نظمت جامعة القاضي عياض بمراكش، نهاية الأسبوع الماضي، لقاء عبر تقنية التناظر المرئي، خصص لتقديم البكالوريوس الذي تقترحه المؤسسة، برسم هذه السنة الجامعية الأولى على دخول النظام الجديد حيز التنفيذ. وعرف هذا اللقاء، الذي نظم تحت شعار "من أجل معرفة المزيد حول البكالوريوس الذي تقترحه جامعة القاضي عياض"، مشاركة منسقي البكالوريوس، الذين أطلعوا الطلبة وأولياءهم على هذا النظام الجامعي الجديد، وكذا على الهندسة البيداغوجية لمختلف مسالك البكالوريوس بالجامعة. وقال رئيس جامعة القاضي عياض، مولاي الحسن احبيض، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، إن اعتماد هذا النظام الجديد يروم الرفع من المردودية لمحاربة الهدر الجامعي، ومن معدل التخرج، وقابلية تشغيل الشباب، من خلال تلقين الطلبة لغات أجنبية، وتمكينهم من قدرات ومعارف تشمل عدة حقول. وأوضح احبيض أن الأمر يتعلق أيضا بالرفع من الثقافة العامة للطلبة، وتشجيع الحركية على الصعيد الدولي، وفتح تعليمنا الجامعي على جامعات من العالم الأنجلو ساكسوني، وجعل الطلبة فاعلين في عملية التعلم. وسجل أن البكالوريوس جاء لسد ثغرات النظام القديم (إجازة، ماستر، دكتوراه)، من قبيل ضعف المردودية، وارتفاع معدل الهدر الجامعي (2ر47 بالمئة)، الناجمة، على الخصوص، عن الفارق على المستوى اللغوي بين التعليمين الثانوي والجامعي، مبرزا أن الوزارة الوصية تعتزم إيجاد حلول لهذه المشاكل، عبر إرساء جسر بين التعليم الثانوي والعالي، وكذا حل مشكل لغة التدريس بينهما، من خلال استعادة مكانة اللغات الأجنبية في تدريس المواد العلمية. وأبرز احبيض، في هذا السياق، أن البكالوريوس يسمح أيضا بانسيابية إدماج الخريجين في سوق الشغل، وتشجيع ريادة الأعمال، وأخذ زمام المبادرة، وانفتاح الجامعات على الأنظمة الجامعية الأنجلو ساكسونية، وتعزيز الفكر النقدي والتحليلي لدى الطلبة والنهوض بالبحث العلمي. وعبر عن اقتناعه بقدرة مكونات جامعة القاضي عياض على إنجاح ورش تفعيل هذا النظام الجديد، مؤكدا أن الجامعة ستعبئ كافة الموارد الضرورية لبدء العمل بنظام البكالوريوس. وبحسب الوزارة الوصية، سيمكن اعتماد نظام البكالوريوس من الانفتاح بشكل أكبر على أنظمة التعليم الدولية، خاصة أنظمة الدول الأنجلوسكسونية، التي أبانت عن فعاليتها، علما بأن حوالي 50 جامعة أمريكية توجد ضمن تصنيف أفضل 100 جامعة عالمية. ويأتي اعتماد هذا النظام من طرف المملكة عقب توصيات المؤسسات المغربية، التي قامت بتقييم للنظام الجامعي القديم (إجازة، ماستر، دكتوراه) ورصدت به عددا من النقائص. كما أن من شأن نظام البكالوريوس أن يسهل من حركية الطلبة المغاربة في المؤسسات الدولية، حيث سيمكنهم، على الخصوص، من اكتساب القدرات وتقوية تعلمهم للغات الأجنبية، وتكنولوجيات الإعلام والاتصال الجديدة.