طفى إسم فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وعمدة مدينة مراكش بقوة خلال سنة 2021، بعد انتخابات 8 شتنبر، خاصة خلال فترة التشاور الحكومي بين رئيس الحكومة والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة. واستطاعت فاطمة الزهراء المنصوري، كتابة مسارها بقلم من ذهب، كأول امرأة تترأس جماعة مراكش، قبل أن تعزز هذا المسار بتقلدها منصب وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، لتنضاف إلى إلى قائمة النساء اللواتي استطعن شق طريقهن بأنفسهن وفرض ذواتهن. وعلاوة على التحديات التي ستواجهها المنصوري في رئاسة واحدة من أبر الوزارات التي تعاني من مشاكل، فإن عمدة المدينة الحمراء، عاقدة العزم على تغيير ملامح مجموعة من الادارات بمراكش، وهو ما يظهر جليا في الحركية التي تقودها منذ تقلدها منصب العمدة، حيث تقوم بزيارات ميدانية لعدد من المشاريع الصغيرة والكبيرة، وكذلك عقد مجموعة من الاجتماعات الماراطونية مع مختلف المتدخلين والمسؤولين بمختلف مناصبهم، وكذا ممثلي المجتمع المدني والمواطنين، وهي حركية ودينامية سيكون لها لا محالة نتائج ايجابية على المدينة. ويمكن اعتبار المنصوري، من أقوى النساء اللواتي لهن قدرة على مواجهة الفساد، والقيام بالإصلاح من موقعها، وهو ما بدأت بوادره من خلال فتحها لملفات حساسة داخل الوزارة، وتوبيخها لمجموعة من مدراء الوكالات الحضرية بسبب تأخر بعض المشاريع وأيضا بسبب اختلالات تدبيرية. وتعتبر فاطمة الزهراء المنصوري، التي تنحدر من سلالة عريقة بمراكش، حيث كان والدها باشا المدينة الحمراء، ثاني امرأة تشغل منصب عمدة (رئيسة الجماعة الحضرية) في المغرب منذ سنة 2009. ونشأت المنصوري المزدادة سنة 1976 بمراكش، في وسط سياسي مكنها من الاستفادة من تجربة والدها في تسيير الشأن المحلي، فضلا عن تكوينها القانوني والاقتصادي الوطني والدولي، وهي تجربة تسعى من خلالها فاطمة الزهراء وضعها رهن إشارة مدينة مراكش لتعزيز إشعاعها العالمي. وتابعت المنصوري دراستها العليا بجامعة محمد الخامس حيث نالت الإجازة في القانون الخاص (جامعة محمد الخامس)، كما حصلت على شهادة ديبلوم الدراسات المعمقة DEA في قانون الأعمال من جامعة مونبلييه بفرنسا وشهادة في قانون الأعمال الأنجلوساكسوني بجامعة نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية. وتوجت المنصوري الملقبة ب"مهندسة" حزب الأصالة والمعاصرة بألقاب كثيرة، كما اختيرت كأقوى امرأة قيادية شابة في القارة الإفريقية تأثيرا ونفوذا، كما جاء في مجلس "فوربيس" الأمريكية.