تم، اليوم الجمعة بثانوية الأطلس الإعدادية بمراكش، إعطاء الانطلاقة لعملية تسليم معدات ديداكتيكية وروبوتات للمؤسسات المدرسية التسعين (90) المستفيدة من مشروع "التعليم الثانوي" على مستوى جهات مراكش-آسفي وفاس-مكناس وطنجة-تطوان-الحسيمة. وستمكن هذه المعدات، التي تم اقتناؤها بقيمة مالية إجمالية تناهز 2,7 مليون دولار في إطار برنامج التعاون "الميثاق الثاني"، الموقع بين حكومة المملكة المغربية وحكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ممثلة بهيئة تحدي الألفية، من تجهيز مختبرات علوم الحياة والأرض والفيزياء والكيمياء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الموجهة للتعليم ، بالإضافة إلى القاعات متعددة الوسائط والفصول الدراسية. وتهدف هذه المعدات إلى تشجيع ممارسات تربوية مبتكرة لتجويد تعليم المواد العلمية، وتقوية قدرات التلاميذ والتلميذات على الابتكار، خاصة في مجالي البرمجة والروبوتات. وستهم عملية التجهيز ، التي أعطيت انطلاقتها على مستوى جهة مراكش-آسفي، تسليم 200 جهاز "أردوينو" ARDUINO للتحكم الرقمي والروبوتي و40 باقة روبوتية تجريبية، تتكون كل واحدة منها من 3 روبوتات وحقيبة تحتوي على 20 وحدة تكميلية. وتخصص هذه المعدات، التي سيستفيد منها سنويا 17 ألف تلميذ وتلميذة، حصريا ل 20 مؤسسة للتعليم الثانوي الإعدادي موزعة على عمالة مراكش وأقاليم شيشاوة والصويرة وآسفي. وبعد تسليم هذه المعدات الروبوتية، يرتقب أن يشهد شهر نونبر 2020 انطلاق عملية توريد وتوزيع وتركيب وتشغيل معدات ديداكتيكية، على أن يتم مواكبة هذه العملية بتنظيم دورات تكوينية لفائدة أطر تربوية لضمان استخدام أمثل للمعدات المسلمة. وفي هذا الصدد، أكدت المديرة العامة لوكالة حساب تحدي الألفية بالمغرب، مليكة العسري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "هذا المشروع يهدف إلى تعزيز ممارسات التدريس المبتكرة لتحسين تعلم التخصصات العلمية وتقوية القدرات الابتكارية للتلاميذ، خاصة في مجالات البرمجة والروبوتات". وأشارت إلى أن اقتناء وتسليم هذه المعدات المتطورة يدخل في اطار تنفيذ نموذج " ثانوية التحدي"، المكون الرئيسي لمشروع "التعليم الثانوي" ، موضحة أن هذه العملية تهدف ايضا الى منح التلاميذ الرغبة في مهن المستقبل والمساعدة في توجيه حياتهم المهنية على المستوى الدولي. من جانبه ، أعرب المدير المقيم لهيئة تحدي الألفية بالمغرب، ريشار غاينور في تصريح مماثل ،عن اعتزاز مؤسسة تحدي الألفية بالمشاركة في هذا المشروع "الكبير" الذي يشكل "استثمارا في مستقبل مشترك". وقال غاينور أن هذا المشروع الذي يتوافق مع استراتيجية التعليم الوطنية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لمراكش-آسفي، يسعى الى تكوين المعلمين والاستثمار في البنية التحتية وإعادة تأهيل المدارس في إطار نهج تشاركي يشمل جميع الاطراف المعنية. من جانبه، قال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لمراكش-آسفي، مولاي أحمد الكريمي، إن هذه العملية تأتي في إطار الجهود المبذولة لزيادة فرص العمل للشباب من خلال تحسين جودة التعلم وأهميته ، و الوصول إلى التعليم الثانوي وفعاليته. كما أنها فرصة لاستعراض نتائج الإنجازات والاكراهات وكذا إمكانيات الإسراع في تنفيذ المشروع على المستوى الجهوي، فضلا عن تقييم مساهمة المشروع على أرض الواقع، وتحسين حكامة المدارس الثانوية ". ويندرج اقتناء وتسليم هذه المعدات في إطار تنزيل نموذج" ثانوية التحدي"، المكون الرئيسي لمشروع "التعليم الثانوي"، الذي يهدف إلى الرفع من فعالية وأداء المؤسسات التعليمية وتجويد التعلمات والنتائج الدراسية للتلاميذ. وتحظى المؤسسات التعليمية المستفيدة من تنزيل هذا النموذج من دعم مندمج يهم تعزيز استقلاليتها الإدارية والمالية، وتشجيع اعتماد منهاج تربوي يتمحور حول التلميذ، وتحسين المحيط المادي للتعلمات بفضل إعادة تأهيل البنيات التحتية المدرسية وتوفير التجهيزات الضرورية للابتكار البيداغوجي. يشار الى أن مشروع "التعليم الثانوي"، الذي خصص له غلاف مالي قدره 111,4 مليون دولار، يهدف إلى تحسين جودة وملاءمة برامج التعليم الثانوي (الإعدادي والتأهيلي) وضمان الولوج المتكافئ إلى هذا التعليم. ويتم تنزيل هذا المشروع، الذي تمت بلورته في توافق تام مع الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 لإصلاح منظومة التربية والتكوين، بتعاون وثيق مع قطاع التربية الوطنية والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين المعنية.