أعلن عمر بلافريج، النائب البرلماني عن فيديرالية اليسارية عن قراره اعتزال السياسة، وأكد بأنه لن يترشح، تبعا لذلك، في الاستحقاقات القادمة. وكشف في عرضه لملابسات قراره عن أزمة تعيشها فيدرالية اليسار التي تضم كلا من الحزب الاشتراكي الموحد والمؤتمر الوطني الاتحادي وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. واعتبرت نبيلة منيب، في ردها، بأن القرار يخصه لوحده. في حين أظهرت رسالة مفتوحة وجهها له محمد حفيظ، القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، معالم أخرى لهذه الأزمة، لكنه أعلن عن رفضه لقرار اعتزال بلافريج للسياسة. وقال حفيظ إن البرلماني والمستشار الجماعي قد نجح في مهامه التمثيلية، حضورا، وتواصلا، واشتغالا، واقتراحا، وموقفا، وجرأة، وقدم صورة مغايرة لتلك الصورة التي سادت عن البرلماني في المغرب. وقال حفيظ إن هذا الموقف لا يخص بلافريج لوحده، موردا بأنه قرار يهم الحزب الاشتراكي الموحد وفيدرالية اليسار الديمقراطي. وأقر حفيظ بأن فيدرالية اليسار لم تنجح إلى حد الساعة في الالتزام بما تعهدت به حين أعلنت أنها ستقدم عرضا سياسيا جديدا، وتصورا ا سيكون جاهزا قبل موعد الانتخابات، وحددت مدخله في اندماج مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي وفعاليات سياسية تسعى إلى إعادة بناء اليسار. وذكر بأن أحزاب الفيدرالية ستدخل الانتخابات القادمة دون أن تنجح في الاندماج، لكن المسؤولية، يورد حفيظ، تفرض على الجميع أن يتحمل المسؤولية لمواصلة المسار. وكان عمر بلافريج قد أعلن بأنه غدار الحياة السياسية، وبرر ذلك، حسب تصريحاته، بعدم رغبته على التشويش على فيدرالية اليسار. ونفى أن يكون للقرار علاقة بخلافات له مع نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، لكنه لمح، مع ذلك، إلى وجود خلافات عميقة بين الطرفين، حيث قال، في هذا الصدد، إنه يختلف مع نبيلة منيب، كما يختلف مع سعد الدين العثماني أو عبد الإله بنكيران. وربط بلافريج، بالأساس، قراره ب"موت" مشروع فيدرالية اليسار، في إشارة إلى عدم قدرة مكوناتها على الاندماج، رغم وعود قدمت منذ ما يقرب من 5 سنوات.