عبد الرحيم واعمر يشيد بالمبادرة ويتوعد بهدم الأكواخ التي كان يقيم بها النزلاء تواصل وزارة الصحة العمومية، ترحيل نزلاء بويا عمر، حيث باشر الدكتور خالد الزنجاري المدير الجهوي لوزارة الصحة العمومية بمراكش، طيلة يوم الخميس 11 يونيو الجاري، عملية " الكرامة " القاضية بترحيل نزلاء ضريح بويا عمر بإقليم السراغنة، تحت إشراف الكاتب العام لوزارة الصحة والمفتش العام بها وبحضور العديد من المدراء المركزيين بالوزارة ذاتها، بمساعدة السلطات المحلية ومختلف المكونات الأمنية بالإقليم . قبل أن يحل الحسين الوردي بداية الأسبوع الجاري لاعطاء الانطلاقة الرسمية للعملية المذكورة، وتعهد وزير الصحة العمومية بالتكفل بالمرضى النفسيين، الذين تم الشروع في ترحيلهم منذ يوم الخميس 11 من الشهر الحالي، والذين بلغ عددهم إلى غاية مساء الأحد حوالي 294 مريضا من أصل 830. كما التزم الوردي بإبقائهم داخل المستشفيات الطبية التي سيتم توسيع طاقتها الاستيعابية، وعدم تسريحهم إلا بعد موافقة أسرهم . وتحدث الوزير عن خلق مصالح مندمجة للتكوين بالعديد من المناطق تزنيت، العروي، الجهة الشرقية وشيشاوة وغيرها، كما تطرق للخصاص الذي كانت تعرفه الوزارة على المستوى البشري حيث لم يتجاوز عدد الأطباء حوالي 196 طبيب، قبل ان تعمل الوزارة على إضافة حوالي100 طبيب مختصا في الأمراض النفسية .
وأكد الوردي أن مبادرة الكرامة تدخل في إطار مخطط وطني سبق أن قدمه أمام صاحب الجلالة بمدينة وجدة يوم 26 يونيو 2013، للتكفل بالأمراض النفسية والعقلية، بما في ذلك إضافة عدد الأسرة، حيث تتوفر الوزارة ألى حدود السنة الفارطة على 2400 سرير، وهو عدد ضئيل جداً، حيث أضافت الوزارة أمثر من خمسين في المائة، وتوفير الأدوية الخاصة بالمرضى النفسانيين على الصعيد الوطني، الذين يعتبر نزلاء بويا عمر جزء يسير منهم، مشيرا إلى إمكانية إنشاء مستشفى للأمراض العقلية بمنطقة السراغنة . وتجدر الإشارة إلى أن رجال الدرك الملكي والقوات المساعدة عملوا على عملية إخلاء بعض المنازل التي كان يقيم بها الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية، ونقلهم إلى المركز الصحي الاجتماعي بالجماعة القروية المذكورة، حيث تم تنظيفهم ومدهم بملابس رياضية، حيث خصصت وزارة الصحة حوالي خمسة وثلاثين طبيبا ومائة واثنان وسبعون ممرضا وممرضة لمرافقة النزلاء الذين كانوا في وضعية جد متدهورة، قبل عرضهم على أنظار لجنة طبية ومنها يتم ترحيلهم إلى مستشفيات متخصصة طبقا لرغبات أسرهم، عبر سيارات الإسعاف التي خصصت منها وزارة الصحة سبعون ناقلة . و يذكر أن عملية الترحيل، لقيت احتجاجا من طرف بعض الأسر وأولياء النزلاء بإيعاز من اللوبي الذي كان يستفيد من العملية التي تتم ظلت لعقود طويلة في شروط لا إنسانية، لكن تواجد عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة بكثافة عمل على محاصرة المحتجين، لتنطلق عملية إخلاء الدفعة الأولى من تلك الدور التي كانت تشكل زنزان بالنسبة للنزلاء . وأفاد مصدر مطلع، أن العديد من النزلاء تم ترحيلهم من طرف الأسر المحتضنة، خارج تراب جماعة بويا عمر، مشيرا إلى أن عدد النزلاء يصل إلى حوالي ثمانمائة شخص تتوزع معاناتهم ما بين الخلل العقلي، أمراض نفسية، الإدمان على المخدرات، والمس الجنوني . وأفاد أحد النزلاء من مدينة وجدة أن أسرته سلمته لإحدى الأسر التي عملت على تكبيله بسلاسل حديدية، وكانت تقدم له طعاما هزيلا، لا يوازي المبلغ المالي الذي كانت تسلمه أسرته والذي حدده في ألف وخمسمائة درهم شهريا. وأوضح النزيل الذي يعاني من الإدمان على المخدرات، والبالغ من العمر حوالي ثلاثة وعشرون سنة، أن بعض الأسر المتحصنة لنزلاء كانت تجبرهم على القيام بأشغال الفلاحة، وتعرضهم للضرب المبرح والتعذيب الجسدي حين تنتابها لحظات وانفعالات هستيرية . ورفض النزيل المذكور والذي كان يبدو كشخص عادي حيث رفض ارتداء