المغرب شجرة غصونها في أوربا وجذورها في إفريقيا هي كلمة مأثورة للملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله تضمنتها إحدى خطبه، وهي تؤشر على أن المكون الإفريقي ظلّ دائما حاضرا في الشخصية والهوية المغربية. وتوضح مجموعة من المؤشرات أن أشكال التعاون المغربي- الإفريقي في مختلف الميادين و المستويات آخذة في التطور والتوسع ، بل ان المغرب تمكن من بلورة نموذج فريد وأصيل وملموس للتعاون مع عدد من الدول الافريقية ، مكن ليس فقط من تعزيز مجالات التعاون التقليدية ، كالتعليم والتكوين والدعم التقني ، وإنما طورها لتشمل ميادين جديدة. و ارتباطا بهذا التوجه ، وفي إطار الاستراتيجية التي توليها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، لتعزيز التعاون في مجال التربية والتعليم على المستويات الدولية الثنائية ومتعددة الأطراف، استقبل احمد الكريمي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش ٱسفي، الاربعاء 13 ابريل بمقر الاكاديمية، وفدا يضم مجموعة من المسؤولين من وزارة التربية الوطنية بجمهورية السينغال. وتأتي زيارة الوفد السينغالي الى مراكش ، استكمالا للزيارة التي قام بها هذا الوفد ، إلى المغرب خلال الفترة الممتدة من 27 مارس إلى 01 أبريل 2022 ، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التربية والتكوين ، وايضا بهدف الاستفادة من التجربة المغربية في مجال التعليم ، و للاطلاع على المقاربات المعتمدة في تسيير ثانويات التميز واستلهام النماذج الفضلى في تدبيرها، خاصة تلك التي لها صلة بتدريس مادة الرياضيات والمواد العلمية بصفة خاصة. وقد شكل هذا اللقاء مناسبة، ابرز من خلالها، المسؤول الجهوي عن الشأن التربوي بمراكش، سياسة الوزارة في مجال الارتقاء بالمنظومة التعليمية وتطويرها، مستحضرا إحداث الاكاديميات الجهوية للتربية والتكوين كواجهة للجهوية المتقدمة ، على مستوى التربية والتكوين،و الافاق التي تفتحها ، والامكانات التي تتيحها، والمتزامنة مع تفعيل الرؤية الاستراتيجية المعتمدة على الانصاف وتكافؤ الفرص والجودة والارتقاء، فضلا عن الكفاءات التدبيرية والخبرة الميدانية، والامكانات المرصودة كلها عوامل ساهمت في وضع أسس نهضة تربوية رائدة. وعلى هامش هذه اللقاء، شد الوفد التربوي السينغالي بعد زوال نفس اليوم، الرحال إلى إقليم الرحامنة، في زيارة ميدانية لثانوية التميز المتواجدة بابن جرير ، حيث اطلعهم المسؤول عن هذه المؤسسة، على كل الحيثيات المرتبطة بالتنظيم الإداري والتربوي للمؤسسة والمقومات الأساسية التي ترتكز عليها هذه التجربة المتميزة في إرساء مدرسة الجودة وحفز التميز. وفي ختام هذه الزيارة، أشاد رئيس الوفد السينغالي، بالمستوى المتميز الذي وصل اليه النظام التعليمي المغربي، والانجزازات التطويرية التي حققها، متطلعا الى الاستفادة من الخبرات التي رصدها و الوفد المرفق له, كما أبدى ذات المسؤول ارتياحه الكبير للأجواء الإيجابية التي مرت فيها هذه الزيارة ، وكذلك لحفاوة الاستقبال الذي لقيه من طرف المسؤولين عن الشأن التربوي بجهة مراكشآسفي، وهي تعكس يضيف المسؤول عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين المغربي والسينغالي.