تحتضن مدينة مراكش عددا من "الكازينوهات" التي تحولت إلى قبلة للباحثين عن أقصر الطرق نحو الثراء والغنى سواء من المغاربة أو الأجانب، ممن اختاروا ركوب أمواج "القمار" لبلوغ وتحقيق أحلامهم التي غالبا ما تحولت إلى أوهام وكوابيس بعدما جرت الآفة العديد إلى الإفلاس..ويبقى من أشهرها كازينو فندق المامونية وكازينو فندق السعدي الذي ينظم به مهرجان "بوكر المفتوح" الذي يعد واحدا من أشهر التظاهرات الدولية والوطنية في ألعاب القمار التي تحتضنها مراكش، وهي التظاهرة التي تستقطب مشاركين من بلدان أوروبية مثل فرنسا، البرتغال، اسبانيا إلى جانب دول عربية مثل المغرب وتونس والجزائر والكويت. وتنقسم ألعاب "الكازينو" إلى ألعاب الطاولة وألعاب الآلة، التي تعتمد على اللعب الفردي، خلافا للأولى والتي تنقسم إلى ما يصطلح عليه ب"البلاك جاك"، حيث يتقدم مسير اللعبة "الكروبيي" ويلعب النرد أمام "المُقامرين"، الذين يتوقف فوزهم باللعبة على الورقة الصحيحة، فيما يُخصَّص القسم الآخر لألعاب "الروليت"، والتي تخص استقرار الكرة في أحد الأرقام ال36 في الآلة التي تدور بسرعة عند انطلاقتها. وقد يصل معدل ما يمكن أن ينفقه الفرد في الرهان الواحد فقط، إلى أكثر من 5000 درهم في اللعب على الطاولة، وقد تتجاوز أو تقلّ عن هذا المبلغ حسب نوعية المراهنات، فيما يصل ما قد ينفقه الفرد في ألعاب الآلة إلى أكثر من 500 درهم، وهو ما يفسّر وجود بنك "الكازينو"، الذي يتكلف بتمويل زبناء صالات اللعب من دون انقطاع. وقد تحولت "كازينوهات" مراكش إلى قبلة لعدد من المغاربة بالعاصمة الإقتصادية الدارالبيضاء والرباط بعد فتح المجال أمام المغاربة لولوج عوالم الرهان والقمار بهاته الأماكن، قبل أن تدشين "كازينو" مازاغان بالجديدة والذي صار قبلة منافسة جرت زبناء المدينتين وحولت وجهتهما عن المدينة الحمراء، ويتداول سكان المدينة قصصا وأسماء لمسؤولين وأثرياء أدمنوا على ارتياد تلك الأماكن التي خرجها كثير منهم مفلسا وأقليتهم فائز. – عامل سابق بالدخلية زبون وفي ل"كازينو" فندق السعدي بمراكش: من بين الأسماء التي يتداولها رواد الكازينوهات بمراكش والتي كانت من بين زبناء "كازينو السعدي"، عامل سابق كان على رأس عمالة مراكش في التسعينيات من القرن المنصرم، ومن القصص التي تحكى عن رجل السلطة المذكور إلى جانب لازمة الربح والخسارة، أن أمن "الكازينو" قام في أحد الليالي بمنع العامل من الدخول فاستشاط غضبا وأقام الدنيا ولم يقعدها، قبل أن تتدخل إدارة الكازينو. – نجل قيادي بالعدالة والتنمية يفوز بمبلغ 50 مليون سنتيم: شارك صلاح الدين يتيم، نجل محمد يتيم القيادي في حزب العدالة والتنمية، وزعيم الذراع النقابي للحزب، في مسابقة لعبة مهرجان "البوكر المفتوح"، الذي تشرف عليه شركة "بي إم يو بوكر" PMU-Poker الفرنسية، حيث حل ثالثا في المسابقة التي احتضنها كازينو السعدي سنة 2014 وشارك فيها 500 لاعب من مختلف الجنسيات، حيث تمكن من الفوز بمبلغ (45.143 أورو أي ما يعادل حوالي 50 مليون سنتيم). وفاز المغربي الزوبير ماحي بجائزة نقدية قدرها 28 ألف درهم، وصُنف في المرتبة الأولى، كأفضل لاعب في المنطقة المغاربية، وفي المرتبة 44 عالميا، خلال المسابقة التي عرفت فوز مصطفى بوكري بمبلغ 115 مليون سنتيم وعادل طويل فاز بمبلغ 78 مليون سنتيم. الجائزة الأولى عالميا آلت للفرنسي "رودولف راي" وقدرها 875 ألف درهم، متبوعا بمواطنه "بنجامين دادون" ب 825 ألف درهم، ثم المارسيلي "أكيم أوين" وقيمة جائزته هي 500 ألف درهم مغربي. فوز نجل يتيم خلق ضجة بعد ربط بعض وسائل الإعلام بعد اقحام إسم والده القيادي في حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الإسلامية في الخبر، حيث اعتبر أن الزج باسم والده في الموضوع هي "محاولة لإعطاء حمولة سياسية للواقعة ويوحي انه يمارس القمار في أحد كازينوهات مراكش". – عراقي دار لباس من كازينو المامونية: من الحالات التي صادفتها "الصباح" والتي حالفها الحظ في الظفر بملايين "محترمة" من عالم القمار بكازينوهات مراكش، مواطن عراقي مقيم بالمدينة الحمراء وجد في كازينو المامونية ضالته، بعد أن جنى ملايين السنتيمات من البوكير اسثمر العشرات منها في شراء بقعة أرضية بالمنتجع السياحي أوريكا بمبلغ ناهز 70 مليون سنتيم، ولأن طريق القمار يجر الإنسان إلى الإدمان فإن مغامرة العراقي لا زالت متواصلة، حيث اصبح يتجول محملا بالأموال في حقيبة يدوية يغري بها أصحاب الأراضي من الفلاحين المتضررين من الجفاف، ولا يتوانى في اقتناص الفرص من أجل توظيف الأموال التي يجنيها من القمار في الإستحواذ على بقع بأرخص الأثمان. وبالقدر الذي تحفل به قصص المقامرين بالمدينة الحمراء بنماذج لبعض المحظوظين ممن تمكنوا من جني أموالا طائلة، فإن البعض الآخر لم يجنى سوى الإفلاس والبؤس، حيث تحول العديد من أثرياء المدينة وبعض المدن المغربية الأخرى إلى متشردين، بل إن بعظهم انتهى به المطاف في مستشفى الأمراض العقلية.