية، على اعتبار أنها تعطي انطلاقة جديدة للمهرجان، عقب توقفه جراء الانعكاسات السلبية لجائحة (كوفيد- 19). وأضاف أن هذه الدورة تستقبل حوالي 650 فنانا و53 فرقة، 34 منها ستقدم عروضها بقصر البديع، بينما ستنشط 19 الأخرى مختلف الفضاءات بالمدينة الحمراء، (حديقة الحارثي، جامع الفنا، والمسرح الملكي)، قصد تقريب الفنون الشعبية من أكبر عدد من الجماهير . من جهته، قال الفنان حسن هموش، المكلف بإخراج عروض المهرجان، في تصريح مماثل، إن هذه التظاهرة تعود بقوة بعد سنتين على توقف الأنشطة الثقافية، بسبب الجائحة، مشيرا إلى أن الإخراج يروم، هذه السنة، إبراز هذا التنوع وهذا الغنى الثقافي، الذي يتميز به المغرب. ويهدف المهرجان الوطني للفنون الشعبية، المقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والاتصال (قطاع الثقافة)، بشراكة مع جمعية الأطلس الكبير بمراكش، الحفاظ وتثمين الفنون الشعبية للمملكة، والتي تمثل ثروة حقيقية بالنسبة لأجيال الحاضر والمستقبل. وكما جرت العادة، حرص منظمو المهرجان الوطني للفنون الشعبية على المحافظة على روح المهرجان، وذلك من خلال توجيه الدعوة لفرق للفنون الشعبية من بلدان أخرى، من أجل تقديم ثقافتها وفولكلورها. وبالإضافة إلى إسبانيا ضيفة شرف المهرجان الوطني للفنون الشعبية، ستتميز دورة سنة 2022 بمشاركة فرق قادمة من أوروبا (جورجيا)، وأمريكا اللاتينية، وآسيا (الصين والهند)، وإفريقيا، مما يجسد انفتاح هذه التظاهرة الثقافية على الجانب الدولي. وسيحتضن قصر البديع التاريخي، كل مساء، العرض الرئيسي، فيما سيتم، طيلة أيام المهرجان، تقديم عروض فنية موازية بساحتي جامع الفناء، والحارثي، وكذا في المسرح الملكي بالمدينة الحمراء. يذكر أن المهرجان الوطني للفنون الشعبية، الذي يعد أقدم مهرجان بالمملكة، أعلن من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) كأحد روائع التراث الشفهي اللامادي للإنسانية منذ ال4 من يوليوز سنة 2005.