خيمت حالة من الحزن وسط الفنانين المغاربة، جراء وفاة الممثل عبد الجبار الوزير الذي فارق الحياة أمس الأربعاء ثاني شتنبر الجاري، بعد صراع طويل مع المرض. وخلف وفاة فارس الدراما المغربية، حزنا عميقا في نفوس محبيه، وعدد من المشاهير المغاربة، معتبرين أن الساحة الفنية فقدت أحد أهرامها ونجومها الكبار، الذي أمتع المغاربة بأعماله الفنية وأبهرهم بتعامله الراقي مع أصدقاءه الفنانين وجمهوره. ما إن شاع خبر وفاته، حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصوره وبكلمات الثناء في حقه والترحم عليه. عمر جدلي، الفنان والمثقف المراكشي، كتب على صفحته: "فارس آخر من فرسان الدراما المغربية يغادرنا إلى دار البقاء. انتقل إلى جوار ربه وزير المسرح المغربي الفنان عبد الجبار بلوزير ( عبد الجبار الوزير) بعد صراع طويل مع المرض تحلى خلاله الراحل بالصبر والأمل مخلصا لابتسامته المعهودة التي تختزل طيبة الأوفياء وصفاء العظماء." ليضيف المخرج والسيناريست والممثل جدلي: "نم قرير العين سي عبد الجبار، محزونون لرحيلك، مكلومون بخبر ابتعادك إلى جنة الخلد. رحمة من الله وجنة الرضوان والصبر والسلوان لأسرته الصغيرة ولعشيرته الفنية، وإنا للله وإنا إليه راجعون." أما الفنان عبد الله فركوس فكتب على صفحته: "الاب الروحي والأستاذ الكبير عبد الجبار لوزير… اللهم اغفر له وارحمه واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة يارب العالمي.. " بدوره، نعى الممثل رشيد الوالي رحيل عبد الجبار الوزير بكلمات مؤثرة على صفحته الخاصة بموقع تبادل الصور والفيديوهات "انستغرام"، قائلا " البقاء لله.. توفي اليوم عبد الجبار لوزير بعد معانات مع المرض والتي نتمناها رفع في الدرجات ومغفرة من الذنوب، لم يكتب لي الاشتغال مع هذا الرجل الطيب .لكن لن أنس اعجابي به هو المرحوم بلقاس . عزائي لأسرته وأبنائه وكل محبيه وإنا لله وإنا إليه راجعون". وقالت الممثلة سناء عكرود :" وما المال والأهلون إلا وديعة لا بد يوما أن ترد الودائع …وداعا سيدي عبد الجبار الوزير على روحك الرحمة والسلام". المطربة المغربية لطيفة رأفت نشرت صورة للراحل، وعلقت عليها بالقول " إنا لله و انا إليه راجعون ، قامة فنية و هرم آخر يغادرنا الى دار البقاء ، انتقل الى رحمة الله تعالى الفنان عبد الجبار الوزير ، عزائي لعائلته الكبيرة و الصغيرة و للمغرب بأكمله في خسارة فنية كبيرة .. للهم ارحمه و تغمده برحمتك الواسعة و ألهم عائلته الصبر والسلوان". وبأسلوب متميز نعى الفنان محمد الشوبي الراحل قائلا: "مشى الگول ديال المسرح العملاق سيدي عبد الجبار لوزير وخلا ليبوا خاوية آش يمكن يتقال باقي ماحدها تقاقي وهي تزيد في فراقي". أما محمد خويي، فعلق بالقول: "هاي ورقة أخرى تسقط من شجرة الفن المغربي. وفاة هرم من أهرام المسرح والتلفزة المغربية الحاج عبد الجبار لوزير بهذه المناسبة الأليمة أتقدم بأحر التعازي لأسرة الفقيدة تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويها الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون." وبدوره عبر النجم سعد المجرد عن حزنه لرحيل عبد الجبار الوزير من خلال منشور قال فيه" الحاج عبد الجبار لوزير في ذمة الله ، اللهم ارحمه و اغفر له و اجعل مثواه الجنة ". والفنان الراحل من مواليد درب لڭزا قرب رياض العروس بمدينة مراكش سنة 1928، وقد قضى سنوات طفولته بين الأحياء الشعبية للمدينة القديمة في مراكش، وبدأ في تعلم العديد من الحرف التقليدية وتميز فيها، كصناعة الجلد والخشب. قبل أن يلج عالم كرة القدم عندما كان في الخامسة عشر من عمره، ويلتحق بعد ذلك سنة 1948 بفريق الكوكب المراكشي في نفس سنة تأسيسه، حيث لعب حارس مرمى لفريق الفتيان. وسجن الفنان الراحل الذي يعتبر من رموز مدينة مراكش، لفترة من الوقت بسبب مواقفه الوطنية بعد نفي الملك محمد الخامس أيام الحماية الفرنسية، وفي سجن لعلو بالرباط تعلم قواعد القراءة والكتابة من مقاومين مغاربة كانوا معتقلين معه في نفس الزنزانة، كما قضى في صفوف القوات المساعدة أربع سنوات، قبل أن يقرر التفرغ نهائيا للتمثيل والفن الذي صار أحد رموزه في المغرب، بعد مسار فني متميز. وكان أول عمل مسرحي يشارك فيه الفنان عبد الجبار الوزير هو مسرحية "الفاطمي والضاوية"، رفقة الفنان الراحل محمد بلقاس، التي عرضت في عدة مدن مغربية.ليشارك بعد ذلك في العديد من المسرحيات، مع الفنان الراحل محمد بلقاس، كما قدم العديد من المسلسلات والأفلام التي لاقت ترحيبا وإعجابا من قبل المغاربة، من قبيل "الحراز"، و"حلاق درب الفقراء"، و"دار الورثة"، و"ولد مو".