في لقاء احتضنه فندق The Pearl بالحي الشتوي بمراكش، عبر مهنيو القطاع السياحي مساء يومه الثلاثاء 26 اكتوبر، عن امتعاضهم واستنكارهم الشديد من قرارات الحكومة، التي اعتبروها عبثية وغير مبررة، وخصوصا ما يتعلق بقرار تعليق الرحلات بين المغرب وبريطانيا والمانيا، وهولندا. وأكد الفاعلون السياحيون واصحاب الفنادق المصنفة وممثلو وكالات الاسفار بالمدينة، ان الحكومة وبعد اتخاذها لهذا القرار، قد دقت المسمار الاخير في نعش القطاع بالمغرب عموما، ومراكش بصفة خاصة. وقال المهنيون ان مراكش التي تمثل 35 في المائة من القدرة الفندقية بالمغرب، عانت بشكل كبير مؤخرا، حيث كشف المهنيون عن نسبة كبيرة ومخيفة لعدد الفنادق المغلقة والتي تجاوزت 104 فنادق من اصل 240 فندقا مصنفا، مضيفين بان القرار الاخير القاضي بتعليق الرحلات مع 3 دول مهمة للقطاع، جعل مجموعة من الفنادق يناهز عددها الخمسون، تتجه نحو اغلاق ابوابها امام الزبناء، مما سيشكل انتكاسة جديدة للقطاع بالمدينة. وقال المهنيون انهم كانوا يأملون خيرا في الحكومة الليبرالية الجديدة، وظن الجميع ان الامور ستسير نحو الاحسن، خصوصا مع تقدم حملة التلقيح، ولكن للاسف، صدم الجميع من تعليق الرحلات لثلاث دول مهمة للسوق المغربية، ولولا ورود اسم بريطانيا لظن الجميع ان قرار الاغلاق وراءه موقف سياسي، الا ان الامر كان له صلة بالوضع الوبائي، وهو أمر غير مبرر وفق المهنيين، مستغربين في هذا الاطار، كيف طال المنع الملقحين ايضا من السياح القادمين من هذه الوجهات السياحية. وفي السياق ذاته اكد مهنيون ان السوق البريطانية تعتبر الثانية بالنسبة للقطاع السياحي بمراكش، والبريطانيون ينفقون 3 او 4 مرات اكثر من السياح الفرنسين مثلا، واشاروا ان الخطوط البريطانية صدمت من القرار الاخير للمغرب، بعدما قررت استعادة نشاطها للتو صوب مراكش وكانت تبرمج لتُقل الاف البريطانيين صوب مراكش، قبل الصدمة الكبرى وما رافقها من ارتباك، والتسبب في إلغاء عشرات الاف الحجوزات منذ تعليق الرحلات. وتأسف مهنيون لكون الحكومة الجديدة لا تراعي لوضعية القطاع و مشاكله بالشكل المطلوب ولاتتخذ القرارات بشكل تشاركي مع المهنيين، مستغربين في هذا السياق من قرار التراجع عن تنظيم الجمعية العامة للمنظمة العالمية للسياحة، مع ان مراكش كانت قادرة على احتضان عرس اسطوري مثلا في الايام الماضية، مؤكدين ان تنظيم الجمعية العامة كان متاحا بالنظر للخبرة المغربية، والقدرة على فرض التدابير الضرورية اكثر من اي مناسبة اخرى من قبيل العرس المذكور. واكد مهنيون انه من المؤسف جدا ان تكون الحكومة غير مهمتة بالقطاع ولا تأخذ مطالب المهنيين مأخذ الجد، مطالبين حكومة اخنوش بمراعاة وضعية المهنيين، على الاقل من خلال فتح حوار جاد، ومناقشة كل ما من شأنه التاثير على القطاع السياحي، بدل مفاجأة المهنيين والسياح بقرارات "منتصف الليل" والتي تربك الجميع، بما فيهم السياح الذين اقتنى بعضهم الاسبوع الماضي تذكرات رجوع في الطائرات باثمنة باهضة، اغلى بكثير من الميزانيات المخصصة لقضاء عطلهم، وهو ما يساهم في إفقادهم الثقة في وجهة المغرب . واجمع المهنيون انهم في ظل الوضع الراهن يرغبون في حكومة داعمة للسياحة بشكل جدي، وبحكومة تعتبر القطاع السياحي اولوية استراتيجية، خصوصا و ان القطاع يقدم خدمات جليلة للدولة، كما عبر مهنيون في رغبتهم في ان تتعامل الدولة مع مراكش بشكل استثنائي ،واعطوا المثال بدبي التي تم دعمها من اجل عدم فقدان بريقها رغم الحجر الصحي، وانتشار الوباء في الامارات، ولهذا بقيت دبي في اوجها وازدادت تألقا رغم الازمة، مطالبين بخارطة طريق لدعم مراكش، و إعادتها الى سابق مجدها. واضاف المهنيون انهم ليسوا ضد القرارات الحكومية ومن ضمنها الزامية جواز التلقيح خصوصا و ان كان الامر سيمنح للمواطنين والمهنيين حرية اكبر ويضمن عودة تدريجية للحياة الطبيعية، مؤكدين في السياق ذاته ان الاقتصاد المنهار خطير ايضا مثل انهيار القطاع الصحي، لان السجون ستعج قريبا بالمخالفين للقانون بحثا عن موارد للعيش في ظل تواصل الازمة. وحسب مهنيي السياحة بمراكش، فان الدولة بامكانها اشتراط المزيد من التدابير الاحترازية والشروط والقيود في اطار الوقاية من كورونا، ولكن ليس من حقها المنع الكلي للوجهات المهمة للقطاع السياحي، لان الدولة بهذها السلوك ارسلت رسائل خطيرة للخارج، مفادها ان الوجهة المغربية غير موثوقة، مستحضرين بغرابة في هذا الاطار كيف اعلن المغرب انه غير مستعد لتنظيم الدورة الجديدة للجمعية العامة للمنظمة الدولية للسياحية، مؤكدين انها اشارة اخرى خطيرة عن عجزنا، وعن عدم موثوقية وجهتنا، مطالبين الحكومة المغربية بمعالجة هذا النوع من الاخطاء، واتخاذ اي اجراءات مناسبة دون عزل المغرب سياحيا.