البذلة الرياضية، الانتقال إلى أحد المستشفيات للاقتراب من أسرته التي يؤكد أنها تخلت عنه . ويذكر أن عملية الكرامة التي أعلن عنها في وقت سابق الحسين الوردي وزير الصحة العمومية، تهدف إلى إغلاق الأماكن المجاورة للضريح، التي ظل المختلون عقليا والمدمنون على تناول المخدرات يحتجزون داخلها، مكيلين بسلاسل من حديد، حيث أصر الحسين الوردي على ترحيل المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية، ويعيشون ظروفا مزرية، إلى مستشفيات مختصة بمختلف المدن المغربية. وعاينت "كش24″العديد من المرضى حين استقدامهم من المنازل المخصصة لإيوائهم في طروف جد صحية جد سيئة يعانون نقصا حادا في التغذية والنظافة بأضافر طويلة، بعضهم ينتقل أحدية متهالكة والبعض الآخر يرتدي ملابس رثة، جلهم غارق في تفكير عميق، ينتظرون دورهم للتشخيص الأولي عند اللجنة الطبية المكلفة، تحت أنظار مسؤولين من الدرك الملكي والقوات المساعدة، في الوقت الذي حلت لجنة من الأمن الوطني من مدينة قلعة السراغنة لتثبيت هوية بعض النزلاء الذين لا يتوفرون على بطائق التعريف الوطنية . و في الوقت الذي غادر المسؤولون المركزيون لوزارة الصحة العمومية منطقة بويا عمر ظل المدير الجهوي للوزارة والمندوب الإقليمي يتتبعون عملية الترحيل عبر سيارات الإسعاف المرابضة بالقرب من المركز الصحي الاجتماعي . ويذكر أن إحدى نزيلات الضريح المذكور، قد فارقت الحياة أخيرا، في ظروف غامضة، قبل أن يتم نقل جثتها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الاقليمي . وهو الحادث الذي خلف استياء في صفوف مجموعة من الهيئات الحقوقية بالإقليم، راسلت المسؤولين الإقليميين والمركزين من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية في الموضوع وفتح تحقيق نزيهة حول أسباب وملابسات وفاة نزيلة أخرى بضريح بويا عمر. كما وجهت انتقادات كثيرة حول اللامبالاة والتهميش وسوء العناية اللازمة للمصالح المعنية طيلة السنوات الماضية الى أن تفاقم الوضع واصبح على ماهو عليه بمجموع الاماكن المجاورة لضريح بوياعمر. في حين اعتبرت عائلات المرضى المحتجزين ببوياعمر ، والذين رفضوا تنفيذ الخطة المذكورة، أن ترحيل أبنائهم إلى مستشفيات عمومية غير متخصصة في علاج المرضى النفسانيين، لن يحل مشاكلهم ولن يحد من معاناتهم اليومية. وأكدت العائلات، أن ماتتضمنه الخطة يشكل عبئا جديدا على أفراد الأسر ويهدد البعض منهم في الدفع بالمرضى لارتكاب افعال اجرامية خطيرة نظرا للحالات المرضية والاضطرابات النفسية التي يعاني منها جل النزلاء. وطالبت أسر نزلاء ضريح بويا عمر، باتخاذ اجراءات اكثر واقعية ومراعاة اوضاع افراد عائلاتهم عوض تشتيتهم وتوزيعهم على مستشفيات لاتتوفر على الحد الادنى من الشروط المطلوبة لاحتضان ورعاية أبنائهم والاهتمام بصحتهم . ويذكر أن شرفاء زاوية بويا عمر بإقليم السراغنة، تبرؤوا من الأشخاص الذين دأبوا على احتضان النزلاء بدكاكين وأكواخ محيطة بضريح الولي الصالح بويا عمر حفيد الولي الصالح سيدي رحال البودالي، وأكد مقدم زاوية بويا عمر أنهم لا ينتمون للمنطقة، بل هم زوار قدموا من أجل الاستشفاء، حيث اكتروا محلات للإقامة بها، قبل ان يحولوها إلى أمكان لاحتضان زوار بويا عمر من المرضى النفسانيين والمختلين عقليا. وأوضح مقدم الزاوية عن بعض الأسر كانت تستخدم النزلاء في جلب الرمال من الوادي خلال عملية ترميم تلك الأكواخ، وأنهم كانوا يعرضونهم للتعذيب، ولا يعملون على مرافقتهم للضريح، الا حين يحل أفراد أسرهم بعين المكان. في حين أكد عبد الرحيم واعمرو رئيس المجلس الإقليمي للسراغنة على انخراط السلطات المحلية والقضائية في مبادرة الكرامة، لترحيل نزلاء بويا عمر الدين عانوا الويلات داخل أكواخ تفتقد لشروط العيش، مشيرا إلى أن الحل الحذري لاسائصال الظاهرة يتمثل في هدم تلك الأكواخ العشوائية ومراقبة صارمة من طرف السلطات الإدارية .