لم تستفق بعد أسرة الفتاة "اسماء" من صدمة خبر وفاتها المفاجئ الذي تلقته صباح أمس الأربعاء، وهي تلج باب مصحة الكتبية للإطمئنان على الوضع الصحي لفلذة كبدها الوحيدة بعد خضوعها لعملية جراحية. وبحسب رواية أب الفتاة "أسماء" البالغة من العمر 18 عاما، فإن فصول الفاجعة تعود إلى صباح أول أمس الثلاثاء حينما اصطحب الأب "عزيز" ابنته لإجراء عملية جراحية على مستوى الورك بعد تفاقم مضاعفات عيب خلقي تعاني منه منذ ولادتها، فولجا معا المصحة المذكورة والتحقت الإبنة التي كانت فرحة بإجراء العملية التي لم تكن أسرتها ينتابها ذرة شك في نجاحها، بقاعة العمليات للخضوع للجراحة التي أشرف عليها الدكتور تربطه صداقة بوالدها. وأوضح الأب أن العملية استمرت من الساعة الثامنة صباحا لنحو 10 ساعات، وعلى الساعة الخامسة مساء شاهد الأطباء يركضون بالمصحة وقد تغيرت ملامحهم واعتراهم الذعر، ولم استفسر عما يجري تم إخباره بأن ابيته تعرضت لنوبه قلبية خلال العملية لكنهم أعادوا انعاش القلب، ولدى عودته في الصباح الموالي حوالي الرابعة صباحا أخبره الأطباء بأن الوضعية الصحية لابنته حرجة للغاية، قبل أن يتلقى بعدها صدمة وفاتها التي ادخلت والدتها في وضعية نفسية حادة لم تستطع معها تقبل رحيل ابنتها المفاجئ. وفي الوقت الذي فضل فيه أب الضحية انتظار توصله بالتقرير الطبي لبلورة موقف بخصوص وفاة ابنته داخل المصحة الطبية، اتهم البعض من اقارب الفتاة الطاقم الطبي بالتسبب في موتها سيما وأن العملية بحسبهم عادية وبسيطة، مشددين على أن وفاة الضحية جاء نتيجة خطأ طبي يعتقدون أنه ناتج عن جرعة زائدة في التخدير. واتهم أقارب الفتاة أسماء مدير المصحة بتهديدهم ورفضه تقديم أية ايضاحات حول أسباب الوفاة. وفي تصريح ل"كش24″ نفى مسؤول بمصحة الكتبية هذه الإتهامات، مشيرا إلى أن الضحية توفيت نتيجة سكتة قلبية بعد عملية جراحية استمرت ل 11 ساعة. واتهم المسؤول في المقابل أقارب ومعارف أسرة الفتاة بالتهجم على المصحة والقيام بأفعال تخريبية وشتم الأطباء و وصفهم بالقتالة محاولين أخذ حقهم بأيديهم وهي الأمور التي وثقتها الكاميرات المثبتة بالمصحة. وأوضح المتحدث للجريدة أن الضحية تعرضت لسكتة قلبية وتمكن الطاقم الطبي من انقاذها، غير أن حالتها عادة للتدهور بسبب مشكل في الكليتين اللتان توقفتا عن أداء مهامهما، مؤكدا أن "أسماء" فارقت الحياة بين يدي دكتور التخدير والطاقم الطبي الذي حاول جاهدا انقاذها. إلى ذلك، دعا أحد أصدقاء الأب المفجوع في ابنته والذي يعمل موثقا إلى ما أسماه أنسنة العلاقة بين المواطنين والمرضى من جهة والمشرفين على المصحات الطبية الخاصة والمؤسسات الصحية العمومية بشكل علم.