طاف الحوت الأزرق المهيب البحار لنحو 4.5 مليون سنة، بينما اختفى كائن نياندرتال من الوجود في بضع مئات الآلاف من السنين. ولكن هل تلك المخلوقات تمثل الأنواع بشكل عام؟، وكم من الوقت تستمر الأنواع عادة قبل أن تنقرض؟. اتضح أن الإجابة التي نجدها الآن قد تكون مختلفة جدا عما هي عليه في العادة. وبسبب تدمير الموائل، وتغير المناخ، ومجموعة من العوامل الأخرى، تختفي النباتات والحيوانات من الكوكب بشكل أسرع من جميع نقاط التاريخ باستثناء خمس نقاط أخرى. ويقول بعض الخبراء إننا في حدث الانقراض الجماعي السادس. ولكن حتى في الفترات الأكثر هدوءا من تاريخ الأرض، تباينت الإجابة اعتمادا على الأنواع. فبالنسبة للثدييات، إن متوسط الأنواع موجود من مليون إلى مليوني سنة، وفقا لمقال في مجلة People & the planet. ومع ذلك، فإن هذا المتوسط لا يصمد خلال جميع الفترات الجيولوجية ولجميع الثدييات. ويبلغ متوسط حقبة الحياة الحديثة (منذ 65 مليون سنة حتى الآن) 3.21 مليون سنة، مع ثدييات أكبر تدوم لفترة أطول من الثدييات الأصغر، وفقا لدراسة أجريت عام 2013 في مجلة علم الحيوان التكاملي. وبالنسبة للأنواع اللافقارية، فإن المدة تكون أكثر إثارة للإعجاب؛ تدوم ما بين 5 ملايين إلى 10 ملايين سنة في المتوسط. ولا يتفق الخبراء على متوسط الوقت الذي تستغرقه هذه الأنواع في أي فئة قبل أن تنقرض. ويوثق سجل الحفريات متى يظهر نوع ما ومتى يختفي، لكنه يترك هامشا كبيرا من الخطأ لأن الظروف يجب أن تكون مثالية لتكوين الأحافير، وهذه الظروف ليست موجودة دائما عندما تظهر الأنواع. كما أن إحصائيات طول العمر هذه ليست مفيدة على أي حال. وقال ستيوارت بيم، خبير الانقراض الرائد وعالم البيئة في مجال الحفظ في كلية نيكولاس للبيئة بجامعة Duke، إنه يفضل التفكير في الانقراض من حيث عدد الأنواع التي تموت كل يوم أو شهر أو عام. وقال بيم: "من الأسهل التفكير في معدلات الوفيات، إلى حد كبير لأن هناك بعض الأنواع تعيش لفترة طويلة حقا. ثم هناك أنواع أخرى لم تدم طويلا". ويعد معدل وفيات الأنواع، المسمى معدل الانقراض، مثيرا للجدل أيضا. ووضع بيم الرقم التاريخي – وهو رقم يغطي جميع الأوقات، باستثناء حالات الانقراض الجماعي – عند انقراض نوع واحد تقريبا لكل مليون نوع سنويا. وهذا يعني أنه إذا كان هناك مليون نوع على هذا الكوكب، فإن أحدها سينقرض كل عام. ومع ذلك، يقدر خبراء آخرون أن الأنواع تموت عادة بمعدل 0.1 نوع لكل مليون سنويا. ويقال إن معدل الانقراض الحالي أعلى بكثير من أي من هذه التنبؤات حول الماضي – نحو 1000 مرة أكثر من تقدير بيم لمعدل الانقراض. ومع ذلك، لا يتفق الجميع على كيفية تسارع انقراض الأنواع الآن، كما قال تييرا كاري، كبير العلماء في مركز التنوع البيولوجي في ولاية أوريغون. ويقدر بعض الخبراء أن معدل الانقراض الحالي أسرع 100 مرة فقط أو، على النقيض الآخر، أسرع ب 10000 مرة. وهناك عدة أسباب وراء اختلاف تقديرات معدل الانقراض الحالي. وقال كاري: "يعتمد معدل الانقراض على عدد الأنواع الموجودة على الأرض ومدى سرعة انقراضها. ولا أحد يعرف الإجابة عن أي من هذه الأسئلة". وأضاف بيم أن زهاء 90٪ من الأنواع الحية – معظمها من الحشرات – ربما لم يتم تسميتها. وإذا كان الباحثون لا يعرفون أن هناك نوعا ما موجود، فلن يعرفوا أنه انقرض. ومن المضاعفات الأخرى أنه قد يكون من الصعب معرفة متى ماتت الأنواع. وفقط لأن الباحثين لم يروها لعدة سنوات لا يعني أنها انقرضت إلى الأبد. ويمكن أن تصبح الحسابات أكثر صعوبة عندما تنقرض الأنواع في البرية. وهناك أمر واحد يتفق عليه الخبراء، وهو أن معدل الانقراض الحديث مرتفع للغاية. وقال بيم: "الأنواع تتكيف بأسرع ما يمكن. لكن الحظ في النهاية ينفد ولا تتأقلم بالسرعة الكافية، وتنقرض". المصدر: لايف ساينس