"غادرتُ الحياة السياسية وهذا موقفي، لا يمكنني تكراره أو إعادة تقديم المزيد من التصريحات حتى لا أشوش على رفاقي وإخواني في فيدرالية اليسار وحتى يعملوا في مناخ سلس" كانَ هذا تصريح عمر بلافريج النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي لموقع "لكم" يوم الاثنين. يرجو عمر بلافريج، الذي سطع نجمه خلال الأربع سنوات الماضية، بسبب مواقفه المميزة والتي عادة لم تكن تأخذ حيزا من الاهتمام داخل أروقة مجلس النواب كاعتراضه على ميزانية البلاط الملكي وميزانية الجيش، أو موقفه من قانون المحروقات، أن لا يشوش موقفه على رفاقه داخل الفيدرالية، وبذلك، يفضل التوقف عن تقديم المزيد من التصريحات للصحافة إلى حين انتهاء الولاية الانتخابية ومرور الاستحقاقات المقبلة.
يؤكد بلافريج في تصريح لموقع "لكم" أنه عبر عن موقفه الثابت في حوار سابق أجراه مع أسبوعية "الأيام"، وفسر ذلك مجددا، خلال تصريحات صحافية، تحدث فيها عن أسباب استقالته التي قال عنها إنها لا ترتبط بخلافات مع أشخاص معينين، كنبيلة منيب، الأمينة العام لحزب الاشتراكي الموحد مشيرًا في هذا الصدد "أختلف مع نبيلة منيب، كما أختلف مع سعد الدين العثماني أو عبد الإله بنكيران". وأكد بلافريج لموقع "لكم" أنه حاليًا، مستمر في ولايته كنائب برلماني، ويشتغل بجدية قدر الإمكان إلى نهايتها، وسيعمل على ما تتطلبه الأمور خلال هذه الولاية، من إبداء نقاشات وتصريحات وموقفه من قضايا متعددة متعلقة بالشق البرلماني وضمن اختصاصاته البرلمانية". وربط عمر بلافريج في حديثه لموقع "Medias24″ استقالته بموت مشروع فيدرالية اليسار الديمقراطي، وليس بسبب الخلافات التي تصاعدت في الآونة الأخيرة داخل أروقة فيدرالية اليسار، خصوصا مع الأمينة العامة لحزب الاتحاد الإشتراكي الموحد، نبيلة منيب". موت مشروع الفيدرالية وقال عمر بلافريج إنَّ استقالته أوسع من ذلك، إذ أنه في عام 2015، حصل المغاربة على آمال ووعود بمشروع فيدرالية اليسار الديمقراطي وقبل كل شيء الانفتاح على الشباب وعلى كل من كان يرفض المؤسسات، وكان من المقرر أن ينمو هذا المشروع في عام 2016 ثم في عام 2017 وأضاف: "نحن في عام 2021 ولم يتم الاندماج بعد، لذلك أعتبر أن هذا المشروع قد مات، ولا يمكنني المجيء وتمثيل نفسي في ظل هذه الظروف، لا أريد أن أكذب على المغاربة، لم تتحقق لي الشروط التي كنتُ أرجوها". وأورد عمر في حوار سابق مع أسبوعية "الأيام": "أن التحاقه بحزب الاشتراكي الموحد كان بهدف تحويل الفدرالية إلى حزب.. وهو الشيء الذي لم يتحقق بعد مرور 3 سنوات" مشيرا إلى أن "المسؤولية الأكبر تتحملها نبيلة منيب" قبل أن يضيف، أن قيادات الحزبين الأخرين"الطليعة" و"المؤتمر" كانت منفتحة على الاندماج . وأردف بلافريج "من ناحية أخرى، لا ألوم أحدا، أحترم اختيارات الجميع، بما في ذلك نبيلة منيب رغم خلافاتنا الجوهرية حول عدة قضايا سياسية، ولدينا اختلافات، لكن تبقى نبيلة منيب شخص أحترمه، لدي خلافات مع بنكيران والعثماني وغيرهما، لكني أحترمها أيضا". وقال في نفس الحوار "في الوقت الحالي، أعتقد أنني فعلت ما كان علي القيام به. أحتاج إلى إعادة تحفيز نفسي لأتمكن من الترشح لفترة جديدة لاحقًا وفي اليوم الذي يتم فيه استيفاء الشروط ، ربما سأعيد النظر في قراري أنداك". منيب: موضوع بلافريج يخصه وحده من جهتها، اعتبرت نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد وأحد مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي التي تضم ثلاثة أحزاب (حزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي)، في اتصال هاتفي مع موقع "لكم" أنَّ موضوع عمر بلافريج، يخصه وحده، واحترمه كثيرا". وبخصوص بعض الاتهامات التي ترى أن نبيلة منيب مسؤولة عن عدم تقدم المفاوضات والتوافقات في اندماج أحزاب الفيدرالية، قالت منيب لموقع "لكم" إنَّ كل حزب مسؤول عن نفسه، واعتبرت أنَّ هذا النقاش لا يستحق إثارة كل هذا الجدل، قائلة "أعتذر عن عدم تقديم المزيد من التصريحات بخصوص هذا الموضوع". ومن جهة أخرى، قالت نبيلة منيب لموقع "Medias24" حول موضوع استقالة عمر بلافريج إن ترشحه في الانتخابات المقبلة قرار يعتمد عليه وحده، قائلة في حديثها لموقع "Medias24″:نحن في حزب ديمقراطي، حيث التعبير حر. إذا كان لا يريد الترشح، فهذا قراره وأنا أحترمه" وتابعت: "الحزب بحاجة إلى أشخاص يعملون، وعمر بلافريج قام بعمل رائع في البرلمان، لكن العلاقات الإنسانية مهمة في السياسة، وللأسف، تدهورت علاقتنا، وأنا لست ملاكًا، لكنني لستُ شيطانا كما يريد البعض وصفي أيضًا".