ردّ محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، على التصريح الذي وصفته ب"المهين" الذي أدلى به الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، بخصوص العدالة المغربية وحرية التعبير في بلادنا، معبرا عن استيائه وصدمته الكبيرين جراء هذا التصريح. وقال التامك، إن تصريحات المعني بالأمر، تعد مسا بالكرامة المغربية، لانتفاء أي ذريعة تخول للمسؤول الأمريكي أن يدلي بدلوه في قضية تنظر فيها العدالة بالمغرب، متسائلا عن "القانون الذي يسمح للمعني بالأمر بحشر أنفه في قضية مغربية صرفة تهم مواطنا لم يستطع حتى ذكر اسمه صحيحا، وينتصب ليرتدي لبوس الأستاذية وسمح لنفسه بإعطاء الدروس للمغاربة؟ وأضاف التامك، "بأي حق تدعي لنفسك سلطة الحكم بكل غطرسة على ما يتوافق مع الدستور المغربي وما هو غير ذلك؟ ما الذي يمنحك الحق في التمييز ضد المغاربة من خلال التمييز بين المواطنين المهمين مثل أولئك الذين ذكرتهم والذين تحتقرهم وترى أنه من المناسب سحقهم ، مثل آدم وحفصة؟ وتابع التامك متسائلاً: "هل الأمريكيون الذين يتعرضون للإعتداء الجنسي ذكورا كانوا أم إناثا، هم أعلى شأنا وأكثر آدمية من نظرائهم المغاربة؟ لماذا إيلاء كل هذا الاهتمام لهاتين القضيتين اللتين خيض فيهما طويلا داخل المحاكم وفي الإعلام؟ كم كتب هذان الصحفيان من مقالات وأجريا من تحريات طالتها يد الرقابة؟ وما السر في حرص وزارة الخارجية على عدم إثارة ما يحدث حاليا في الجزائر أو ما حصل في جنوب إفريقيا خلال الآونة الأخيرة؟". واسترسل التامك، "لماذا نعطي الأهمية للقضيتين اللتان نوقشتا علنا وجهارا في قاعة المحكمة وفي مختلف وسائل الإعلام؟ ثم كم عدد المقالات والتحقيقات التي أجراها هذان الصحفيان المزعومان والتي حجبت بسبب الرقابة؟ ثم لماذا تلتزم الخارجية الأمريكية صمت الأموات بشأن ما يحدث حاليا في الجزائر ، وأيضا بشأن ما حدث مؤخرا في جنوب إفريقيا؟ وزاد محمد صالح التامك: "لماذا كل هذا التكالب على المغرب في الظرفية الراهنة؟ أليس هذا تحيزا صارخًا وغير مبرر لشرذمة من المتطرفين الإسلاميين واليساريين همهم الواحد الأحد هو خلق البلبلة والجلبة، وذلك على حساب الغالبية العظمى الصامتة من المغاربة؟ واختتم التامك قائلا: "على ضوء هذه الأسئلة العالقة، أود أن أعرب عن عميق قلقي بشأن الموقف الذي اتخذه الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية وأتمنى صادقا أن يكون تصريحه نوتة نشاز، وإلا فإن مجازفته هذه لا تبشر بالخير بالنسبة لمستقبل العلاقات الأمريكية المغربية".