من المعلوم أن الانسان العادي يخصص ثلث حياته للنوم، الا أن هناك من يتمكن من الاستفادة من النوم خلال النهار للخلود الى الراحة والسكينة ليتجدد نشاطه بعد ذلك وهذا في الايام العادية، لكن يختلف الامر في شهر رمضان حيث يتغير نمط نوم الفرد خلال هذا الشهر الكريم، حيث الكثير من الناس يرتبط شهر رمضان في ذهنه بالسهر ليلا والنوم نهارا، وهذا يأثر بالسلب على جسم الانسان . ومع هذا التغيير الذي يحدث في شهر الصوم في النوم نقترح عليكم بعض القواعد التي عند تطبيقها يتحقق لنا نوم سليم. *احترام إشارة النوم عندما تحل ساعة معينة كالعاشرة أو الحادية عشرة مساء وهذا في الايام العادية،ينتاب المرء-حسب الاشخاص- إحساس خفيف بالتعب ويتجلى عادة في التثاؤب وارتخاء الجسم، وهي اشارات للنوم يجب التعود على الاستجابة لها سواء في الايام العادية او في رمضان، فإن تعود الجسم والدماغ خلال شهر الصيام على عدم المبالاة بهذه الاشارات، فإنها تضعف تدريجيا الى أن يبطل مفعولها ويصعب ادراكها، وبهذه اللامبالاة يتغير نمط نوم الشخص، للذلك يجب على كل شخص احترام إشارة النوم في الشهر الكريم، ولتحقيق هذه الخطوة الأولى، تستعمل أساليب كثيرة ومتنوعة حسب هوايات وميول الاشخاص، وتتمثل في طرق استعمال الضوء والمطالعة في السرير والاسترخاء وغيرها من العادات المساعدة على النوم، وكلها تؤدي الى الاستجابة اللاشعورية، بكيفية أو بأخرى لاشارة النوم . *غرفة نوم خاصة إن الشرط المثالي للنوم المريح هو انفراد كل شخص بغرفة نوم خاصة، يحس فيها بالأمان والطمأنينة للنوم الهادئ،وقد تكون غرفة النوم صغيرة وضيقة لكن الأمر ليس ذا أهمية مادامت تحتوي على سرير أو فراش مريح، ويمكن الاهتمام بلون الجدران لأن للون تأثير على راحة البال وخاصة عند ساعات الاسترخاء. ولهذا يجب تجنب بعض الالوان المثيرة كالأحمر والبرتقالي والألوان الداكنة، وفي المقابل اختيار ألوان مشرقة هادئة كالأخضر الباهت والأزرق الخفيف مثلا، لأنها تدعو الى الاستقرار وتساعد على النوم المريح. *السرير إن سرير النوم هو رفيق المرء طوال ساعات نومه، ولذلك لابد من العناية به من مختلف الجوانب. فيجب اختياره مريحا ومتسعا ليسع الجسم ويمكنه من التمدد والتحرك بحرية، *التهوية من الأفضل ترك النافذة مفتوحة أثناء النوم، إذا استطاع الفرد تحمل برودة الجو ليلا، وخاصة في مرحلة الشباب، لأن الأمر مختلف بالنسبة للمتقدمين في السن، ويجب أن يواظب الشخص على تهوية غرفة نومه لأن بعض الأطباء ينصحون بتنسيم الجسم بالهواء البارد قبل النوم لان انخفاض حرارة الجسم بالنسبة لحرارة الفراش منعش ومسبب للارتخاء وبالتالي يساعد على النوم بسرعة. *التغذية والنوم ينصح الاختصاصيون في الحمية الأشخاص الارقين وذلك بتناول أطعمة خفيف في وجبة المساء، لأن الإكثار في الأكل بالليل يسبب الرعشة أثناء النوم أو رؤية الاحلام المزعجة . *الاستحمام من الأساليب التي تجلب النوم المريح، الاستحمام بالماء الدافئ لإرخاء عضلات الجسم وتهديء جريان الدم في العروق. *الاسترخاء يمكن القيام بتمارين الاسترخاء في السرير عند النوم بعد اطفاء الضوء وفتح النافذة ومنها مثلا: -التمدد ببسط الذراعين والساقين وشد القبضتين ثم ارخائهما مرات متعددة. -إنجاز تمرين الاسترخاء الأساسي وهو التمدد على الظهر مع إرخاء الذراعين وفتح الساقين مع اخراج طرف القدمين، ثم محاولة إرخاء كل عضلة على حدة وتركيز الذهن على ثقل الجسم، مما يوهم بأن الجسم ينغرز تدريجيا في الفراش. *وضعية النوم المريحة إن الأمر لايتعلق هنا بالوضعية التي يكون عليها المرء أثناء شروعه في النوم لأنه لا يلبث أن يغيرها أثناء النوم، فالجسم يميل الى الوضعية التي تريحه بكيفية تلقائية، وقد يتغير وضع النائم ثلاثين مرة في الليلة الواحدة. وما يهمنا هنا هو بعض الأوضاع التي ينصح بها الأطباء بالنسبة لبعض الحالات الخاصة: -فبالنسبة للمصابين بضعف القلب، يمكن التمدد على الجانب الأيمن مع ثني الركبتين، وبالنسبة للأشخاص المصابين في العمود الفقري يمكنهم النوم على الظهر فوق فراش صلب وبدون وسادة، وبالنسبة لحالات ثقل الساقين يمكن وضع مسند تحت الركبتين أو تحت القدمين. *مدة النوم ليست هناك قاعدة مطلقة بشأن عدد الساعات اللازم نومها، لأن الأمر يختلف من شخص لآخر حسب التكوين الجسمي والنفسي والعادات. فهناك من ينام إحدى عشرة ساعة كل ليلة بينما هناك من يكتفي ببضع ساعات لا تتعدى أحيانا ساعتين. وقد أجريت أبحاث علمية حول مدة نوم الرجال والنساء والأطفال على اختلاف أعمار كل فئة، فكانت الحصيلة أن الانسان ما بين العشرين والثلاثين ينام بمعدل سبع ساعات وأربعين دقيقة، وما بين الخمسين والستين ينام أقل من ذلك أي سبع ساعات وخمس عشرة دقيقة، أما بعد الستين فينام سبع ساعات وثلاثا وخمسين دقيقة. وهكذا على كل شخص أن يتأكد من الصنف الذي ينتمي اليه ليستفيد من ذلك لتحقيق نتائج مثلى دون فقدان توازنه الجسمي والفكري.